كرم الإسلام المرأة ورفع من شأنها وقد كان أهل الجاهلية يكرهون ولادة البنات ويسود وجه أحدهم حياء من ولادة البنت كما حكى الله تعالى ذلك عنهم بقوله:{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ، يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ} وأيضا كانت المرأة في الجاهلية تورث كالمتاع ولا ترث ولا رأي لها في اختيار الزوج ولما جاء الإسلام كرم المرأة وأعطاها حقوقها الشرعية فجعلها مثل الرجل في أصل الخلقة كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى} سوى بينهما في المسؤولية والتصرف وفي إباحة كسب المال بالطرق المشروعة وفي استحقاق الإرث وفي توجيه الخطاب الشرعي بل جعل الإسلام للمرأة ما ليس للرجل ومن ذلك أنها سبب لدخول الجنة والوقاية من النار كما صح عنه - عليه الصلاة والسلام - في قوله: (من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار) متفق عليه كما رتب - عليه الصلاة والسلام - حصول النصرة والرزق على الإحسان إلى المرأة وعدم هضم حقوقها كما قال صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتم والمرأة) أخرجه النسائي بسند جيد وقال صلى الله عليه وسلم: (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم) رواه البخاري.
ونحن نشهد بحمد الله من أخواتنا المسلمات التفوق في كافة المجالات مع العناية بالضوابط الشرعية كالحجاب والبعد عن الخلوة والاختلاط بالرجال فحصل لهن بذلك خيري الدنيا والآخرة مع الاستقامة على شرع الله والحرص على طلب مرضاته سبحانه وتعالى فلله الحمد والمنة على هذه الشريعة الحكيمة والملة المستقيمة.
* عضو الجمعية الفقهية السعودية إمام مسجد الصرامي بحي الشهداء بالرياض
Dajani1000@hotmail.com