مكة المكرمة - (الجزيرة):
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- يرعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة الحفل الختامي لمنافسات الدورة الثلاثين لمسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره وذلك ظهر يوم الأحد التاسع عشر من شهر شوال الجاري في قاعة التضامن الإسلامي بفندق انتركونتننتال مكة المكرمة، التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد خلال الأيام الفائتة في رحاب مكة المكرمة.
وقد شارك في منافسات الدورة (164) متسابقاً ينتمون إلى (56) دولة استمعت لهم لجنتا تحكيم المسابقة خلال فترتين صباحية ومسائية على مدار سبعة أيام.
من ناحية أخرى قال مدير معهد الإمام البخاري للشريعة الإسلامية في طرابلس ورئيس مركز البحث العلمي الإسلامي لبنان سعد الدين بن محمد الكبي: إن مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره لتحث الشباب وتحفزهم على الإقبال على كتاب الله الكريم، وهي لفتة طيبة، واهتمام مشكور من المملكة العربية السعودية ممثلة بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للقيام بهذا الواجب العظيم، مؤكداً أن إقامة المسابقة كل عام لتعتبر وسيلة مهمة من وسائل تربية الشباب على كتاب الله، وبتجددها يتجدد الأمل في نفوس الأمة بظهور ثلة من الشباب اليافع المقبل على كتاب الله الكريم بالحفظ والتدبر، مما يشعر باستمرار هذا الدين ومضي الدعوة الإسلامية المعاصرة في طريقها، متوخية بنشاطها تكريم الإنسان بربطه بخالقه وبارئه من خلال تحفيظ القرآن الكريم.
ورأى فضيلته - في تصريح له - أنه بتجدد المسابقة بتجدد النفس التجديدي في الأمة من خلال بعث خيرة شبابها في عروق الأمة، والاهتمام بهم، وتأهيلهم بالحفظ وإتقان التلاوة، ومعرفة معاني القرآن وأحكامه، وهو السلاح الأول في الجهاد العظيم، جهاد النفس أولاً وجهاد الحجة والبيان ثانياً الذي هو جهاد الخاصة من هذه الأمة الذي لا يقدر عليه إلا من اصطفاهم الله سبحانه وتعالى، واختارهم لتبليغ رسالته الخالدة إلى الأمم والشعوب إلى قيام الساعة.
واسترسل قائلاً: وبتجدد المسابقة يبرز أثر مهم من آثار الإعجاز القرآن الذي يتجلى في الوحدة الإسلامية التي يحققها القرآن من خلال النطق بلغته العظيمة التي تبرزها المسابقة من خلال جمع الحفظة من أقطار العالم الإسلامي في مكة المكرمة قبلة المسلمين الحسية، وعلى رحاب أرض الحرمين الشريفين قبلة المسلمين المعنوية، وفي ضيافة خادم الحرمين، راعي الدعوة الإسلامية المعاصرة في مهدها الأول.
وأردف الدكتور الكبي قائلاً: إننا ومن خلال مسابقة الملك عبد العزيز الدولية، نستطيع أن نحفظ الشباب من مخاطر التكفير الذي أضر بالشباب المسلم أولاً، وبالدعوة الإسلامية ثانياً، بتشويه السمعة وإبراز الدين الإسلامي على أنه دين دموي لا يقبل الحياة، ولا يقدر الحوار مع المخالفين.
وحمل فضيلته القائمين على المسابقة مسؤولية كبيرة في بإبراز الجانب الحضاري للإسلام، وأنه دين يدعو إلى الحياة من خلال دعوته الآخرين إلى الحوار بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يأخذ الحفظة دورهم في بيان ما في القرآن من تشريع عقدي يفسر الوجود ويعرف الإنسان بخالقه، وبيان تشريعاته الاقتصادية والاجتماعية وما تحققه من عدالة متوازنة تتناسب مع طبيعة الإنسان، وتحقق له مصالحه من غير أن تخرج به عن الطبيعة البشرية.
ودعا مدير معهد البخاري في طرابلس الشباب المشارك في المسابقة أن يحمل الفكر الإسلامي الصحيح المستمد من القرآن الكريم بعيداً عن الأفكار المحمولة من هنا وهناك، وبعيداً عن الضغوط الخارجية، وعرضه على الآخرين كمشروع انقاذي لمشاكل المجتمعات قاطبة وعلى جميع الأصعدة، ويوم أن يفهم المشاركون في المسابقة دورهم، والرسالة التي يحملونها، وأنها مشعل هداية للناس جميعاً، ومفتاح سعادة للعالمين، سبيل نجاة لكل من استجاب لنداء رب العالمين القائل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} ولم يضنوا بما عندهم من علم وآيات الكتاب والحكمة، مع مراعاة وضع المعاني في قوالبها الجميلة التي يقبلها السامع، ويقبل عليها كل من يصغي إليها، عندها سنعود خير أمة أخرجت للناس، وستستجيب المجتمعات أو كثير من أفرادها إلى الخطاب الإسلامي، والوحي القرآني، وليس ذلك على الله بعزيز..