دبي - أحمد يويوسف
قال د. علي الجرباوي أستاذ العلوم السياسية في جامعة بير زيت ان إسرائيل تريد أن تفرض تسوية على الفلسطينيين، لا أن تتوصل معهم إلى تسوية، وبالتالي فإن الاشتراطات الإسرائيلية لهذه التسوية مستحيلة، ولا يمكن أن تنتج سوى دولة بقايا. وأكد د. الجرباوي ل(الجزيرة) أنه لا يمكن استجداء تسوية من إسرائيل والتوقع بأن تحصل من خلال هذا الاستجداء على ما تريد.
ودعا د. علي الجرباوي القيادة الفلسطينية أن تصارح شعبها بالمعطيات، وأن يكون نهاية هذا العام هو السقف الزمني للتسوية السياسية على اساس حل الدولتين، وأن يعلن منذ الآن أن عدم التوصل إلى تسوية مقبولة مع الفلسطينيين على أساس حل الدولتين سيؤدي تلقائياً إلى إغلاق المجال حول هذا الخيار، والتوجه مباشرة نحو خيار الدولة الواحدة. وأضاف: على إسرائيل أن تعرف أن للفلسطينيين خيارات أخرى، وأنها لا تستطيع أن تستمر في التلاعب بعملية التسوية السياسية وفقاً لمصالحها وشروطها.
وأشار إلى أن المفاوضات العبثية هي كالمقاومة العبثية، مؤكداً أنه يجب أن يكون هناك إستراتيجية فلسطينية واحدة وموحدة هدفها تعزيز صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، وتعزيز مقاومته للاحتلال، لافتاً أن المقاومة لها أشكال متعددة، ويجب أن نختار السبل التي تبقي على القضية الفلسطينية حية وحاضرة، وأن نبقي على الاحتمالات المستقبلية دائماً مفتوحة.
وبخصوص خشية إسرائيل من التكاثر السكاني الفلسطيني في الداخل ذكر أن هذا صحيح لأنه يطرح القضية من زاوية الدولة الواحدة التي يزيد فيها السكان العرب على اليهود في المستقبل، وإسرائيل التي تنادي بدولة يهودية لن تتمكن من ذلك، مؤكداً أن هذا الطرح الاستراتيجي يحتم على الفلسطينيين التشبث بالأرض، والاعتماد على أساليب أكثر شمولية في النضال، وأشار أنه كلما تطور الوعي السياسي، وتعززت المقاومة الشعبية المتعددة الأشكال، يبقى الصمود فوق الأرض هو الإنجاز الأكبر الذي يحققه الفلسطينيون.
وعن الوساطات التي تقوم بها بعض الجهات العربية بين حركتي (حماس) و(فتح) لإعادة ترتيب الساحة الفلسطينية، ذكر د. الجرباوي أنه حين يكتشف الفريق المفاوض أن المفاوضات بشكلها الحالي لن تنتج شيئا يقبله الفلسطينيون، وحين تكتشف الفصائل المقاومة أن المقاومة يجب أن تتسلح دائماً ببرنامج سياسي، عندها يمكن التقاء الطرفين على برنامج موحد.
