Al Jazirah NewsPaper Friday  10/10/2008 G Issue 13161
الجمعة 11 شوال 1429   العدد  13161
بائع أغنام تربوي!
منيف خضير

يبدو أن مهنة بائع الأغنام - التي تلقى رواجاً هذه الأيام - لن ترضى بأقل من بكالوريوس في (التيوس)، ولابد أن يكون هذا المؤهل تربوياً حتى تكون المعاملة وفق أسس تربوية لا تجرح مشاعر البهائم، أما البشر فمشاعرهم من حديد!.

للأسف يبدو أن واقعاً أسود ينتظر كثيرا من خريجي كليات التربية بعد أن لحقهم الرمي - كما يقول المثل المحلي - وأصبحوا (على لغة من ينتظر)، مما حدا بكثير منهم إلى بيع الأغنام وبعضهم فضل العمل على (ونش سطحة) وماذا بوسعهم إن فعلوا غير ذلك، وإذا استمعنا إلى شكواهم فبإمكاننا أن نصغي إلى نغمة البوح في أنينهم بكل صدق، هذا أحدهم أرسل لي على طريقة (لعل وعسى ) يقول: (نحن خريجي كليات المعلمين عام 1427-1428وتحديدا بتاريخ 2-6-1428 فقد مضى على تخرجنا سنة وثلاثة أشهر فبعد تخرجنا في ذلك الوقت اتجه بعض زملائي لوزارة التربية لأنها هي الجهة الوحيدة المسؤولة عنا فقد قال لهم د. سعيد المليص: يوجد خريجون قبلكم من العام الماضي وأنتم السنة القادمة بإذن الله كل في مدرسته.

فقلنا نعم زملاؤنا أولى لأنهم أسبق منا بعام، مضى العام وقلنا الفرج هاهو قادم هذه السنة فتفاجأنا بأن وزارة التربية حددت أربع مناطق لإجراء المقابلة الشخصية وكان منها المنطقة الشرقية فقلنا ما هي مشكلة نذهب لو آخر الدنيا بس نتعين. ولله الحمد اجتزت المقابلة مع أن بعض زملائي لم يجتز ويمكن سمعت بقضية الأخ (....) والله كل اللي أقوله صحيح بعد أكثر من شهر طلب منا السفر لإجراء اختبار الكفايات فقلنا هذا آخر المطاف خلاص بعده نتعين بإذن الله سبحانه ولكن الصدمة الكبرى هي ظهور نتائج الترشيح التي ذهبت بالأحلام وضاقت بنا السبل فقررنا الاعتصام أمام بوابة وزارة التربية والتعليم أكثر من أربع مرات ويمكن إنك شاهدت ذلك بالصحف وقرأت رد مسؤولي الوزارة فقد قالوا ليس لدينا احتياج كاف هذه السنة، طيب ماذا تريد الوزارة أن نفعل؟ وهي الجهة الأولى المسؤولة عنا لم تستقبلنا فماذا بباقي الجهات الحكومية الأخرى؟ فعندما ضاقت بنا السبل قلنا سوف نتوجه لخادم الحرمين لأنه ملك يعطي الحق لأصحابه ملك يستحق أن يطلق عليه ملك الإنسانية وملك القلوب وصقر العروبة.. فلا نجد سواكم يا إخواني الصحفيين بتوصيل هذه القضية لولاة الأمر) ثم يقول: (إضافة لذلك أقسم بالله إني أنا واثنين من زملائي أصبحنا نعمل في سوق الغنم والرابع سائق تاكسي أجرة وغيره) ويختم بعد أن جاب (الزبدة) حيث يقول: (هل تريد الوزارة أن يصبح منا من هو تاجر مخدرات أو أن ينحرف مع الفئة الضالة أو الأعمال الأخرى التي لا تليق بمعلم.. فما بقي بعد الله إلا خادم الحرمين) انتهت رسالته ولم تنته معاناتهم، ونحن مللنا الحديث عن تنصل وزارة التربية من هذه الطلبات ورميها الكرة في ملعب وزارة الخدمة المدنية، وكذلك طال الحديث عن زيادة الطلب وقلة الفرص المتاحة، وبقي أن نقول لو كل شاب جلس في بيته دون وظيفة تعد من أبسط حقوق كرامته التي كفلتها له الأديان السماوية: لا يرد القضاء إلا الدعاء، أنتم في شهر فضيل فأكثروا الدعاء، وأحياناً الضعف يولد القوة.



Mk4004@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد