Al Jazirah NewsPaper Saturday  04/10/2008 G Issue 13155
السبت 05 شوال 1429   العدد  13155
أهل الخليج تسيدوا فترة رمضان الذهبية للقنوات والأتراك قادمهم مجهول
انتشار وحكمة السوريين (درامياً) تبدد أموال مصر وتبعدهم عن المنافسة

أبها-عبدالله الهاجري

في الوقت الذي تسيدت فيه الدراما الخليجية بالوقت الذهبي وانفردت بالعروض في كافة القنوات الخليجية الحكومية منها والخاصة سجلت الدراما السورية رمضان 1429هـ تفوقها على نظيرتها المصرية بكل امتياز بل وتمكنت من جذب أعين العرب إلى أعمالهم حيث جاء هذا التفوق بسبب عناصر جمعها السوريين وعرفوا طرق توظيفها.

منسوبي الدراما في سوريا استفادوا بكل اقتدار من خسارة جولات سابقة وحولوها في هذا الموسم إلى نجاح بدرجات الامتياز وقد أتت درجات التفوق لعوامل عدة لم يستطع معها منسوبي دراما مصر من الانتباه إليها بذلك القدر وظلوا فقط معايشين نجاحات الماضي وكأن تكرارها قد تبقيهم دون الالتفات إلى أننا نعيش الآن في عام 2008م.

الدراما السورية هذا العام واجهت عدم تسويق أعمالها العام الماضي إلى ركيزة مهمة في أهمية التسويق واستهدفوا القنوات الخليجية والتي تعتبر ترمومتر لنجاح أي عمل حين يعرض عبر إحدى قنواتها ولهذا فالمتابع للأعمال السورية يجدها في كل قناة سواء خليجية أو خارجها بكثرة عكس الأعمال المصرية التي قلما تجد عمل وحيد في اغلب القنوات وهذا يعود لأسباب منها الأسعار المتوازنة في الدراما السورية ومنها بيعها للقنوات الفضائية بسبب العقلانية في أسعار الممثلين وأجورهم وهذا ما انعكس إيجابا على انتشار أعمالهم فمثلا نجد عباس النوري في أكثر من ثلاث محطات فضائي أو بسام كوسا وحتى جال سليمان وغيرهم وفي الجانب الآخر نجد أن سعر ممثل مصري فقط للمشاركة في عمل واحد قد يصور ثلاث وحتى أربع مسلسلات سورية فمثلا يحي الفخراني كان أجره بـ 4 ملايين جنيه ونصف أي بزيادة نصف مليون جنيه عن آخر أعماله. وتأتي في المرتبة الثانية يسرا حيث تقاضت عن مسلسل «في أيد أمينة» 4 ملايين جنيه، أما الثالث فهو نور الشريف بأجر بلغ 3 ملايين جنيه ونصف عن تصوير الجزء الثاني من مسلسله (الدالي) ونفس الحال الهام شاهين في مسلسل بين قلبين أما ميرفت أمين فنصيبها من عمل طيارة ورق مليوني ونصف المليون فيما يتقاضى نجم السينما مصطفى شعبان عن بطولة (نسيم الروح) مليوني جنيه وحصل حسين فهمي على مليوني جنيه لقيامه ببطولة مسلسل (وكالة عطية)وفي شباب ممثلي مصر نجد غادة عادل تتقاضي مليون ونصف مليون جنية عن مسلسل قلب ميت وأيضا حصلت هند صبري وخالد صالح نفس الرقم عن بعد الفراق وعلا غانم فحصلت على مليون جنيه لبطولة مسلسل (ظل المحارب).

هذه بعض أسعار نجوم مصر وفيما لم نتمكن من الحصول على أسعار السوريين ومع ذلك وكما ذكرنا فإن أجر ممثل مصري واحد فقط قد تكون ميزانية لثلاثة أعمال سورية والتي امتازت بخلاف سعرها المتزن بالجودة في الإنتاج من خلال التصوير ومشاهده واحترافية المخرجين والاهتمام في العمل بكل تفاصيله وهذا هو العمل الجماعي في الوقت الذي لا نجد مثل هذا الاهتمام عند المنتجين في مصر فالمهم لديهم مشاركة نجم في العمل وبقية العمل سينتهي.

العامل الأكثر جلبا لنجاح الأعمال السورية في هذا العام هو اتحاد الممثلين السوريين فنجد في العمل السوري الواحد فريق من النجوم والذي قد يصعب في أحيان تصديقها ومثال ذلك مسلسل (الحوت) والذي بلغ ميزانية تصويره كاملة مليون ونصف المليون دولار - وهي من بطولة بسام كوسا وسلوم حداد وخالد تاجا ومنى واصف وريم على ولورا أبو أسعد ومسلسل (أهل الراية) من بطولة سلوم حداد وجمال سليمان ومسلسل أهل السراب لعباس النوري وسلوم حداد ومسلسل (قمر بني هاشم) وان كان هناك نجوم عرب مشتركين فيه الآن الغلبة لكانت لنجوم سوريا ومنهم أسعد فضة ورشيد عساف وباسم ياخور ونجاح سفكوني وزهير رمضان وأماني الحكيم ونسرين الحكيم وسحر فوزي وخالد القيش وريم علي ومحمد حداقي وتيسير إدريس وجيني أسبر ومسلسل بيت جدي بطولة بسام كوسا، ومنى واصف، وفي المقابل نجد أن الأعمال المصرية تحرص في غالبها على نجم واحد فقط وهذا ما انعكس سلبا على انتشار العمل وتسويقه وانحصر عرضه في عدد من القنوات المصرية الخاصة بالذات وهذا ما افقد المشاهد العربي حضور الدراما المصرية وللاستشهاد نجد يحي الفخراني مثال على ذلك في مسلسل (شرف فتح الباب) ومن الأسماء المعروفة التي تشاركه العمل هالة فاخر والتي تبدو هي الأخرى بعيدة عن الدراما بعد توقفها الأخير، وكذلك مسلسل (الدالي) أخذ فيه دور البطولة المطلقة نور الشريف مع تواجد لسوسن بدر ومسلسل بعد الفراق والذي يلعب البطولة فيها نجمة السينما هند صبري لأول عمل دراما لها ويشاركها خالد صالح وكذلك مسلسل كلمة حق لميرفت أمين فقط كما تقوم داليا البحيري بتقديم عمل كامل تحت اسم بنت من الزمن ده فيما لم أجد سوى مسلسل طيارة ورق من الأعمال المصرية الذي جمع عدد من نجوم مصر منهم ميرفت أمين وعزت أبو عوف وحسن مصطفى وأسامة عباس ويوسف فوزي وايناس مكي. وفي جانب آخر من التفوق السوري هو تمكنها من التنوع في العديد من خطوط الدراما كالتاريخي أو التراثي والمعاصرة ولهم باع طويل في جيادة هذه الخطوط أما المصرية فقدرتها فقط في صنع دراما معاصرة وحتى الأعمال التاريخية التي حكت مثلا العام الماضي عن الملك فاروق كان من انتاج سعودي وبطولة تيم الحسن السوري وهذا العام هناك مسلسل يحكي تاريخ المطربة أسمهان قام بدور البطولة فيها السورية سولاف فواخرجي وعابد فهد، وفراس إبراهيم ومن إخراج التونسي شوقي الماجري كما أن هناك عمل باسم الناصر ويروي قصة حياة الزعيم المصري الراحل منذ ولادته وحتى وفاته وهو من إخراج المخرج باسل الخطيب وفي الإنتاج المصري يبقى الحل الدائم والقصة المكررة هي الفرق بين الطبقة الغنية والفقيرة وبين مشكلات الأسرة فما واصل الكتاب دورانهم في فلك الموضوعات المكررة بنفس القدرة على إزعاج المشاهدين فيما يزيد على الثلاثين حلقة. أما في سوريا فنجد التاريخية تنتجها بكل إتقان ومنها العمل الديني (قمر بني هاشم) ومنها (أبو جعفر المنصور) والتراثية نجد مسلسل (باب الحارة والحوت وأهل الراية) والدراما المعاصرة والاجتماعية بالذات نجد مثلا (زهرة النرجس) و(رياح الخماسين).

وبعد هذا فلا ريب أن تقف احتراما للدراما السورية التي تمكنت من التفوق على الدراما المصرية والخليجية أيضا وبهذا تفوقت عربيا للأسباب الماضية وهي الاهتمام في العمل ورخص أسعار المسلسلات ومعقولية أجور الممثلين والتنويع في الدراما ما بين التاريخية والدينية والتراثية والمعاصرة والأعمال البدوية إلى جانب تفهمها لفلسفة الانتشار المهم بين القنوات العربية وبالذات الخليجية وهذا ما يتضح عكس الأعمال المصرية فنجد أن بعض القنوات تعرض عمل مصري واحد فقط.

خلاصة الحديث الأعمال الخليجية تسيدت في رمضان بعرض أعمالها في أوقات الذروة فيما انتشرت السورية ببراعة وتفوقت من خلال ملامستها للهم السياسي، حتى وإن جاء ذلك تحت غطاء التاريخ القريب أو البعيد.. فالحياة السورية الثقافية أو الاقتصادية وحتى الاجتماعية الواقعة في قبضة الرقابة الأمنية لا تجد متنفسا لها إلا عبر الدراما التلفزيونية فيما اختفت المصرية خلف النجم الأوحد والأسعار المجنونة المرتفعة وخلف الأعمال التي يكون أبطالها هم ذاتهم نفس أبطال العام الماضي فقط يغيرون الأسماء ويتبادلون المؤلفين والمخرجين فيما بينهم.

بقت الإشارة إلى إن هناك عمل درامي تركي وحيد عرض في قناة أبو ظبي وعلى غير العادة ستكون من ثلاثين حلقة وقد يكون هذا العمل لقادم مجهول هل سيتكاثر أم يختفي؟

starabha@hotmail. com



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد