من المعروف أن إسرائيل دولة لا تعيش من غير صدامات وضربات استباقية تشبع نهمها العقلي بنظريات الأمن التي دائماً ما تستغلها إما لأغراض دولية أو من أجل مغازلة الناخب الإسرائيلي المسيس الذي غالباً ما تقوده الميديا السياسية والأيديولوجية إلى إيصال المتطرفين إلى سدة الحكم وتزكيتهم عبر صناديق الاقتراع.
الآن وإسرائيل تمر بما تمر به من حراك سياسي وحزبي بعد أن أفل نجم أولمرت وصعد نجم وزيرة خارجيته ليفني في حزب كاديما، يبدو أن إسرائيل تستعد لما هو أكثر من المصارعة الحزبية الداخلية، ولعل ذلك يتضح من خلال التصريحات التي أطلقها قائد المنطقة الشمالية في إسرائيل الذي أكد أن دولته سوف تعتمد تنفيذ ضربات موجهة إلى قرى جنوب لبنان في حال أطلقت هذه القرى الصواريخ على إسرائيل التي قال إنها ستعتمد قوة غير متكافئة تحدث تدميراً هائلاً، وعندما يزيد هذا الجنرال الإسرائيلي أن سوريا أيضاً ليست خارج خريطة التخطيط والاعتداء، وأن لبنان سوف ينالها، تتضح الصورة بشكل جلي أكثر عن تعطش قيادات الجيش الإسرائيلي إلى شن مثل هذه الضربات والاعتداءات الموجهة من قبل القيادات الحزبية التي تصبو إلى مقاعد الحكم في إسرائيل، أضف إلى ذلك ما ترشح قبل أيام من أن جنرالات إسرائيل قد أصابهم نوع من اليأس في مفاوضات إطلاق الجندي الأسير شاليط، وأنهم باتوا يلحون على القيادة السياسية بتفعيل خطة اجتياح غزة وإطلاق يد العدوان عليها.
كل هذه المعطيات والمؤشرات تحتم على الجانب العربي أخذ الحيطة والحذر وعدم الانسياق خلف المغامرات التي لن تخدم إلا متطرفي تل أبيب الذين باتوا يحددون موعد المعركة ومكانها وكأن الأمن العربي والعبث به واستغلال نزق وطيش بعض الأطراف هي أسهل ما يهرولون إليه كلما أرادوا ذلك أو حتمت عليهم مواقفهم الحزبية والداخلية الإسراع إليه.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244