دخل أحد الموظفين في إحدى الوزارات على الوزير، وكان الوزير يعرف تماماً قدرات هذا الموظف الذي قال للوزير عند دخوله: لقد حصلت على شهادة الدكتوراه، فقال له الوزير: عساك ما غلبت يا وليدي، لأنه يعرف أنه اشتراها من إحدى الجامعات التي فتحت لأجل المادة، والتي وللأسف ابتلينا بها حين انتشرت حمى الدكتوراه في المجتمع، ولست هنا أقلل من أهمية الشهادات العليا، إنما صار الهم لأحدهم أن يضع حرف الدال قبل اسمه وإن كان أجهل من هبنقة!!.
في بعض دول الغرب لا توجد امتحانات في نهاية السنة الدراسية فلسفتهم في ذلك أن المجتمع لاحقاً يتبين الغث من السمين والعالم من غيره، ذلك لأنهم لا يبرزون إلا من يستحق - على الأقل- حسب معاييرهم، أما هنا فليس على من أراد الشهرة وتنوع الظهور إلا أن يحمل شهادة بغض النظر عن مصدرها، بل قد لا يأبه بمن ينتقده من الناس، أو يبين له عوار أقواله وأفعاله، إنما الهم كله تلك (الدال)، لكن لا أملك إلا أن أقول كما قال ذاك الوزير المحنك: (عساكم ما غلبتوا؟) واحرصوا على المفاصلة في الأسعار.
* الرياض