هل سيكون عامنا الدراسي الحالي مجرد تكرار ممل لطقوس وروتين الأعوام السابقة المفرغة من روح التطوير والتجديد، أم أن هناك محاولة من مدارسنا للخروج من دورانها في حلقتها المفرغة نحو آفاق تربوية جديدة؟ قد يكون لدى الوزارة جديد، ولكن لا جديد غالباً لدى المدارس. اتركوا جانباً التطوير والتجديد التربوي، فتلك قصة تطول. تخيلوا فقط حالة فصول مدارسنا وممراتها وغرف خدماتها وسجلاتها عندما بدأت الدراسة هذا العام.
أتذكر أنني دخلت مختبراً مدرسياً في وسط عام دراسي ولم استطع معرفة لون الكراسي بسبب ما علاها من غبار! ترى ما حال تلك الكراسي الآن؟ تخيلوا حالة غرفة المعلمين تنظيماً وتجهيزاً ونظافةً؟ تخيلوا تنظيم سجلات الطلاب ومدى توفر كامل بياناتهم، وحالة دورات المياه وصيانتها. تخيلوا مختبرات المدرسة وجاهزيتها للعمل. في الغالب سيكون كل شيء في المدرسة قد تجمد عند صورته المتواضعة التي كان عليها في آخر لحظة من لحظات العام السابق.
أما مدير المدرسة فسيواجه دوامة نقص المعلمين والموظفين وتكدس الطلاب وضغوط أولياء الأمور والبحث عن عمال صيانة. وهو بالمناسبة ليس لديه ميزانية، وراتبه لا يزيد قرشاً واحداً عندما يمارس عمله الإداري المضني، ويواجه أحياناً تدخلات في عمله من نافذين تربويين.