Al Jazirah NewsPaper Friday  10/10/2008 G Issue 13161
الجمعة 11 شوال 1429   العدد  13161
المسابقة من الأعمال العظيمة لخدمة كتاب الله
م. عبدالعزيز بن عبدالله حنفي *

ما كانت مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن وتفسيره وتجويده لتدخل عامها الثلاثين بهذه العالمية والتميز النوعي والكمي لولا توفيق الله عز وجل ثم حرص ولاة الأمر وفقهم الله الذين أولوا هذه المسابقة المباركة جل اهتمامهم والدعم المادي السخي والمعنوي المستمر والحرص على تشجيع أبناء العالم الإسلامي والأقليات الإسلامية للمشاركة فيها، لاهتمام المملكة بكتاب الله الكريم فهو دستور هذه البلاد المباركة ومن أولوياتها نشر القرآن الكريم والعناية بحفظه وتفسيره وتجويده.

تقام المسابقة كل عام برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله) وتلك دلالة على مكانة هذه المناسبة وتشجيعه لأبنائه المتسابقين من كل أرجاء العالم ليكونوا مبادرين إلى تدارس القرآن الكريم وإتقان حفظه وتجويده وتفسيره حتى ينالوا أرفع جوائز التكريم من جوار بيت الله الحرام وليكون هذا الغرس المبارك في قلوبهم منهاجاً يسيرون عليه وسراجاً يضيء لهم حياتهم وقدوة لغيرهم في سلوكهم السوي وفكرهم الوسطي وعفافهم عن كل ما ينافي مكارم الأخلاق وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) وعندما سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم قالت: (كان خلقه القرآن) فهو قرآن يمشي على الأرض، كذلك فإن المسابقة من أعمال البر التي يصل أجرها بإذن الله تعالى للملك المؤسس عبدالعزيز (رحمه الله) من أبنائه البررة الذين اعتنوا بهذا العمل الصالح خلفاً بعد سلف وجعلوها عامة لكل المسلمين ولم يقف الأمر عند ذلك الحد بل أنفقوا عليها وحرصوا على متابعة إعدادها وتنظيمها رسمياً بشكل يليق بخدمة كتاب الله الكريم، فاختاروا مقرها في مكة المكرمة ووضعت لها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ومن قبلها وزارة الحج وهي الجهة المكلفة بتنظيم المسابقة من الشروط والضوابط ما يضمن إتاحة الفرصة لكل المتسابقين من المسلمين في أرجاء العالم حتى أصبحت المسابقة مقصداً وهدفاً للملايين من المسلمين حتى أصبح عدد المشاركين بها ما يقارب (5000) مشارك منذ بدايتها قبل (30) عاماً، كما أن تغطيتها إعلامياً عبر وسائل الإعلام بكل تخصصاتها مقروءة ومسموعة ومرئية وعبر موقع الوزارة على شبكة الإنترنت يفتح المجال لمتابعة فعالياتها والتمتع بالاستماع إلى تلاوات المتسابقين ممن حباهم الله بحفظ القرآن الكريم مقرونة بإتقان التجويد وحسن الصوت وهذا هو التغني الحلال، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) وقال عليه الصلاة والسلام (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة).

هذا الاحتفاء الرسمي والشعبي بالمسابقة يبرز مكانة القرآن الكريم فهو أغلى ما يملكه المسلم وذلك ما يترسخ في نفوس الناشئة من خلال تربيتهم على كتاب الله الكريم والاهتمام به كما أن المسابقة عمل من أعمال جليلة لخدمة الإسلام والقرآن الكريم، فالمملكة العربية السعودية ولله الحمد لها الريادة وقصب السبق في نشر القرآن الكريم وطباعته وتوزيعه في أرجاء المعمورة وإبراز تعاليمه السمحة ودعوته للدين الحق بالتي هي أحسن وحفظه لحقوق الإنسان والحض عليها وتحريم التعدي على الأنفس والممتلكات والأعراض سواء للمسلمين أو غيرهم، فلا إكراه في الدين ولا اعتداء ولا بغي ولا أكل لأموال الناس بالباطل لذلك كله حرصت المملكة على إظهار رحمة الإسلام من خلال العناية بالقرآن الكريم وإظهاره على مستوى العالم باعتباره الأساس الذي تقوم عليه الحياة وتستمد منه الأحكام والأخلاق والآداب والعبادات وتستقي منه التربية وتنشئة الأجيال المسلمة على سماحته واعتداله.

* رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد