Al Jazirah NewsPaper Sunday  12/10/2008 G Issue 13163
الأحد 13 شوال 1429   العدد  13163
لماذا التركيز على هذه القرية يا يوسف !؟
يوسف بن محمد العتيق

صبيحة يوم أحد منصرم هاتفني أحد الزملاء الأعزاء مبدياً استغرابه أو تحفظه من نشر الوراق لمادتين عن مدينة واحدة وفي يوم واحد مع أن حجم هذه المدينة صغير من الناحية الجغرافية، وهو كذلك من ناحية عدد السكان، هذه هي خلاصة مكالمة الزميل الفاضل، وحتى أوضح لزميلي هذه وللكثير من القراء الكرام أن مثل هذا ليس محل استغراب أو تحفظ، بل يجب أن يكون محل تقدير إذ إن هناك قرى صغيرة تفوق في نتاجها العلمي وتاريخها القديم مدنا كبيرة.

لا أريد التمثيل حتى لا ينحرف هذا الموضوع عن مساره، لكن في وطني مدن صغيرة في حجمها وعدد سكانها وكبيرة جداً في إرثها الخطي والوثائقي والشعري والأدبي.

هناك أكثر من مدينة صغيرة يطلق عليها وصف مركز على ضوء التقسيم الإداري وهي تفوق في نتاجها العلمي محافظات أخرى، وسبب ذلك أن بعض القرى لها تاريخ علمي حافل أو أنه ينبغ من أهلها أشخاص فاعلون ويحدثون حراكاً علمياً واجتماعياً مهما، ولن أفشي سرا بل سأتحدث باحترام وتقدير إذا قلت أن جمعية خيرية في أحد المراكز جعلت جزءا من عملها بالإضافة إلى العمل الخيري والإنساني جمع وثائق هذا البلد من الأهالي داخل مدينتهم أو المنتقلين خارجها (!) فالعملية مرتبطة بالباحث والكاتب من هذه المدينة أو تلك القرية وليست مرتبطة بصورة كاملة بمحرر الصفحة الذي يحرص على أن تكون صفحتها مرآة لهموم الناس الثقافية واهتماماتهم العلمية وما ينشدون نشره عن وطننا الغالي بغض النظر عن المكان.

وهنا أقول لكل من ينتقد الصحافة الثقافية والتراثية أو غيرهما على أن يأخذ موضوعا أو بلدا اهتماما أكبر مما يراه هذا المنتقد الموضوع باختصار شديد هي نشاط باحثين من هذه المدينة وتلك القرية، وتكاسل أو تأجيل آخرين من هذه المدينة أو تلك القرية، وهذا أمر طبيعي فالناس تحكمهم ظروف ومشاغل قد تعيقهم عن التواصل مع الصحافة، وبعض الباحثين التراثيين لا يحرص على أن يرى عملهم النور عبر الصحف للمرة الأولى، بل يفضل أن يكون عبر الكتب ومن ثم الصحافة وهؤلاء لهم عذرهم، لكن الذين ليس لهم عذرهم من ينتقد خروج الكتابات الصحفية عن غيره بكثرة وهو مقصر في التواصل مع الصحافة في التعريف بنتاج مدينته، فالذي لا يجتهد في إبراز تاريخ بلدته ثم يتحفظ على خروج كتابات عن الآخرين عليه أن يعيد النظر في حساباته.

للتواصل فاكس : 2092858


Tyty88@gawab.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6288 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد