تحقيق - فوزية ناصر النعيم
انجرفت الفتيات المراهقات وغيرهن من (غير المراهقات) خلف ما نسميه التطور والحضارة بين أجهزة التكلنوجيا المختلفة من هواتف ومحمول وإنترنت وغيره، وينتهي بها المطاف إلى أحضان شاب ضائع ليس لديه ما يخاف عليه ولا يهمه سوى غرائزه الحيوانية، ما الذي جعل الأمور تصل إلى هذا الحد؟.. أهو الخروج عن المألوف؟ أم ضياع الهوية؟ أو غياب الرقيب؟ أم أنه برقع الحياء الذي خلعته الفتاة في هذا الزمن وهرعت خلف نبض قلبها الكاذب؟! ثم ماذا؟ سيل عرم من الشكاوي والمتاهات والجرائم المختلفة.. (الجزيرة).. تلقت العديد من الاتصالات من فتيات أغراهن الشيطان وأوقعهن في براثنه وخسرن كل شيء يربطهن بالحياة ويرغبن أن يتحدثن عن تجاربهن لتستفيد منها الفتيات الأخريات ولا يقعن بنفس الفخ.
الصورة والذئب
* تقول هند: وهي تعض أصابع الندم وتذرف دموع العذاب: لقد وقعت فريسة سهلة في شباك صديق أخي الذي يدخل بيتنا ويأكل مع إخوتي الذي تسلل إلى صورتي في جهازي المحمول وأصبح يهددني بها حتى خضعت له وأعطيته ما يريد وتوقعت أن ينتهي بي المطاف عند هذا الحد، ولكن للأسف كانت بداية رحلة العذاب والشتات، حيث بدأ يطلب مني أن أخرج مع أصدقائه وأشاركه سهراته ولهوه حتى انكشف أمري وأودعوني أهلي في سجن البيت لا أخرج ولا أتكلم ولا أقضي معهم وقتاً وكأنهم ينتظرون موتي فأنا عار عليهم ولا ألومهم على ذلك، فقد كنت سبباً في إنكسار والدي ووالدتي وضياع مستقبل أخي الذي ترك الجامعة وهرب من المنطقة.. ولكن ماذا أقول، الندم وحده لا يكفي فأنا مصيري مجهول وانتظر ساعة الموت ولكني أسأل الله أن يقبل توبتي وأن يعينني على ما أبتليت به.. وأتمنى أن تكون قصتي هذه عبرة وعظة لكل فتاة تقع في شباك الذئاب الجائرة وألا تخضع للتهديد وتسارع بالشكوى لأهلها أو لهيئة الأمر بالمعروف، ولكن لا تنصاع إلى ندائه الشيطاني ويا ليتني توقفت لحظة وسألت نفسي عن نهاية هذا الطريق!!.
وهم خادع
* وتقول م.ع: انجرفت خلف نبض قلبي الضعيف وتوهمت أن هناك حباً صادقاً وعفيفاً يمكن أن يربط الرجل بالمرأة قبل الزواج، وما علمت أن الرجل الذي تنساق له المرأة لا يمكن أن يرتبط بها.. تقول (م): كنت مخطوبة لابن خالتي ولقد أحببته منذ صغري ووالله ما فكرت يوماً في العلاقات المحرمة أو الفساد في الأرض، فتقدم لخطبتي ووافق الجميع.. وطلب مني أثناء الخطوبة أن أخرج معه وإندفعت باسم الحب وتوقعت أن يقدّر أن هذا الشيء لا يمكن أن يحدث إلاّ معه هو بالذات، ولكن للأسف، لقد سلب عذريتي وطردني من حياته شر طردة مدعياً أنه لم يعد يستطيع الوثوق بي، وأن المرأة التي تخرج مع خطيبها يمكنها أن تخرج مع أي شخص.. لقد صعقت وانتهت حياتي وأصبحت أفكر بأي ذنب قتلت، ووجدت إنني كنت مقصرة في صلاتي، وكان قلبي صلداً قاسياً كالحجارة أو أشد قسوة، ولكن ما الفائدة بعد أن فقدت كل شيء.. حسبى الله ونعم الوكيل.
رقم الهاتف
* وتقول منيرة: كنت أخرج مع أهلي إلى مكان للنزهة وقادتني أقدامي إلى المحلات التجارية المنتشرة حول المنتزه.. وحينما اشتريت مجموعة من الكتب فوجئت بالبائع يضع رقم جواله بين الكتب.. أخذته من باب التجربة، ولكن رب تجربة قاتلة، ويبدو أنه معتاد على هذا الأسلوب بدليل أنه معروف بين أوساط الفتيات المراهقات اللواتي غرر بهن وأوقعهن في الرذيلة.. أصبحت أهاتفه ثم تطورت العلاقة إلى الخروج معه في السيارة حتى بدأت أفقد اهتمامي بمن حولي ولم أعد أعيُر اهتمامي لمرض والدتي التي تدهورت صحتها بسببي.. أريد أن أتوب ولكني لا أعرف طريق التوبة، فأنا لا أجد أحداً حولي وافتقد للحنان والرعاية والاهتمام وأدرك أن ما يمنحني إياه الشباب حنان مغشوش وحب كاذب، ولكن ليس لدي خيار فقد انتهت حياتي.
أمي السبب
وتقول هديل التي تبلغ من العمر (17) عاماً ولديها من التجارب في الحب والضياع منذ عمر الثانية عشرة، كانت تذهب إلى المدرسة مشياً على الأقدام ويقلها من يقلها ويتحرش بها من يتحرش بها حتى أصبحت تعشق هذا العالم المظلم وتعيشه بكل الحذافير.. تبكي هديل بحرقة وتقول أمي وأهمالها لي كان سبباً في ضياعي، فقد كنت أقضي كل الوقت لوحدي في المنزل وهي خارجة في مناسباتها وزيارتها.. وكنت أخرج مع ابن الجيران آخر الليل وأعود في الفجر وهي لا تشعر بي.. لو كانت أمي اهتمت بي وراقبتني لما كان هذا مصيري والآن لم يعد يهمني هذا المصير فقد ضاع مستقبلي وانتهى أمري وأرجو أن أكون درساً قاسياً تتعلم منه كل بنت وتدرك أن عذريتها وسمعتها أهم بكثير من ملذات الحياة!.
ضيعني الجوال
حصة فتاة في العشرينات وتستعد للزواج ولكن هناك من يهدد حياتها بصور ورسائل، تقول حصة: كان الجوال بالنسبة لنا كأسرة ترف وشكليات أكثر منه ضرورة واحتياج، لذلك كنا نحصل عليه في وقت مبكر دون أن يتم توعيتنا من أساءة استخدامه كان الأمر ينحصر في البداية بمهاتفات ومكالمات عابرة حتى بدأت صيحة الوسائط والتي حملت صورتي لذلك الشاب الذي كان وديعاً ومخلصاً ومحباً حتى وقعت بيده صورتي وأصبح يهددني بها.. والآن أنا مقبلة على الزواج من أحد أقرباء والدتي وأريد أن أقلب صفحة الماضي وأنسى هذا السواد وهو لا يزال يطاردني ويهددني رغم إنني غيرت رقم هاتفي وكل ما يتعلق بي ولكنه استطاع الوصول إليَّ، فلديه أصدقاء في الهاتف ويقدمون له خدماتهم لإشباع غريزته وحتى ينولهم من الحب جانب.. إنني حائرة هل من حلول؟!.
الإنترنت دمر حياتي
تقول ب. ن: لقد دمر حياتي (النت) منذ وقعت في شباكة وأصبح يستهويني طوال الليل ويسرقني النوم من صلاة الفجر وكثر غيابي عن الجامعة وتدهور مستواي.. منذ البدء وهو مجرد جهاز أصم حتى حملني إلى العلاقات المحرمة والشات والمسنجر والمواعيد والخروج وتسهيل الأمور..
تقول ب: إن الشاب يسخر كل قدراته لأجل الفتات ويوهمها بالحماية والحب والزواج حتى يقضي منها وطراً ويرمي بها على أول رصيف.. ويمسك عليها دلائل يهددها بها حتى لا تفضح أمره.. وتبقى هي حبيسة الآه والعناء والخسائر وضياع المستقبل وهذا ما حدث معي.. كنت من المتفوقات وابنة مطيعة وأحافظ على صلاتي حتى غير هذا الجهاز اللعين مساري وفقدت معه كل شيء!.
الشيخ محمد الراجحي
** والتقت الجزيرة برئيس هيئة الأمر باالمعروف والنهي عن المنكر بالنيابة في محافظة عنيزة الشيخ محمد الراجحي والذي تناول الموضوع من عدة جوانب فقال: مما لا شك فيه أن لجهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جهوداً ظاهرة في محاربة المنكرات والحيلولة دون وقوعها على وجه العموم ومن ضمنها مشاكل الفتيات وانقيادهن خلف الذئاب البشرية خوفاً من التهديدات أو انكشاف أمرهن فإن الهيئة قد عالجت عدة مشاكل من هذا النوع بسرية تامة من خلال الشكاوي التي ترد إليها من بعض الفتيات فأنا أنصح كل فتاة تعرضت لمثل هذه المواقف في أي مرحلة من مراحل العلاقة أن تبلغ ولي أمرها أو من تراه من محارمها. فإن لم تستطع ذلك لخوفها منهم أو من حدوث أمر تتضرر منه فعليها ألا تتردد في الاتصال بأحد المسئولين في الهيئة وتشرح له ما حصل لها بمصداقية وواقعية وسوف تجد إن شاء الله الحل المناسب على أن تعاهد نفسها بعدم التعرض لمثل هذه المواقف والأخطاء مرة أخرى إن كان هناك أخطاء؟
والتحذير من انحراف الفتيات خلف الكلام المعسول والوعد بالزواج ونحو ذلك مما نعلمه جميعاً أنه كذب واحتيال. وإلا فمن المعلوم أن الشباب حينما يقدم على الزواج فسوف يبحث عن البنت العفيفة ويتحرى عن ذلك بدقة ولو يعلم أن الفتاة سبق وأن كلمت شخصاً أجنبياً عنها بكلام فيه حب وغرام ولو لمرة واحدة لما أقدم على خطبتها.
ومما يشار إليه التحذير من التمادي بقصد التسلية أو إرسال الصور فهذا بداية النهاية، فالفتاة هي أم وأخت وبنت، فنحن حريصون أشد الحرص بالمحافظة عليها من هؤلاء العابثين الذين يريدون أن يأخذوا منها أعز ما تملك ثم بعد ذلك يرمونها ويشوهون سمعتها، فتبقى هذه الفتاة حسيرة كسيرة طوال عمرها (وربما شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً).