واشنطن - موفد«الجزيرة» علي سالم
كشف وكيل وزارة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز أن قضايا الشرق الأوسط ستكون في مقدمة تحديات الإدارة الأمريكية القادمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحلها بقيام (الدولتين)، والقضية اللبنانية، إضافة إلى أمن العراق والانتشار النووي الإيراني.ورفض الوكيل الأمريكي اتهام الولايات المتحدة بأن حربها ضد التشدد موجهة ضد الإسلام، وقال إنه من الخطأ تصوير (الكفاح الأمريكي) ضد التشدد وضد الحركات الراديكالية حول العالم بأنه موجه ضد العالم الإسلامي، مطالباً دول العالم بالتوحد لنشر الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب.
وأكد الوكيل الأمريكي في مؤتمر صحفي نظمه في مبنى الوزارة في العاصمة الأمريكية واشنطن أمس - ضم ما يقارب 150 صحفياً يمثلون 100 دولة في برنامج الزائر الدولي (إدوارد مونور) للصحفيين - على استمرار العلاقات الأمريكية مع روسيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق، موضحاً أن هذه العلاقات يشملها التعاون رغم (المنافسة والمنازعة) السياسية، في ذات الوقت الذي شدد فيه على ضرورة الانصياع لوقف إطلاق النار في النزاع القائم بين روسيا وحكومة جورجيا.
وقال وكيل وزارة الخارجية الأمريكية حول مستقبل السياسة الأمريكية مع روسيا إن للولايات المتحدة مصالح مع روسيا والدول الأخرى في الاتحاد السوفياتي السابق، وهي علاقة متشعبة وتطول نواحي بين المنافسة والمنازعة السياسية، ولكنها تتضمن التعاون بين الطرفين، فإيجاد هذا التعاون في النواحي المتعددة هام جداً لكل من البلدين ولمصلحة العالم بأسره.إلى ذلك قال بيرنز رداً على تساؤلات حول تسبب السياسة الأمريكية الخارجية في زيادة تشدد الحركات الراديكالية، إنه (يقر بأن الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية لم تكن محصنة من الأخطاء، ولا سيما في كفاحنا ضد التشدد حول العالم، ومن الخطأ أن يصور البعض هذا الكفاح طويل الأمد بأنه كفاح ضد العالم الإسلامي، ومن واقع تجربتي أرى أن معظم الناس في العالم يسعون للشيء نفسه الذي تسعى إليه الولايات المتحدة، وذلك بحثاً للاستقرار والأمن في المستقبل).وتابع: (لا أعتقد أن هنالك حلاً أو وصفة واحدة للمشكلة، يجب أن نسعى إلى أجندة إيجابية حول العالم نجعل منها قضية يشترك فيها عدد كبير من الحكومات، وأن نجعلها قضية واحدة من خلالها نتمكن من تمرير هذا الكفاح الصارم ضد المتشددين، وذلك بالتعاون الاستخباراتي والتعاون بين أجهزة الدول وتنفيذ القانون، والتركيز على الحد من مشكلة انتشار الأسلحة النووية التي ستعتبر من أكبر المخاطر إذا وصلت إلى يد الإرهابيين).
واستطرد قائلاً: (ولكن أيضاً يجب علينا أن نتطرق إلى ما هو موجود في ذهون العالم، كالقضايا التي لا يوجد لها حل مثل القضية الفلسطينية في الشرق الأوسط، والتي تلعب فيها الولايات المتحدة الأمريكية دوراً ريادياً فيها).
وفي الوقت الذي قال فيه إنه لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أو أي قوة خارجية أن تفرض أي نوع من الديمقراطية أو نوع من الحكم، أكد أن ذلك يجب أن يتم ذلك من الداخل وليس بفرض من الخارج، وموضحاً أن الولايات المتحدة تحاول أن تقف إلى جانب المجموعات التي تعاني من الإساءات داخل مجتمعاتها، وذلك لمنع وصول الخطر الإرهابي إلى هذه المجموعات والحد من انتشاره في العالم.
وحول التحديات التي ستواجه الإدارة الأمريكية المقبلة وخاصة مع التركة الثقيلة التي ستتركها الإدارة الحالية، قال وكيل وزارة الخارجية إن سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تعتبر من أهم التحديات للإدارة الأمريكية القادمة، وبالأخص القضية الفلسطينية، وهي مسألة مهمة بالنظر إلى الطريقة التي يبدي فيها الناس قلقهم في منطقة الشرق الأوسط ولا سيما بعد مؤتمر أنابولس في العام الماضي، (وقد لاحظنا جهداً وتحركاً جميلاً جداً من قبل الولايات المتحدة للعمل مع الأصدقاء للدفع بعملية السلام وفق الحل القائم على أساس الدولتين، وهو في خضم وقلب الأوليات الأمريكية في الشرق الأوسط، وهذه الإدارة والإدارة القادمة والتي ستلي القادمة سنرى استقراراً مع أصدقاء مثل لبنان، للتأكد من أن اللبنانيين يمكنهم اتخاذ قرارهم بأنفسهم وليس تحت النفوذ الأجنبي وإنما فيما يقوم على مصلحة اللبنانيين).