الغيرة على المحارم خلق حميد وصفة كمال ومظهر من مظاهر الرجولة ودليل على قوة الإيمان وهي من صفات الله تعالى، كما جاء ذلك في عدة أحاديث صحيحة منها قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه) أخرجه البخاري .. والغيرة أنواع فمنها المحمودة وهي الغيرة التي يحبها الله ورسوله كالغيرة على محارم الله إذا انتهكت وغيرة المسلم على أهله ومحارمه، ومنها المذمومة وهي الغيرة على الأهل ولم ير منهم سوء، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (وأما الغيرة التي يبغض الله عز وجل فالغيرة في غير ريبة) أخرجه النسائي، وهناك أسباب لضعف الغيرة عند بعض الناس منها حب المعاصي واقترافها فإنه يطفئ نار الغيرة في القلب، ومنها التساهل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى تألف القلوب المنكرات، ومنها ضعف قوامة بعض الرجال على النساء، ومنها الانخداع والانبهار بحضارة غير المسلمين والتشبُّه بهم في حياتهم الاجتماعية، فالواجب على المسلم أن يغار على حرمات الله وعلى محارمه طاعة لله ولرسوله وصيانة لعرضه وكرامته.
* عضو الجمعية الفقهية السعودية
إمام مسجد الصرامي بحي الشهداء بالرياض
Dajani1000@hotmail.com