يعاقب اللص إذا سرق مالك، وتوافرت دلائل إثبات ارتكابه لهذا الجرم، سواء كانت السرقة بالإكراه، أو بالاحتيال.. إلا أن هذا اللص قد يفلت بغنيمته وجريمته لو تستر خلف شاشة قناة فضائية!!

هذا واقع نراه كل لحظة على شاشات كمٍّ هائل من القنوات التلفزيونية الفضائية التي تسرق أموالنا عبر مسابقات وهمية، لا توجد أدنى رقابة عليها، وبعض هذه المسابقات هي نوع من القمار والميسر، والبعض الآخر هو تصويت أو اقتراع لصالح فتاة خليعة، أو شاب تافه، أما الجزء الأكبر منها فابتزاز للمال والوقت معاً، واستخفاف بالعقل.. حيث تقف فتاة فاتنة لتطرح على المشاهدين سؤالاً ساذجاً، وتعد الفائز بربح آلاف الدولارات إذا تمكن من الإجابة، وما بين جمال وسحر الفتاة، وإغراء المال تشتعل أسلاك الهاتف، وتستعر موجات الجوال، قبل أن نفيق جميعاً على كابوس مخيف تحمله فاتورة تطالبنا بآلاف الريالات، وربما عشرات الآلاف، جراء انسياق أبنائنا وفتياتنا وراء هذه المسابقات الوهمية التي لا يمكن أن يقبلها عاقل، ولا مجال لتصنيفها ضمن برامج الترفيه البريء بأي حال من الأحوال.. بل هي سرقة وابتزاز واحتيال لأوقات شبابنا، وأموالنا، وترسيخ للتفاهات، وإشاعة للخرافات والأوهام.

ولا شك أن خسائرنا الكبيرة من الأموال جراء هذه المسابقات الاحتيالية، تتحول إلى مكاسب في جيوب أصحاب هذه القنوات الفضائية، وهي مكاسب مغرية للآخرين لإنشاء قنوات مماثلة، والتفنن في سرقتنا، وابتزازنا بنوعيات جديدة من هذه المسابقات، يؤكد ذلك الزيادة الهائلة في أعداد هذه القنوات يوماً بعد يوم.. والتي ترفع شعار (اتصل أكثر.. تكسب أكثر).. والحقيقة أنك كلما اتصلت أكثر أصبحت من هؤلاء المغفلين الذين لا يحميهم القانون، وعليك أن تستعد من الآن لاستدانة قيمة فاتورة الهاتف!! والله المستعان.