في زاويته الجميلة (رفرفة) كتب الأستاذ عبدالرحمن العتيبي عن (الشاهي) حيث أعاد له حضوراً غائباً عن الساحة. ومع العلم بأن الشاي (الشاهي) والقهوة متلازمان في كل مناسبة منذ زمن إلا أن الحظوة كانت دائماً وما تزال من نصيب (القهوة)، حيث تبارى الشعراء في وصفها وطرق عملها بدقة متناهية وبأساليب مختلفة. والشاي وإن كان تواجده في نجد منذ مطلع القرن الماضي إلا أنه لم يكن متوافراً في الزمن السابق إلا لدى القليل من الأسر المتحضرة، نظراً لندرته وغلاء ثمنه. ويروى أن أمير عنيزة في مطلع الخمسينيات الهجرية أمر بمنع تقديم الشاي لعمال البناء نظراً لوجوده لدى فئة قليلة من المجتمع مما يجعل العمال لا يرغبون في العمل إلا لدى من يستطيع توفير الشاي لهم بحيث يذهبون للعمل لدى القادرين والموسرين. |
يقول الشاعر إبراهيم المرزوقي (توفي في منتصف الأربعينات الهجرية): |
الله من عذرا بها جرح غميق |
تشكي الوجع بالراس والشاهي دواه |
الصبح بالهفوف ملزوم تويق |
تقول بياع الدبارة ويش جاه |
ياما من الموت الحمر دون البريق |
كم واحد يقطر صوابه ما لقاه |
أبو زهيرة ضيّع العقل الوثيق |
لعل من جابه لنا يلحق هواه |
أما الشاعر محمد بن فهاد (ابن حصيص) فله أمنية ولكن يبدو أنه من الصعب تحقيقها آنذاك حينما قال: |
الله على بريق على النار مركبه |
اشرب منه خمسة وعشرين فنجال |
أما الشاعر عبدالله بن دويرج فله رأي آخر حيث يقول: |
يوم سموه شاهي حطه الله نفاد |
للدفين المخامر والحلي والنقود |
مثل دم النحر بين الحمر والسواد |
شيرته تقعد اللي في منامه ينود |
أحسبه ما يحبه غير حضر البلاد |
والبوادي على شانه تشد القعود |
صار كارٍ لكل الناس وهو المراد |
جعل هجن تجيبه ما تجيها اللهود |
صالح بن عبدالكريم المرزوقي |
|