Al Jazirah NewsPaper Saturday  04/10/2008 G Issue 13155
السبت 05 شوال 1429   العدد  13155
المعسكران الجمهوري والديموقراطي يعلنان فوز مرشحيهما لنائب الرئيس الأمريكي
مناظرة بايدن وبالين: أداء جيد بدون هفوات كبرى

سانت لويس - وكالات:

نجح المرشحان لمنصب نائب الرئيس الأمريكي جوزف بايدن وساره بالين خلال المناظرة التلفزيونية الوحيدة بينها الخميس في تجنب أي هفوات كبرى وفيما بدا الديموقراطي متمكناً من الملفات الاقتصادية والدولية، لعبت الجمهورية ورقة العفوية والاهتمام بمشاغل الناس اليومية.

وحرصت حاكمة ألاسكا على التركيز على صورتها كمواطنة أمريكية عادية وربة عائلة وتصدت بحزم لخصمها الديموقراطي الذي يعتبر من ركائز الحياة السياسية الأمريكية وهو يحتل مقعداً منذ 35 عاماً في مجلس الشيوخ حيث يرئس لجنة الشؤون الخارجية النافذة. وسارع كل من الطرفين فور انتهاء المناظرة التي استمرت تسعين دقيقة ونقلتها الشبكات التلفزيونية الأمريكية الكبرى مباشرة، إلى إعلان فوز مرشحه.

وبحسب استطلاعات للرأي أجرتها محطتا (سي ان ان) و(سي بي اس)، فإن بايدن خرج منتصراً من المواجهة غير أن (سي ان ان) أشارت إلى أن 84% من المشاهدين اعتبروا أن أداء بالين كان أفضل من المتوقع. وهيمنت مسائل الاقتصاد والطاقة والتغييرات المناخية والعراق والوضع في الشرق الأوسط على هذه المناظرة الوحيدة المقررة بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس.

وسعت بالين التي قلما فارقت الابتسامة وجهها وغمزت مراراً في اتجاه الكاميرا، إلى الإيحاء بوجود خلاف في المواقف بين بايدن وأوباما فذكرت بأن سناتور ديلاوير أكد في الماضي أن سناتور إيلينوي غير جاهز لتولي القيادة وقالت: (إنني على يقين بأنك تصديت لمحاولته التصويت على قطع الأموال عن جنودنا (في العراق) وإنني ممتنة لك على ذلك). غير أن ذلك لم ينجح في بلبلة بايدن الذي حافظ على رباطة جأشه ورد بأن جون ماكين صوّت أيضا على قطع الأموال عن الجنود في العراق مؤكداً مرة جديدة بأن المرشح الجمهوري ارتكب (خطأ جوهرياً) بدفاعه عن الحرب على العراق في بادئ الأمر. وكلا المرشحين معني بالانتشار العسكري الأمريكي في العراق إذ يستعد أحد ابني بايدن للخدمة في العراق فيما انضم أحد أبناء بالين أخيراً إلى القوات في هذا البلد.

وحملت حاكمة ألاسكا التي بدا في بعض الأحيان أنها تقرأ ملاحظات مدونة موضوعة على المنصة أمامها، على خطة الانسحاب من العراق معتبرة أنها بمثابة رفع (علم الهزيمة الأبيض) مؤكدة (أننا نقترب من تحقيق النصر في العراق). وقالت إنها تشكل مع جون ماكين (فريقاً له مواقف مستقلة) مؤكدة بأنه سيأتي بالتغيير إلى واشنطن في حال فوزه.

وفي المقابل، شكك بايدن بإرادة التغيير لدى الفريق الجمهوري مذكراً بأن ماكين صوّت بشكل شبه منهجي على كل الاقتراحات التي قدمها الرئيس الحالي جورج بوش الذي يعاني من تدني شعبيته. وأنكرت بالين أن تكون في خط بوش الذي لم تذكره مرة في المناظرة بل اتهمت خصمها بإبقاء أنظاره موجهة إلى الماضي أكثر منه إلى المستقبل.

وحرصت في مداخلاتها على استخدام لغة أليفة يومية، كما خاطبت خصمها باسمه الأول (جو) فيما تحدث بدوره عن المرشح الجمهوري باسمه (جون). وبدا في بعض الأحيان أن بالين لم تفهم السؤال جيداً فردت على الصحافية حين سألتها عن (نقطة ضعفها) بالتحدث عن خبرتها كحاكمة ولاية منتجة للنفط.

كما أثارت مراراً مسألة الطاقة وتحدثت عن ألاسكا حتى حين كان ذلك لا يمت بصلة إلى السؤال المطروح. وحين سئلت عن دارفور بادرت إلى الحديث عن العراق في مطلع ردها. ورداً على سؤال حول دور نائب الرئيس وصلاحياته اعتبر بايدن بعد تحديده هذا الدور في إطار السلطة التنفيذية حصراً أن ديك تشيني هو (من أخطر نواب الرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة) معترضاً على الصلاحيات التي منح نفسه إياها. أما بالين، فكان ردها مبهماً وغريباً إذ تحدثت عن تعديل محتمل في الدستور بدون إعطاء أي توضيحات. وعلى صعيد الهفوات الصغرى، ذكرت بالين قائد القوات الأمريكية في أفغانستان باسم (ماكليلان) عوضاً عن ديفيد ماكيرنان وتغاضى بايدن عن تصحيح هذا الخطأ.

وبدت هذه المناظرة قبل 33 يوماً من الانتخابات الرئاسية في الرابع من تشرين الثاني - نوفمبر بمثابة اختبار لمصداقية بالين (44 عاماً) الحديثة في العمل السياسي والتي تحكم ولاية ألاسكا منذ سنتين فقط، ولا سيما بعد إخفاقها الكبير وارتباكها في مقابلتين أجريتا معها أخيراً والاعتراضات المتزايدة على اختيارها حتى في صفوف الجمهوريين.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد