تعد التراجم والسير من أفضل الوسائل المعرفية التي تربط الأجيال بتاريخها وبالشخصيات المؤثِّرة في حياة الأمة، والعناية بهذا الفن معروفة لدى العرب والمسلمين وليس أدل على ذلك من هذه الأعداد الكبيرة من الأعمال التي كُتبت على مدى قرون طويلة مع اختلاف في المناهج والأساليب.
كما أن الغربيين اهتموا في نهضتهم الحديثة بتسجيل حياة البارزين من شخصياتهم وأكثروا من الكتابة في هذا المجال بطرق متنوِّعة مطوَّلة وموجزة متخصصة وعامة.
ولا شك أن السيرة أو الترجمة كلما كانت مبسَّطة ومكتوبة بلغة سهلة سلسة حُظيت بالقبول ووفرت المتعة والفائدة للقارئ ورسخت في ذهنه المعلومات التي تتعلّق بصاحب السيرة أو صاحب الترجمة المختصرة.
والملاحظ أن مثل هذا النوع من الكتابة غير شائع محلياً وإن كانت هناك نماذج طيِّبة منه، وهو ما يتطلب أن توجه إليه عناية خاصة للتعريف بأعلام المملكة من ملوك وأمراء وقادة وعلماء وأدباء وشعراء ورياضيين وأطباء وغيرهم ممن أسهموا في نهضة البلاد وتركوا أثراً ظاهراً على الحياة العامة.
ولكي تصبح كتب التراجم والسير المحلية شائعة ورائجة تحتاج إلى أن تبسط وتقرّب إلى فئات الشباب كي يتعرّفوا على الأعلام المؤثِّرين وليقتدوا بسيرهم، وأن يخطّط لتوزيعها على نطاق واسع.