جدة - واس
أكد مجمع الفقه الإسلامي الدولي على ضرورة وحدة الأمة رغم تعدد مذاهبها والابتعاد عن كل ما يثير الاختلاف والتنازع بينها.
وقال مجمع الفقه الإسلامي الدولي في بيان صحفي أمس: (إن المجمع وهو يتابع بألم بالغ وأسف عميق مظاهر الاختلاف والتنازع بين أتباع بعض المذاهب وبخاصة بين بعض علماء الشيعة وبعض علماء السنة في بعض بلاد المسلمين وعبر وسائل الإعلام المتعددة ليذكر بخطورة هذه الممارسات والتصريحات لما يترتب عليها من آثار بالغة الخطورة على وحدة الأمة وقدرتها على مواجهة أعدائها وتعاملها مع ما تتعرض له من تحديات على مختلف الأصعدة والميادين).
وعبر المجمع في بيانه الذي وقعه الأمين العام للمجمع الدكتور عبدالسلام دواد العبادي عن قلقه من أن يؤثر ذلك على الجهود التي تبذل لتعميق العلاقات الأخوية بين أتباع المذاهب الإسلامية بعيدا عن التعصب المذهبي والانغلاق الفكري حرصا على مصلحة المسلمين العليا في الظروف البالغة الصعوبة التي تمر بها الأمة وذلك تنفيذاً لما ورد في البيان الختامي والقرارات الراشدة التي أصدرها مؤتمر القمة الإسلامي الاستثنائي الثالث الذي انعقد بمكة المكرمة بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- في الفترة من 5 إلى 6 ذي القعده 1426هـ حيث أكد برنامج العمل العشري لمنظمة المؤتمر الإسلامي على ضرورة تعميق الحوار بين المذاهب الاسلامية وعلى صحة إسلام أتباعها وعدم جواز تكفيرهم وحرمة دمائهم وأعراضهم وأموالهم ماداموا يؤمنون بالله سبحانه وتعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم وبأركان الإيمان وأركان الإسلام كما ندد بالجرأة على الفتوى ممن ليس أهلا لها مما يعد خروجا على قواعد الدين وثوابته وما استقر من مذاهب المسلمين وهذا ما تم إيضاحه في قرارات المؤتمر الاسلامي الدولي الذي عقد في عمان في شهر يوليو 2005م.
وأوضح المجمع أن معالي أمين عام منظمة المؤتمر الاسلامي كان قد دعا إلى اجتماع لأئمة المذاهب بتاريخ 24 - 5 - 2008م للتداول في أسلم الطرق وأفضل الإجراءات لتنفيذ ماورد في برنامج العمل العشري في هذا الخصوص وقد انتهى المجتمعون الى تكليف مجمع الفقه الاسلامي الدولي بوضع خطة شاملة لموضوع التقريب بين المذاهب يلتزم الجميع بتنفيذها.
وأعد المجمع هذه الخطة واعتمدت في الاجتماع الثاني بتاريخ 28 - 6 - 2008م وستعرض على مؤتمر ينظمه المجمع بالتعاون مع المنظمة لاعتمادها والعمل على تفعيل إجراءات تنفيذها في التقريب بين أتباع المذاهب على جميع الأصعدة، وفي كل الميادين.
وكان من مسلمات هذه الخطة ضرورة الامتناع عن كل مجالات التبشير بأي مذهب في مناطق المذاهب الأخرى في اطار الاحترام المتبادل والحرص على عدم القيام بما يثير مظاهر الاختلاف والتنازع.
وأشار الى أنه رحب بذلك وأكد عليه المجلس الاستشاري العالمي للتقريب بين المذاهب العامل في إطار المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو) التي تعمل في إطار منظمة المؤتمر الاسلامي.
ودعا مجمع الفقه الإسلامي الدولي في بيانه الجميع إلى الالتزام بذلك بكل جد وإخلاص على مايعمق معاني الوحدة ويبعد كل مايمكن أن يثير الاختلاف والتنازع.