Al Jazirah NewsPaper Friday  10/10/2008 G Issue 13161
الجمعة 11 شوال 1429   العدد  13161
مؤسس مركز الاستقامة الإسلامي بنيجيريا لـ (الجزيرة):
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف أكبر صرح عالمي للقرآن الكريم

نيجيريا - (الجزيرة)

أبدى مؤسس مركز الاستقامة الإسلامي ومدير مدارسه وعضو هيئة التدريس بجامعة الحكمة، إلورن بنيجيريا الدكتور عبدالغني أكوريدي عبدالحميد تقديره لجهود المملكة المتواصلة في خدمة القرآن الكريم، ووصفها بأنها جهود تذكر فتشكر حيث جعلت المملكة القرآن الكريم أساسا لشؤون الحكم، ومناحي الحياة، وتوجيه العلوم والمعارف في جميع مراحل التعليم وجهة إسلامية، مستمدة من القرآن الكريم، والسنة المشرفة، إلى جانب إنشاء كليات وأقسام ومعاهد متخصصة بالقرآن الكريم في الجامعات وإقامة مدارس خاصة لتعليم القرآن الكريم، وإنشاء إذاعة مختصة بالقرآن الكريم الآيات المتلوّة بأصوات أشهر القراء، وتقدم البرامج الممتعة النافعة، على مدار أربع وعشرين ساعة.

ورأى أن من أروع مظاهر عناية المملكة بالقرآن الكريم إقامة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة، وهو أكبر صرح لطباعة القرآن الكريم، ويعد من مفاخر المملكة ومآثرها الجليلة حقاً، إذ يهتم المجمع بطباعة المصحف الشريف بالروايات المشهورة في العالم الإسلامي، وفق أعلى مواصفات الدقة والجودة والإتقان، بل تخطاه إلى تسجيل تلاوة القرآن الكريم بأصوات مشاهير القراء، وإلى ترجمة معاني القرآن الكريم إلى أهم لغات العالم وأوسعها انتشاراً وطباعتها في طبعات متميزة في الجودة وحسن الإخراج وإيصالها إلى كل مسلم في مختلف أرجاء المعمورة.

وأشاد الدكتور أكوريدي بتنظيم المملكة لمسابقات لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره التي تعددت وتنوعت، فمنها المحلية التي يتنافس فيها أبناء المملكة، وأخرى دولية وهي مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره التي ينتظم عقدها في رحاب مكة المكرمة سنوياً. منوها بمآثر الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - الذي حرص على القرآن منذ صغره، تلاوة وتدبراً وحفظاً، وظل ملازما له طيلة حياته.

وأضاف قائلاً: فلا غرو أن تلقى المسابقة منذ بداية دورتها الأولى عام 1399هـ اهتماماً بالغا وعناية واسعة على جميع الأصعدة سواء من الشعوب الإسلامية، أو دولها، أو الجمعيات والمراكز، والمعاهد، والمؤسسات الإسلامية من مختلف دول العالم، واصفاً المسابقات التي تدخل هذا العام عامها الثلاثين بأنها خطوات مباركة، ومبادرات طيبة، ومؤكداً في الوقت ذاته أن للمسابقة أثرها الإيجابي في أبناء الأمة الإسلامية، فهي تحفزهم على حب حفظ كتاب الله تعالى ووعي معانيه، وتدبر آياته، وتطبيق تعاليمه، وتشجع دول أخرى وتجمعات مختلفة على الاقتفاء بإنشاء أمثالها، سواء على مستوى دولي، أو محافظة داخل دولة معينة. فالمملكة العربية السعودية حقا في طليعة من يسعى في نشر القرآن الكريم وتعليمه.

وقال: إنه يجب على أبناء هذه الأمة وبخاصة حفظة كتاب الله الاشتغال بفهم القرآن الكريم وتفسيره والتفقه فيه، ثم تبيين هذه التعاليم للآخرين بواسطة الأخلاق الفاضلة والمثل العليا لأن بتدبر القرآن يتضح لنا أن لا قوام لهذه الأمة إلا بشعور يورث لكل فرد من أفرادها بأن نفسه نفس الآخرين، ودمه دم الآخرين، وظن السوء بهم ظن بنفسه، والسلام عليهم سلام على نفسه، وعيبهم عيب لنفسه قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ }، وقال الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتواصلهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).

وحث مؤسس مركز الاستقامة الإسلامي علماء الأمة وطلبة العلم القيام بالدعوة المكثفة إلى الله بأساليب شرعية متنوعة، وباستثمار وسائل الإعلام الحديثة المختلفة، لأن القصور عن الإبلاغ بالدعوة مسؤول عن جهل أبناء الإسلام للإسلام الصحيح. فالإنسان عدو ما جهل. ولا يترك هؤلاء العلماء العاملون اليقظون دعوة الحق للجاهلين الغافلين القانصين المحترفين، وإذا قام حفظة كتاب الله بدورهم الحقيقي فهم بذلك قد دافعوا عن كتاب الله، وقد ذادوا عن نبي هذه الأمة وعن مقدسات المسلمين وعن العقيدة الغراء، وعلى الأمة الإسلامية بناء مناهج تعلمهم على هداية القرآن الكريم وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وفي ذات السياق، حذر الدكتور عبدالغني مما يواجه الشباب المسلم في هذا الزمان من تيارات جارفة من الفتن والصوارف عن دين الله - عز وجل - ومنها: فتن الشبهات التي تشككه في دينه وعقيدته، وفتن الشهوات المحرمة التي قد تقوده إلى الويلات. داعياً إلى العزم الجاد للعودة إلى تطبيق هداية القرآن الكريم وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - أعظم ما يعين على تنشئة الشباب الذي يخاف الله - عز وجل - ويرهب المعصية، ويحمل قوة الإيمان مع قوة الإرادة والعزيمة في مواجهة الفتن والانتصار عليها.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد