بريدة - بدر العوفي:
توّج صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم فريق التعاون بطلاً لكأس مسابقة الأمير فيصل بن فهد لأندية الدرجتين الأولى والثانية بعد فوزه مساء أمس على فريق الخليج بركلات الترجيح (4-1).
وسلّم الأمير فيصل بن بندر بعد نهاية اللقاء الماراثوني الذي امتد حتى ركلات الترجيح كأس المسابقة لقائد فريق التعاون سعيد الأحمري وقلّد لاعبي التعاون بالميداليات الذهبية ولاعبي الخليج بالميداليات الفضية.
ونجح أسد الحراسة التعاونية فهد الثنيان في زفّ فريقه للبطولة التعاونية حينما أبدع وتألق في الذود عن مرمى فريقه بكل براعة قبل أن يتألق ويستأسد في ركلات الترجيح ويرسم البهجة على محيّا الجماهير التعاونية.
الثنيان بالأمس كان حارساً لا يشق له غبار ونجماً تعاونياً يشار له بالبنان وكان محل ثقة جماهير فريقه التي هتفت باسمه كثيراً وتوجته عميداً لحراس الدرجة الأولى ومنطقة القصيم.
واستحق التعاون الفوز البارحة حينما لعب بروح الفريق الواحد، وكان حاضراً بالموعد حينما أضاف لسجله الذهبي بطولة جديدة ترصع تاريخه الموشح بالكثير من البطولات التي يتباهى بها جمهوره العريض الذي كان شريكاً في الذهب، التعاون بالأمس كان في ليلته ويومه المعهود وكان جديراً بالكأس التي عشقها وعشقته وبالأمس تم (البصم) بالأربعة على هذه العلاقة التي أعلنت مراراً وتكراراً كان التعاون هو يمارس دور العاشق وكأس الذهب كانت هي (ليلى) التي جنّ بها برازيل القصيم وظفر بها بجدارة لأربع مرات وما تلبث أن تذهب منه إلاّ أن يعيدها إلى بيت الطاعة وبيت الذهب الذي ازدان بهذه الكأس التعاونية الرابعة.
كان التعاون في كامل أناقته، عريساً لليلة الذهب، فارساً لا يشق له غبار، كان يروّض هذه البطولة التي حاولت أن تبتعد عنه بهدف التعادل الذي سجله الخليج ولكنه رفض ابتعادها وقادها إلى أن تدين له بالسمع والطاعة لتنضم إلى البطولات الثلاث التي حققها من قبل بذات المسابقة وبنفس المسمى وتنضم إلى البطولات الأخرى التي تزين مدخل بوابة إدارة نادي التعاون.
بالأمس وإن كان التعاون ليس الأفضل إجمالاً في مجريات اللقاء ولكنه كان صاحب النفس الأقوى والأطول، وكان يخوض النهائي بروح الفريق الخبير الذي يعرف كيف تنصاع له الأمور بأقل الجهود، كان يعرف كيف ينهي اللقاء لصالحه ويكتب الذهب في نهاية المشوار باسم (التعاون).
المباراة
دخل التعاون بتشكيل مكون من الأسد فهد الثنيان في حراسة المرمى وأمامه موسى المبرك ومحمد المعيوف ووليد معلاّ وعبدالله الحربي ومبرك المبرك وعبدالله الشمراني ومساعد العتيبي وسعود الأشجعي ومحمد الراشد والأحمري، فيما دخل الخليج بالتشكيل المكون من نجيب أبو شاجع وأمامه مبارك المولد وأحمد الدوسري وبندر الدوسري ومحمد مجول وزهير السيهاتي وعلي الكردي ومحمد الحايك وحسن حريصي وعلي المطرود وحسين التركي.
بداية اللقاء لم تكن حذرة على غير العادة في مثل هذه اللقاءات، فكان التعاون هو صاحب السبق والمبادرة في الهجوم في الدقيقة الأولى عبر الكرة العرضية التي أرسلها عبدالله الحربي لكنها مرّت بسلام، فيما كانت الكرة الثانية للتعاون كفيلة باشعال الفرح في المدرجات التعاونية حينما نجح الداهية مبرك المبرك في تمرير كرة ولا أروع من ماركة (هدف) لتجعل محمد الراشد أمام مرمى الخليج منفرداً تعامل معها ببراعته المعهودة وأرسلها بشكل جميل جداً على يمين ابو شاجع لتهز الشباك الخلجاوية وتهز معها قلوب آلاف الجماهير التعاونية التي كانت حاضرة وبقوة في جنبات الملعب، كان ذلك في الدقيقة الثالثة من المباراة.
هذا الهدف التعاوني الجميل أشعل المباراة من بدايتها وحرّك المدرجات وألهبها، وكانت بداية قوية ورسالة حادة اللهجة لفريق الخليج أن الذهب لن يغادر مقر التعاون، مما أشعل المباراة من جانب الطرفين وحاول الخليج الرد على الهدف من خلال الخطأ الذي تحصل عليه خارج منطقة الجزاء التعاونية ولكنه نفذ بعيداً خارج الملعب، ويعود التعاون عبر مجهود فردي لمبرك المبرك مرة أخرى لتهديد مرمى أبو شاجع الذي كان يراوغ ويمرر لنفسه لكنه يضيعها في النهاية ليعود ويمرر الكرة مرة أخرى للأحمري الذي كان بمواجهة أبو شاجع الذي نجح في الإمساك بها.
الخليج من جانبه لم يستكن للمحاولات التعاونية وأعاد ترتيب أوراقه وبدأ في التركيز ونقل الكرة بهدوء والهجوم عن طريق الأطراف وبالذات الجهة اليسرى للتعاون وإرسال الكرات العرضية معتمداً على مهارة المطرود والتركي في الضربات الرأسية ولكنها غالباً كانت تنتهي بتدخل الحارس المبدع فهد الثنيان.
وضح جلياً في هذا الشوط إعتماد الخليج على الكرات العالية طولاً وعرضاً ولكن كانت غير مثمرة أو غير مركزة فيما كان التعاون متراجعاً للخلف حفاظاً على هدف السبق، حيث كان مبرك المبرك الأبرز في التعاون بتحركاته وقتاليته في الوسط التعاوني ولكنه كان وحيداً مما قلل من تحركاته.
هدأ اللعب في الربع ساعة الأخير من هذا الشوط وعاد التعاون لامتلاك اللعب وتناقل الكرة دون النجاح في الوصول لمرمى الخليج لينتهي هذا الشوط بهدف تعاوني وحيد.
الشوط الثاني
في هذا الشوط كانت الرغبة واضحة للفريقين في تسجيل هدف سواء لتعديل النتيجة من جانب الخليج أو للتعزيز من جانب التعاون، وفي الدقيقة الأولى يرسل حسين حريصي تهديداً صريحاً عبر كرة قوية كان لها الثنيان بالمرصاد.
وتكررت المحاولات الهجومية من قبل الخليج حيث أوعز السليمي للاعبيه الهجوم من خلال الأطراف كنهج ثابت للخليج واستغلال عدم التوازن الدفاعي للتعاون في هذا الجانب وشكل الخليج خطورة كبيرة على التعاون في هذا النهج، لكن الثنيان كان مصدر اطمئنان وأمان لفريقه ونجح غير مرة في إنقاذ مرماه من أكثر من كرة خطرة، وبادر السليمي بإشراك علي المسجن بديلاً للمطرود الذي كان تائهاً في خط هجوم فريقه ونجح المسجن في زيادة خطورة فريقه وتكثيف الضغط على خط الدفاع التعاوني الذي كان يقاتل في الحفاظ على مرمى فريقه وساعده في ذلك تراجع بعض لاعبي خط الوسط لتخفيف الضغط عليهم.
وكاد حسين التركي أن ينجح في التسجيل في الدقيقة (12) من هذا الشوط حينما وصلته الكرة داخل خط الـ(6) ليسددها عالياً وسط متابعة من الثنيان، وعاد الثنيان لإنقاذ مرمى فريقه من هدف مؤكد بعد دربكة طويلة أمامه لينجح في إخراج الكرة إلى ضربة زاوية.
وفي المقابل كان التعاون قد لجأ إلى الهجمات المرتدة معتمداً على سرعة المبرك وتمركز الراشد دون أن تنجح المحاولات التعاونية في جلب التعزيز للتعاون حتى منتصف الشوط. وحاول مدرب التعاون تعزيز خط وسط فريقه بإشراك الناشئ صالح القعير وسعد حدادي كبديلين لسعود الأشجعي وعبدالله الشمراني ولكن الخليج لم يمهل التعاون لاستكشاف مفعول هذه التغييرات حينما نجح المسجن من استغلال الكرة العرضية وسددها بركبته لتصطدم بالعتيبي قبل أن تلج المرمى التعاوني لتعلن عن تسجيل هدف التعادل في الدقيقة (25) من الشوط الثاني.
لم يهدأ الخليج بعد هذا الهدف وكرر هجومه من جميع الجهات المؤدية إلى مرمى التعاون وكان الأفضل انتشاراً وتناقل الكرة بكل سلاسة وسط ضياع هوية الوسط التعاوني وكثرة أخطاء مدافعي التعاون التي كانت تزيد من الإرتباك التعاوني.
ونجح الثنيان الذي كان بارعاً ونجماً للمباراة في إنقاذ فريقه من هدف محقق بعد إنفراد المسجن من منتصف الملعب ونجح في إبعاد الكرة التي لم يوفق المسجن في تنفيذها كما ينبغي، لينهي حكم اللقاء عبدالله القحطاني الشوط الثاني بالتعادل الإيجابي بهدف لكلا الفريقين.
الأشواط الإضافية
كان واضحاً في الأشواط الإضافية مدى تفوق الخليج من الناحية اللياقية والانتشار والتركيز فيما كان واضحاً معاناة التعاون من الإرهاق البدني وضعف الجانب اللياقي مما انعكس تأثيره وانعدم التركيز في الكرات الملعوبة بين لاعبي التعاون في الأشواط الإضافية.
الشيء الذي كان بارزاً في الشوط الأول الإضافي هو كثرة الأخطاء من الجانبين مما يوحي إلى زيادة التوتر لدى اللاعبين وحرصهم على عدم ولوج هدف في مرمى أيٍّ منهما، رغم تفريط الخليج في إضاعة فرصة هدف في الدقيقة (10) من الشوط الإضافي الأول حينما مرر المسجن الكرة لحريصي الذي سددها بشكل عشوائي بعيداً عن مرمى الثنيان.
في الشوط الثاني الإضافي مال الفريقان إلى تهدئة اللعب واتضحت رغبة لاعبي الفريقين في تأجيل الحسم ومعرفة البطل إلى ركلات الترجيح وقدرة الحارسين فهد الثنيان ونجيب بو شاجع في قدرة أيٍّ منهما على حسم اللقاء وترجيح كفة فريقه... وهو ما حدث فعلاً حيث تباطأ الفريقان في اللعب وحصر الكرة في منتصف الملعب ليخرج السليمي حارس مرمى فريقه نجيب بو شاجع ويشرك مسلم فريج تحسباً لركلات الترجيح قبل أن ينهي القحطاني الشوط الإضافي الثاني بالتعادل وينتقل الحسم للركلات الترجيحية.
ركلات الترجيح
حينما لجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح، أعلن التعاون عن نفسه بطلاً للمسابقة بعد تفوق حارسه البطل في صدّ ركلتين من أصل ثلاث ركلات سددها الخليج، حيث كان الخليج هو البادئ في التنفيذ عن طريق الكردي الذي سددها بالعارضة ليسجل التعاون عن طريق مساعد العتيبي ليأتي دور الثنيان في التصدي لركلة حسن حريصي ويسجل للتعاون محمد المعيوف ثم يتألق من جديد الثنيان في التصدي لركلة علي المسجن ويترك فرصة التتويج لزميله سعد حدادي الذي سجل الركلة الثالثة لفريقه والتي كانت كفيلة بإنهاء المباراة وإعلان التعاون بطلاً لكأس الأمير فيصل بن فهد لأندية الدرجتين الأولى والثانية للمرة الثانية على التوالي والمرة الرابعة في تاريخه.
لقطات من اللقاء
- جماهير تعاونية غفيرة حضرت اللقاء وساندت فريقها وإن لم تكن على قدر التطلعات ولكنها كانت حاضرة بفعالية وشجعت بحرارة.
- الجماهير الحاضرة صفقت كثيراً لراعي اللقاء الأمير فيصل بن بندر والأمير فيصل بن مشعل فور دخولهما الملعب وهتفت لهما كثيراً.
- أمير القصيم أشاد بالحكم عبدالله القحطاني ونجاحه في إدارة اللقاء وإخراجه بدون أخطاء.
- فهد الثنيان كان نجماً بحق للمباراة بذوده عن مرمى فريقه وإنقاذه لأكثر من فرصة خطرة وحظي بهتافات مميزة من الجماهير التعاونية.
- مبرك المبرك كان هو الآخر نجماً للمباراة من الجانب التعاوني وكان يتقد حماساً داخل الملعب.
- الجماهير التعاونية احتفلت بالذهب على طريقتها الخاصة وسهرت حتى الصباح بعد الفوز.