«الجزيرة» - وكالات:
أشارت الولايات المتحدة إلى أنها قد تدرس شراء حصص في بنوك مثقلة بالديون في محاولة لإعادة الثقة إلى سوق قروض ما بين البنوك التي ظلت مصابة بالشلل بعد خفض عالمي منسق لم يسبق له مثيل لأسعار الفائدة.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين حكوميين لم تذكر اسماءهم أن الخزانة الامريكية تدرس أخذ حصص ملكية في كثير من البنوك الامريكية.
وشدد وزير الخزانة الامريكي هنري بولسون في مؤتمر صحفي أمس على أن خطة الانقاذ المالي التي يبلغ حجمها 700 مليار دولار تمنحه صلاحية واسعة النطاق لضخ رؤوس أموال في النظام المصرفي ولم يستبعد أن تتملك الخزانة حصص ملكية في البنوك إذا تطلب الأمر.
ومن جهة أخرى تأمل الولايات المتحدة واليابان ان تسهم تخفيضات اسعار الفائدة المنسقة بين البنوك المركزية في التغلب على الأزمة المالية التي تعصف بالأسواق في انحاء العالم. وقالت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الابيض (نأمل ان تبدأ هذه الخطوات في التغلب على الأزمة).
مشيرة إلى ان الرئيس الامريكي جورج بوش لا يمانع في فكرة عقد اجتماع على مستوى رؤساء الدول وقالت (لكن في الوقت الحالي فإننا نركز جهدنا على المسائل الطارئة والاجراءات التي يمكن اتخاذها).
وقال وزير المال الياباني شويتشي ناكاجاوا أمس انه يرحب بشدة بالتخفيضات المنسقة لاسعار الفائدة التي أجرتها بنوك مركزية حول العالم رغم أنه يحترم قرار بنك اليابان المركزي عدم الانضمام اليها.
وأضاف ناكاجاوا قائلا للصحفيين (في هذه الازمة المالية أقدر عاليا ان (البنوك المركزية) اتخذت الخطوات الملائمة).
ومضى قائلا إن التخفيضات المنسقة للفائدة ستساعد في تخفيف وطأة الضغوط في الاسواق العالمية.
وأمس الخميس اقتفت البحرين والصين كوريا الجنوبية اثر البنوك المركزية العالمية وخفضت اسعار الفائدة الرئيسية لديها لتخفيف أثر الأزمة المالية التي أثارت اضطرابا في الاسواق الايام الماضية.
وقلصت البحرين سعر الايداع لأجل أسبوع والاقراض لأجل ليلة واحدة 25 نقطة أساس وسعر إعادة الشراء (الريبو) 50 نقطة أساس.
وخفض البنك المركزي خفض سعر الايداع لأجل أسبوع إلى 1.75 % من 2% وسعر الاقراض لأجل ليلة واحدة إلى 1.25% من 1.5%.
كما خفض سعر إعادة الشراء لأجل ليلة وسعر الاقراض إلى 4.75 من 5.25%. وجاءت تخفيضات المركزي البحريني بعد يوم من خفض الامارت والكويت والاخيرة هي الوحيدة من دول الخليج التي لا تربط عملتها بالادولار.
وأظهرت بيانات رسمية امس أن أسعار الفائدة بين بنوك الكويت انخفضت لليوم الخامس على التوالي بعد أن خفض البنك المركزي الكويتي سعر الخصم الرئيسي وسعر الريبو الاربعاء.
وأوضحت بيانات البنك المركزي أن أسعار الاقراض لآجال شهر وثلاثة أشهر وستة أشهر وعام وعامين وثلاثة أعوام تراجعت امس مقارنة بمستوياتها يوم الاربعاء.
ويضطر ربط العملات بالدولار دول الخليج عدا الكويت إلى الاقتداء بمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) للحفاظ على القيمة النسبية لعملاتها رغم ارتفاع التضخم في المنطقة التي تشهد طفرة اقتصادية.
وعمد مجلس الاحتياطي الأربعاء إلى خفض سعر الفائدة الرئيسي على الأموال الاتحادية 50 نقطة أساس إلى 1.5 بالمئة وذلك في تحرك منسق مع البنك المركزي الأوروبي وبريطانيا وكندا والسويد وسويسرا.
وآسيويا حذت الصين كوريا الجنوبية وهونج كونج وتايوان حذو مجلس الاحتياطي الاتحادي والبنوك المركزية في أوروبا وكندا في خفض أسعار الفائدة لاحتواء موجة الهبوط الحادة في الاسواق التي أدت إلى انهيار بنوك من وول ستريت إلى ايسلندا.
وقال امار جيل رئيس قسم الابحاث في (سي.ال.اس.ايه) في سنغافورة (مجرد خفض الفائدة لن يكون كافيا على الاطلاق في الوضع الحالي).
(المشكلة الرئيسية الآن هي أن البنوك لا تقدم قروضا للبنوك الأضعف والنظام المصرفي إجمالا لا يقدم قروضا للشركات).
وفي أحدث بادرة على اتساع نطاق العدوى المالية العالمية وضعت ايسلندا أكبر بنك في البلاد وهو مصرف كوبثنج تحت سيطرتها في ثالث عملية من هذا النوع خلال اسبوع واحد.
وأعلن البنك امس أن مجلس ادارته استقال بعد قرار بسط سيطرة الحكومة عليه. وتتباطأ الاقتصادات في شتى انحاء العالم بالفعل.
وأعلنت اليابان هبوطا حادا في بيانات طلبيات الماكينات مما أثار التوقعات بأن ثاني أكبر اقتصاد في العالم ربما يكون قد دخل بالفعل مرحلة كساد.
وساعدت تخفيضات في أسعار الفائدة في كوريا الجنوبية وتايوان اسواق الاسهم الاقليمية في التخلص من بعض المخاوف التي هيمنت على وول ستريت حتى بعد التحرك المنسق الذي لم يسبق له مثيل لخفض الفائدة.
لكن المستثمرين ظلوا غير واثقين إلى أي مدى سيساعد هذا الخفض المشترك في تخفيف حدة الأزمة.
وأغلق مؤشر نيكي القياسي للاسهم اليابانية منخفضا 0.5 % بعد أن صعد خلال امس في حين ارتفع مؤشر هانج سنج للاسهم في هونج كونج 2.7 % وتراجع مؤشر شنغهاي المركب في الصين 0.5%.
وفي بادرة على مدى تأثير الاضطرابات المالية على آسيا أبقت اندونيسيا بورصة الأسهم مغلقة لليوم الثاني على التوالي أمس الخميس بعد أن فقد المؤشر أكثر من خمس قيمته هذا الاسبوع. وكان عدد من الاقتصاديين في بنوك عالمية قد أكدوا أمس أن انخفاض أسعار الفائدة الذي أعلنت عنه عدد من البنوك المركزية العالمية لم يكن له أثر واضح في انحسار الأزمة موضحين إلى استمرار نزيف معظم البورصات العالمية حتى بعد خفض معدل الفوائد.