يرى الأستاذ محمد الدبيسي أن الكتابة عن هذا الإنسان والشاعر البالغ من العمر فوق تسعين عاماً مغامرة محفوفة بالمخاطر، ويقول: الكتابة عن هذا الإنسان البسيط والشاعر البسيط، البالغ من العمر فوق تسعين عاماً، مغامرة محفوفة بالمخاطر، لحظة تكون (المغامرة) اقتراف ما يقارب قرناً من الحياة، والدروب التي تتجه إليه مشرعة حفية بأطياف الخطى وإيقاعات الحياة..

(زُقاق) في حي مديني قديم.. يفضي إلى هذا الإنسان.. و(ديوان شعر) صدر قبل ستين عاماً.. يفضي إليه..

وأشخاص.. من زمن قديم جداً.. يتحدثون عنه ويفضون إليه..

وقد ذهبت إليه مثلهم.. وسلكت بحثاً عنه سبيلهم.. حتى اهتديته.. ولم يكن بالبال نية الكتابة عنه.. لأنه وبمقتضى معاير العالم الجديد والحساسية الجديدة.. ومواصفات الثقافة المعاصرة.. لا يوجد فيه ما يستدعي الكتابة.. فهو إنسان بسيط وشاعر بسيط.. هكذا أراد!

لم يكن بالبال نية الكتابة..!

وعندما خلعت عند (عتبته).. كل عوازل وحُجُب العمر وأناقة الكلام ومحفوظات الأدب والتربية المعلبين.. وكل الوقار المدخر لأمثاله.. وكل الإجلال لما يقارب قرناً من الحياة.. ينغرس على جبينه..

لم أجد غير عتبة ووقار وجلال (الكتابة) عن الإنسان البسيط والشاعر البسيط.. وجدتني أكتب ما أظن أنه (حكاية حسن صيرفي)..

وما أزعم أنه يكمل - أو يشي - ببعض أجزاء الحكاية وأطرافها.. مما كتبه قلة من الباحثين عنه.. محاولاً أن يكون هذا الكتاب مسنأنساً لمن أراد جس شيء من زمن (حسن صيرفي).