كثرت في الآونة الأخيرة الكتب المعرَّبة التي تعنى بالنفس البشرية تقدم لها المساعدة في تخطي المصاعب.. وتحجيم المشاكل والضغوط قبل أن تتعاظم وتحدث التوتر وكل ذلك بأساليب وطرق حديثة ميسرة تنفذ إلى القارئ بسهولة.. لكن من يقرأ تلك الكتب يلحظ عليها أنها مسكنات مؤقتة.. فهي تدور حول الحياة الدنيا لا تربط القارئ بالآخرة أنا لا أدعو إلى إقصاء تلك الكتب المعربة ولكن أرجو أن نجد كتباً مماثلة بأقلام إسلامية تدعمها بالآيات والأحاديث.. فتكون مسكنة وعلاجا أيضا.. فالقرآن والسنة أولت تلك النفس اهتماما بالغا فعملت على تسكين اضطرابها في الدنيا بما يدخر لها من أجر في الآخرة.. فمثلا الهم والحزن عولج بكفاءة تبهج النفس بتكفير السيئات التي خاضتها فقال صلى الله عليه وسلم (مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ وَلاَ نَصَبٍ وَلاَ سَقَمٍ وَلاَ حَزَنٍ حَتَّى الْهَمِّ يُهَمُّهُ إلا كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ). وتلك التي أثقلتها المصائب العظام أن تركن إلى الصبر. فقال تعالى (وبشر الصابرين..).
وحرص الإسلام على فك توحد تلك النفس ودمجها بالمجتمع بإرشادها إلى أنماط من السلوك تجعلها تألف وتؤلف وتنال الأجر كإرشادها إلى مساعدة الآخرين وقضاء حوائجهم.. كما في قوله صلى الله عليه وسلم:(.... من كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) وكما في كفالة الأيتام.. وصلة القربى والجار.. وغيرها كثير.
نحن بحاجة لأقلام إسلامية متخصصة في فتح منافذ الأمل والتفاؤل لتلك النفس اللاهثة.
فنحن نمتلك أعظم مصدرين الكتاب والسنة الزاخرة بالأدوية فهل من منقب؟
* بريدة