يتحدث الفريق هاشم بن عبدالرحمن آل شيبان في تقريظه للكتاب (مشوار في دروب الوطن، تجربة حياة) للدكتور عبدالجليل السيف عضو مجلس الشورى ويقول:
صاحب هذا الكتاب، الأخ والصديق العزيز الدكتور عبدالجليل السيف، أحد أبناء الوطن المخلصين، الذي تشرف بخدمة وطنه في المواقع المسؤولة التي كلف فيها، حيث استطاع أن يسجل في ذاكرة مجتمعه المحلي وعلى أرض الواقع بمشاركة ومساندة من الإخوة الزملاء الذين شاركوه الرؤية والرغبة - خطوات عملية في دروب العمل الوطني، سيما العمل المروري والأمني منه على وجه الخصوص.
فبعد مضي أكثر من ثلاثة عقود على تعرفي به، حين عمل معنا في قيادة المرور والنجدة، حيث قاد الشعبة الفنية، لمست من أدائه من أول وهلة، الاتقان في العمل، والحرص التام على تنويع الخدمات، واقتراح المزيد من الآراء والتجارب العملية المهمة التي تصب في الصالح العام، يسرني اليوم أن أدون هذه الكلمة الطيبة بشأن أخ وصديق عرفته عن قرب في أكثر من موقع ومكان عرفته رجلا ًمخلصاً، نذر نفسه للعمل الدؤوب، ليضيف جديداً إلى لبنات هذا الوطن العزيز.. المملكة العربية السعودية..
عرفت الأخ الدكتور عبدالجليل السيف، ابن جزيرة تاروت، وصاحب المبادرات والخبرات في العديد من الحقول والمجالات، رائداً من رواد العمل المروري، والأمني والطبي والنيابي والحقوقي والتطوعي، حيث كان له دور كبير في فعاليات وأنشطة كل إدارة، منوطة به، فيضفي لها ثقلاً وإيجابية وكانت آراؤه وطروحاته تتسم بالحكمة والروية وبعد النظر.
إن تجربة حياة السيف كما سجلها بنفسه في هذا الكتاب، تتصل بتجارب حياتية، وإدارية، بداية من كفاحه منذ الصغر، ليحجز لنفسه مكاناً بين المتفوقين، ومن ثم المبتعثين إلى الخارج، حيث أبلى بلاء حسناً حتى حصل على درجة الدكتوراه في علوم المرور، مروراً بعمله في الإدارة العامة للدوريات والنجدة (الإدارة العامة للمرور)، ثم الإدارة العامة للتنظيم والبرامج وكخبير مرور برتبة مستشار لسمو وزير الداخلية، ثم إدارته لمكتب الاستقدام في الرياض، ثم الإدارة العامة للخدمات الطبية بوزارة الداخلية.. ثم كنيابي في مجلس الشورى بالإضافة إلى عضويته التطوعية في أكثر من لجنة وجمعية وطنية سواء فيما يتعلق بسلامة المرور أم لحقوق الإنسان أم للضمان الصحي أم الجمعية الوطنية للمتقاعدين السعوديين أم من خلال نشاطه الأكاديمي أم التأليفي.. كل هذه التجارب الحياتية والعلمية والعملية يمكن الاستفادة منها، وترجمتها إلى واقع يضيء لأجيالنا الحاضرة والمستقبلية.. هذه الجهود المبذولة من الأخ الزميل الدكتور عبدالجليل السيف، أعدها لبنات مهمة في البناء الفني والمروري والأمني فترة تشرفه بالعمل العسكري أو المدني في وزارة الداخلية.. كما أسهم على مستوى الوطن الغالي بما نعتز به من مواطن ونعتز به ثانية في ساحة العمل النافع لوطننا الكبير.
مشوار الحياة
ويشير الدكتور عبدالجليل السيف عضو مجلس الشورى إلى أن هذا الكتاب لا يعدَّه سيرة ذاتية بقدر ما أعدُّه تسجيلاً مختصراً وأميناً لمشوار حياته ويقول:
هذا الكتاب لا أعدُّه سيرة ذاتية بقدر ما أعده تسجيلاً مختصراً وأميناً لمشوار حياتي.. العلمي والعملي، فالسيرة الذاتية لون من ألوان الكتابة الأدبية بالأساس، وكتابي لا يعتمد على هذا الأسلوب بشكل رئيس وأن كان يأمل أن يرقى إليه! كما لا أعده كتاب ذكريات من خلال فصول تطرح سرداً لذكرياتي بحيث يستطيع المتلقي الإلمام بأبعاد شخصية صاحبه أو تلك من منظورها التاريخي أولاً، ثم التعرف على مجمل أو أهم ما يميزها أو يعيبها، وإن كان الكتاب يسعى إلى تحقيق جزء من ذلك ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، فالسيرة الذاتية تعرَّف بأنها (فن الذاكرة الأول)، الذي تتجلى فيه ال(أنا) ذاتها صراحة وكذا تتمظهر (الذكريات) بشكل مباشر مسترجعة هذه الحياة في امتدادها (الدال) أو في وقت بعينه من أوقات هذا الامتداد له مغزاه الخاص وذلك في منظور لحظة حاسمة من لحظات التحول في عمر هذا الـ(أنا)!
فحسب هذا الكتاب إشارة دعوته للتأمل في تجربة حياتية قد يراها صاحبها نافعة أو هادفة بينما قد يراها البعض مجرد ذكريات يمكن الاستفادة منها..! لهذا يشكل الكتاب شبه مدوَّنة تسجيلية مختصرة لمراحل مختلفة من عمري الزاخرة بالكدِّ والتعب في سبيل تحقيق الذات والسعي لبلوغ أهداف التقدم في الممارسات في زمن لم يكن ليسمح إلا للقلة القليلة بل النادرة بالسبق والتميز ومن ثم العيش الحياة الكريمة.
من خلال هذه الإضاءات السريعة في حياتي العلمية والعملية أتلمس بدايات النشأة والظروف الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية التي عشتها في مسقط رأسي، جزيرة تاروت خلال تلك الفترة وأهم الأحداث والشخصيات التي أثرت في بناء شخصيتي وتأثير ذلك على فكري وأسلوبي في الحياة.
أتوقف في هذا الكتاب عند بعض المواقف الإنسانية البسيطة وبعض الذكريات الخاصة ولكن سيكون تركيزي منصباً على تسجيل خواطري أثناء ابتعاثي والتحديات التي واجهتني وكيف تم التغلب عليها.
* عضو مجلس الشورى