Al Jazirah NewsPaper Saturday  04/10/2008 G Issue 13155
السبت 05 شوال 1429   العدد  13155
نهارات أخرى
تحرروا عاطفياً
فاطمة العتيبي

(مهما يكن الشيء الذي تريد إنجازه عليك أن تشعر به أولاً).

** الأشياء التي تحبها ستندفع باتجاهها وستبدع فيها والأشياء التي تقدم عليها وأنت مثقل بالخوف وتأنيب الضمير وعقدة الذنب ستجر عليك خيبات الحياة حتى لو بدا للآخرين أنك مغرق في السعادة..

** حين قال لنا الرسول صلى الله عليه وسلم (تفاءلوا بالخير تجدوه). فقد سن قانون التجاوب الشعوري الذي تضج به قاعات الجامعات اليوم تحت علم (الشعور والحياة)..

يقول جو فيتالي: حين تحكم على الأحداث والظروف بأنها خير لك ستجدها كذلك فاستجابتك الشعورية عادة ما تكون سعيدة، وحين تفكر في الأمور السيئة فإننا نتجاوب معها بالخوف والغضب والحزن وتجاوبنا يكون في غاية السوء)!!

** تسابق الرسول صلى الله عليه وسلم وعائشة رضي الله عنها ودعاها لمشاهدة لعب الغلمان وركضهم، وحين تخرج الرياض هذه الأيام لتفرح بالعيد فهي تعلن وتمضي في إعلان ميلاد التحرر العاطفي الذي لا بد أن نفهم ونستوعب قيمة تأثيره الإيجابي في المجتمع والأفراد..

** حين يعبر الإنسان عن فرحه وانكساره.. عن دهشته وخذلانه، عن ألمه وطمأنينته فهو يتجاوب شعورياً مع عقله الباطن المفرد.. ضمن منظومة المجتمع، في ذلك إعلاء لقيمة الفرد ومشاعره وصدقه..

وإلغاء للوتيرة الواحدة المتماثلة التي تعلمنا كيف نحفظ استجاباتنا الطبيعية الآنية ومشاعرنا العفوية لنعلبها ونجمدها وتنتهي مدتها قبل أن نتعامل معها..

** التحرر العاطفي.. هو اتجاه علمي جديد لتخليص الفرد من زحام الإشارات العصبية في داخله..

هو دعوة لكي يفرج عن مشاعره ويتعامل معها بصدق كما هي..

الانفعال، الغضب، الفرح، الدهشة، الاندفاع، الحب، الكراهية..

** ولا بد أن يتعلم الآخرون كيف يستوعبون الناس حولهم بمشاعرهم المتباينة.

الإفراج عن المشاعر، سليغي مفهوم الكبت الفردي وسيتعلم الأفراد ويتعودون على التعبير الصادق عن مشاعرهم كما هي ومن ثم فلن نحتاج إلى رجال أمن يصطفون على يمين الشوارع ويسارها ليحفظوا أمن الناس من التعبير عن الفرح..

** التعامل مع الاستجابات الشعورية.. محفز حديث للمجتمعات الغربية في التقدم والإبداع.. وقد سبقت كل هؤلاء سنة الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم..

فلنفرج عن الموجات التعبيرية في دواخلنا، ولنقرأ خريطة مشاعرنا ونستهدي بها.. ولا تندم أبداً على أنك ذات يوم عبرت عن مشاعرك بصدق وقلت لمن تكرههم إنك تكرههم أو قلت لمن تحبهم إنك تحبهم.

أو أنك حبست ضحكات فرح في داخلك..

أو أنك قفزت حبوراً لنجاحك.. أو تهلل وجهك بشراً لرؤية من تحب..

أنت هنا تسجل دمغة صادقة بكونك (إنسانا حقيقيا) وليس إنسانا بلاستيكيا معلبا تنتهي مدة مشاعره دون أن يستمتع بها..

حرروا مشاعركم في هذا العيد وأهدوا الورد لمن تحبون.. وكل عام وأنتم متفائلون.. مشرقون بوجه الحياة الجميل.



Fatemh2007@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5105 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد