Al Jazirah NewsPaper Wednesday  15/10/2008 G Issue 13166
الاربعاء 16 شوال 1429   العدد  13166
بلا تردد
الشاي والسكر
هدى بنت فهد المعجل

- لو قدم الشاي لي خفيفاً استبعدت السكر..

- وإن قدم مراً سارعت في طلب السكر..

- الشاي يغلب على طعمه المرارة.. والسكر حلو.. لذا نمزج الشاي بالسكر ليحلى..

- هناك من يفضل غلي السكر والماء على النار قليلاً ثم إضافة الشاي وتركه فترة قبل تناوله.. وهناك من يغلي الشاي والسكر والماء على النار.. ومنّا من يضع السكر والشاي في الكوب ثم يسكب عليه الماء المغلي ويتركه قليلاً قبل التناول...

- طرق ووسائل عدة نمارسها في سبيل الحصول على كوب شاي نراه لذيذاً.. وأسر كثيرة تفضل الشاي في الإبريق أو الترمس (براد الشاي) وتفضل تناوله بـ(البيالة) فنجان الشاي، وتجد في الالتفاف حول إبريق الشاي لمة أسرية جميلة.. فماذا لو صنعنا من الشاي، السكر، الغليان، الإبريق، فنجان الشاي.. واللمة حول الإبريق منهج حياة؟؟

***

الحياة، حياة البشر حبلى بالخير والشر.. بالقبح والجمال.. بالرضا والسخط.. بالقبول والرفض.. بالشيء ونقيضه.. فهل من الممكن مزج الشيء ونقيضه بحيث يصبح مقبولاً نسبياً؟

نقيض في أي شيء.. في خصائصه وصفاته والنتائج

الشاي (المر) والسكر (الحلو) يقولان نعم.. فماذا تقول الحياة؟

هل تحقق لك مزج الحزن بالفرح..؟ وأي شيء خرجت به بعد المزج..؟

هل خرجت بما يجعلك راض عن الحياة فتستمر.. أم خرجت بما أسخطك فتراجعت وسئمت الحياة..؟!

طبيعة بعض البشر إن هو رضي بما ناله في حياته فرح واستبشر وترقب.. وإن لم يرض سخط وجزع.. فأين حلى الحياة كي نمزج به مرها ونتناولها متجردين من أسمال السخط البالية..!

حلو أبريق الشاي بنسبة السكر الموجودة به تلتف العائلة التفافنا جميعا حول الحياة.. كل يتناول من الإبريق نصيبه.. وقد يحرم ذلك النصيب.. يستلم الفرد الإبريق بيده اليسرى، يرفعه للأعلى قليلاً، بعد أن استلم الفنجان بيده اليسرى ثم أخذ يسكب له كمية من الشاي بحجم الفنجان.. لو زادت الكمية انسكب الشاي على الأرض.. أي فلسفة تخرج بها وأنت تتأمل فعله هذا.. تصرفه هذا..!!؟

الأشياء حولنا تبعث على التأمل والتفكير ومن ثم الجمع بينها وبين وضعنا في الحياة.. في حين أننا لا نتأمل ونكتفي بالتناول السريع..

يشبه البعض مرارة الشاي بمرارة الحياة فأقول: ولكننا بمزج الشاي بالسكر ليحلى.. فلماذا لا نمزج الحياة بشيء نقترحه يحلي ويلطف المرارة خيراً من أن نتذمر ونشتكي أو نتألم بسقم..!!



happyleo2007@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6086 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد