Al Jazirah NewsPaper Saturday  04/10/2008 G Issue 13155
السبت 05 شوال 1429   العدد  13155

إهداءات الكتب

 

يجد الأستاذ محمد عبدالرزاق القشعمي مدير الشؤون الثقافية بمكتبة الملك فهد الوطنية أن الكتاب أفضل هدية تقدم لصديق ويقول:

الهدية - مهما كانت - رمز لمشاعر التكريم والإعزاز، توطد الحب والإخاء بين الناس، وكثيرا ما يتخير المهدي هديته بقدر درجة حبه للمهدى إليه، والكتاب في نظر مؤلفه أعز وأغلى ما يملك، وبالتالي فإنه بهديته هذه يكون قد عبر عن درجة حبه واعتزازه بمن تقدم إليه.

والكتاب المهدى يحظى باهتمام المهدى إليه ويكون ذا قيمة معنوية عالية فتلزمه قراءته والاحتفاظ به على مر الأيام والسنين، وتبادل الكتب وإهداؤها عادة حميدة تنمي وتشجع على القراءة. وربما يستصغر البعض قيمة الهدية التي تهدى من قبل البعض، لكن الهدية عندما تكون كتابا فقيمتها دائما كبيرة.

وبهذا قال الشاعر:

الناس يُهدون على قَدرهم

لكني أهدي على قدري

يهدون ما يفنى وأهدي الذي

يبقى على الأيام والدهر

ولعل ما حملني على كتابة هذا الموضوع أسلوب وطريقة إهداء الدكتور عبدالرحمن الشبيلي لكتبه فهو دائما يشرك الأسرة في الهدية، دون غيره فهو يكتب في الغالب العبارة التالية: (مع خالص الود لأخي الأستاذ محمد بن عبدالرزاق القشعمي وأسرته الكريمة) فلم أجد أحدا غيره يشرك الأسرة بالهدية.. اللفتة الأخرى مكرسة لمجموعة من الإهداءات السنية قدمها مؤلفون بارزون أعزاء على القلب، تركوا بصمات واضحة على حياتنا الثقافية والإبداعية، ثم رحلوا، لكن ذكراهم العزيزة وأعمالهم ستبقى خالدة. من بينهم الشيخ خليل عبدالكريم الذي أهداني بعض ثمراته. والعلامة والكاتب عبدالسلام العجيلي والذي أهداني كتابه (ذكريات أيام سياسية) وكتب العبارات التالية: (تحية إلى الأستاذ محمد القشعمي في هذه المناسبة الجميلة لاجتماعنا معا في دمشق زائرين لها.. مع أطيب التمنيات.. دمشق 9-10-2004م).

وقبله بسنوات زارني الروائي هاني الراهب بقرية (دير عطية) بريف دمشق على هامش معرض الكتاب الدولي قبيل وفاته بأيام وكتب لي على روايته (رسمت خطا في الرمال): (الصديق العزيز الأستاذ أبو يعرب.. كم هو سعيد وجميل أن نلتقي ونكون أصدقاء.. هاني 27-9-1999م دير عطية. سوريا.ومثله الرحالة خليل إبراهيم الرواف الذي توفي بعد أشهر من لقائي به وإهدائه سيرته الذاتية والتي تشتمل على رحلاته إلى أمريكا بين الحربين العالميتين.

أما اللفتة الثالثة وربما ليست الأخيرة: فأن يهديك أحدهم كتاب غيره ويكتب عليه إهداء منه.. فهذه لفتة تستحق الملاحظة ولن أقول إنه اعتداء على جهد الغير ولكن المهدي دائما يحب أن يطلع من يحب على من أحب مثل المرحوم المسرحي عبدالرحمن المريخي بالأحساء الذي أهدى لي كتابا أعجبه (واحة الأحساء) لمؤلفه الأمريكي ف.ش. فيدال؛ وترجمة د. عبدالله السبيعي، وكذا الباحث عبدالله الرستم فقد أهداني كتاب (الأحساء) لمؤلفه عبدالله بن حمد بن مبارك المطلق.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد