Al Jazirah NewsPaper Saturday  04/10/2008 G Issue 13155
السبت 05 شوال 1429   العدد  13155
لما هو آت
بأي عيد أنت يا حال..؟
د. خيرية إبراهيم السقاف

أعود لجنتكم..,

لبردكم وسلامكم..,

بعيد أسفر عن وجوه الحال وقد كساها الإنسان بأصباغه.. وبصبغته..,

يحرضني حزن عميق لفجاءة آخر لحظة في رمضان حين أوْصِد بيننا وبينه بباب العيد... فظاهره فيه الفرح وباطنه تأمل عميق قد تتشظى بأوجاعه الأرواح وتتكسر النفوس...

رصدت لكم أبجدية تتخطى حروف الكلام مما تأملت.. وفيما فكرت.. ولما شاهدت...

أضحكتني بمثل ما أبكتني منها جمل طويلة.. ومتناثرة.. ظاهرة وصادمة... باطنة ومقلقة... عابرة وقاصدة... الإنسان فيها محرك الرموز وموظف الأطياف.. وما كان الإنسان منذ قابيل وهابيل إلا طعماً للتأمل منذ وارى الغراب سوأة أحدهما... وعجز الآخر عما فكر فيه الطير..

وحفظت لكم كلمات ترددت بها أصداء هسيس شاكستني به أفكار في حين غفلة عن الكلام وتدوينه على الورق...

فلقد شاركتموني لحظات التأمل بمثل ما شاركتكم وجع الحسرات تلك التي كانت تسقط كما زخات المطر في الآذان وتفترش صفحات النفس كلما هلَّ مُنغِّص... أو صفعت ريح عتمة من جهات الإنسان الأصلية في فضاء نفسه... أو الفرعية في فضاء خطوه...

جئتكم لأقول فتقولوا... ولتقولوا فأنصت...

نتبادل كما الذي كان وسيكون ما نقتات به على همة الوقت وفوانيس الطريق...

***

شهر وجملة من الأيام نأيت وما نأيتم عني...

ظلت أم ريان..., وأثمار الربدي..., تعيشان معي في أحوال هذه الأيام...

قرأت رسائلكما ولربما كنت أثق أنكما تعلمان إجابتي...

ومها الحربي.. وأبو عبدالكريم... آخر من علقا على آخر موضوع...

كنت قد وعدتكم بأننا سنصنع شيئاً جميلاً معاً... يجعل للكلام حروفاً جديدة وللحياة صياغات أجمل وأجد...

فإيماني مطلق بأن الحرف ليس هو فقط سلاحاً ومعولاً بل هو ماء التربة حين تكون مجازاً للإنبات ومكمناً للأحلام.. كما هو وردة الحقل حين هي ليست محض زهرة تعبق وما تلبث أن تذوي بل هي بوابة خطو لفضاءات التأمل والإحساس ومن ثم التفاعل والعطاء... كما إيماني الممتد بأن هذا الحرف نبض ممهور على الورق لروح كاتبه ولإحساس قارئه...

حقيق أنني أهفو لجنتكم قرائي من نار تلتهب بها أطراف المسرح الكبير حيث يمشي الإنسان ويلفحنا حميمها..

علنا نلتقي معاً لكل ما هو آت من الفضاءات الرحبة ببرد الإيمان وسلام الأرواح...

***

فأي عيد لحال كان بين قوسي الوقت الذي غبت فيه عنكم؟...

تلك الحصيلة التي سأبسطها...

***

وكل عيد وأنتم الفائزون بالنجاة من النار...



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5852 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد