غزة - رام الله - بلال أبو دقة - رندة أحمد
علمت (الجزيرة) من مصادر مقرَّبة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن حماس أعدت مقترحات لحوار القاهرة تمثّلت في موافقتها على (حكومة مستقلين) - تكنوقراط -، وتمديد ولاية الرئيس الفلسطيني، محمود عباس عبر الآليات الدستورية، (أي أن التمديد لا بد من أن يمر عبر المجلس التشريعي الفلسطيني، الذي تمتلك فيه حماس الغالبية الساحقة، ومن أجل ذلك، ستشترط حماس على حركة فتح الاعتراف بآلية الوكالة عن النواب الأسرى، وأن يحضر نواب فتح الجلسة ليتم التمديد.
أما بشأن - حكومة التكنوقراط -، فسيكون السؤال الأساسي عن الطرف الذي سيسمي الوزراء، وتتوقّع هذه المصادر أن يتم الاتفاق على أن يسمي كل طرف جزءاً من الوزراء، وهذا يعني أن خلفيات الوزراء ستكون تنظيمية، وهذا في بعض دلالاته يعبر عن حكومة وحدة وطنية أكثر مما يعبر عن حكومة تكنوقراط.
وتقول (مصادر الجزيرة): (إن حماس مستعدة للتنازل عن تسمية رئيس الوزراء وكذلك عن مشاركتها في الحكومة، على أن تكون الحلول جذرية وواضحة في ما يتصل بكافة الملفات (الأجهزة الأمنية، الانتخابات الرئاسية والتشريعية، إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وإصلاحها) إضافة إلى وضوح برنامج الحكومة القادمة؛ وتضغط حماس في باتجاه - حث مصر على القبول بمبدأ طرح كافة الأوراق على الطاولة، وعدم قصر حوار القاهرة على ملفي حكومة - التكنوقراط -، وتمديد ولاية الرئيس عباس.
في غضون ذلك، أكدت مصادر فلسطينية مسئولة ل (مراسل الجزيرة) أن المباحثات التي أجراها وفد حركة (حماس) - الأربعاء - مع المسئولين المصريين جرت في أجواء إيجابية، حيث تم مناقشة كافة القضايا الخلافية بين حركتي فتح وحماس- بكل صراحة-. وما (عملت به الجزيرة) من مصادرها المسئولة في حركة حماس أن الحركة الإسلامية التي تمتلك الغالبية الساحقة في البرلمان الفلسطيني ترى بأن أهم بنود الحوار الفلسطيني - الفلسطيني في القاهرة يجب أن تشتمل على تناول خمسة قضايا رئيسية، هي:
- تشكيل حكومة توافق وطني انتقالية.
- إعادة الأوضاع الفلسطينية إلى ما قبل 14 يونيو - حزيران من العام 2007 م، تاريخ سيطرة حماس بالقوة العسكرية على قطاع غزة، ومعالجة مختلف الإشكالات الناشئة عن الانقسام الفلسطيني.
- إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وفق آليات ومواعيد وضمانات نزاهة يتفق عليها.
- إعادة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية على أسس وطنية ومهنية بعيداً عن سياسات المحاصصة الفصائلية والاعتبارات الحزبية.
- البدء بفتح ملف إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وإصلاحها.
ومن القاهرة أعلن رئيس وفد حماس للقاهرة، موسى أبو مرزوق - نائب رئيس المكتب السياسي للحركة في مؤتمر صحفي عقده - الأربعاء - عقب لقائه مع الوزير المصري عمر سليمان، إن الفترة القادمة ستشهد اجتماعات ثنائية بين حركتي فتح وحماس، وثلاثية أو على المستوى الكلى لجميع الفصائل الفلسطينية، مشيراً إلى أنه تم التوافق على أن تعقد تلك الاجتماعات خلال الشهر الحالي، حيث تبدأ بلقاءات ثنائية بين فتح وحماس خلال فترة زمنية قصيرة ومتزامنة لإعادة الأوضاع فى الضفة وقطاع غزة إلى سابق عهدها.
وقال أبو مرزوق: (إنه سيتم تشكيل خمس لجان لمناقشة القضايا الخلافية، الأولى: للحكومة والثانية: لمنظمة التحرير الفلسطينية، والثالثة: للانتخابات، والرابعة :للأجهزة الأمنية، والخامسة: لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 14 يونيو 2007 ؛ وأضاف أن ما تقرره هذه اللجان سيطرح على حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، ما سيتم إقراره والتوافق عليه ستلتزم حماس به.