Al Jazirah NewsPaper Saturday  04/10/2008 G Issue 13155
السبت 05 شوال 1429   العدد  13155
السياسة التعليمية والمعلم المبادر
منصور إبراهيم الدخيل

لقد أصبح للتعليم في عالمنا المعاصر أهمية كبرى ولم يعد يترك للجهود الفردية إنما أصبح يخضع للجهود المنظمة والخطط المدروسة ومن الطبيعي أن تكون نقطة البدء لأي جهود منظمة تحديد السياسة التعليمية تتحدد في ضوئها الأهداف وتوضع الاستراتيجيات التي تكفل تحقيق هذه الأهداف، فالمملكة العربية السعودية من الدول التي حرصت أن تكون لها سياسة تعليمية واضحة المعالم ترسخ الهوية الثقافية وتلبي طموحات وتطلعات الوطن وما يريده أبناؤه، فوثيقة السياسة التعليمية التي صدرت في مطلع التسعينيات الهجرية رسمت ملامح السياسة التعليمية وبالرغم من المستجدات والتغيرات إلا أنها مستشرفة للمستقبل وهذا ما يدل على أنها وضعت وفق أسس علمية وقد لقيت إعجاب الكثير من الباحثين والمهتمين بالتطوير التربوي ويفترض أن يكون جميع العاملين في وزارة التربية والتعليم ولاسيما المرتبطين بالعملية التربوية وهم (مديرو المدارس والمشرفون التربويون والمدرسون) على دراية بمضامين هذه الوثيقة حيث إن البعض من هؤلاء الذين أشرت إليهم يجهلون معطياتها وأهدافها باستثناء أصحاب الدراسات العليا الذين قد تجبرهم متطلبات البحث الإلمام بها حينما يكون البحث عن التعليم في المملكة، فمن هذا الباب أطالب وزارة التربية والتعليم بتنوير العاملين المرتبطين بالعملية التعليمية فيها بشكل جيد من خلال توزيعها عليهم في مطلع كل عام دراسي لأنه يوجد الكثير من المعلمين الجدد الذين يحتاجون إلى تنويرهم بها ولا شك أن مبادرة الوزارة بذلك سوف تجعل الجميع ملم بهذه الوثيقة التي هم يعملون من أجلها وبهذه الطريقة سوف نزيل المخاوف عند المعلم المبادر الذي أحياناً يستكين إلى لوائح وتعليمات الوزارة توقعاً منه أنها تلغي المبادرة عند المعلمين.. وحقيقة إن وثيقة سياسة التعليم من الأطر التي تساعد المعلم في الإبداع وخصوصاً في هذا الوقت عصر العولمة الذي يتطلب من المعلم الرغبة المخلصة نحو التجديد والتغيير والتطوير، فالمعطيات التي أفرزتها العولمة الكونية بحاجة إلى خبرات وأساليب وطاقات واستعدادات ومهارات للتعامل معها بدقة وهذا لا يتم إلا من خلال المعلم المبادر الذي يجعل من نفسه خبيراً تربوياً يسهم في تطوير التعليم وخصوصاً عندما يجد قبولاً من وزارة التربية والتعليم لمبادراته من خلال المشرفين التربويين للأخذ بأصحاب هذه المبادرات عبر ملتقيات سنوية للمعلمين ومسابقات وورش عمل ودورات داخلية وخارجية لأصحاب هذه المبادرات وبهذه الطريقة ساهمنا في إيجاد معلم مبادر يدرك دوره وتفهمه لمسؤوليته يعرف حقوقه وواجباته ويسهم بشكل فاعل في إحداث نقلة نوعية نحو التجديد والتطوير المستمر يبادر ويشارك ويقدم مسؤوليات متقدمة من التجديد والإسهام بالاقتراحات والتصورات في مجال تطوير وتحسين ما يخدم العملية التربوية.

مكتب التربية العربي لدول الخليج



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد