كنت أدعو لأم الزميل تركي الدخيل, كلما أفصح عن ألمه المستور في الأحشاء وظهر الجرح والخوف من بين مآقي الحروف والكلمات في زاويته, وكنت أدعو لها بالشفاء وهو يقول أن أطفاله يدعون لجدتهم كلما جاء المطر وسالت الأرصفة بالماء فكان يلح مع أطفاله بالدعاء والسماء تهمي على الأرض ماءها, كنت أشعر بلوعة الحزن المشوب برمق الرجاء والأمل الذي يشرق في النفس المؤمنة كلما بدت مصطلحات الأطباء تتكاثر مثل ركام الغبار الأسود, يعيد إلى ذاكرتك جرحك الدفين فيفقد أمك وبرودة ممرات المستشفى وقشعريرة البرد التي تغزوك كلما أقبل طبيب عليها, كانت لمحات تركي الدخيل عن مرض أمه على قلة ما كتب.. تشي بفأل عن ارتباط الأبناء بأمهاتهم. وتفتح أسئلة عن المرأة/ الأم وكيف تتماهى صورتها مع الحياة لتصبح هي الحياة نفسها.