لم يصمد المسلسل (البدوي) سعدون العواجي أكثر من ثماني حلقات، فقد أمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بوقف عرض المسلسل على شاشة تلفزيون أبوظبي، استجابة لمناشدات تقدمت بها عدد من القبائل العربية التي يحاكي المسلسل حقبة من تاريخها.
وإيقاف المسلسل بسبب الخوف من تبعاته الاجتماعية بعد أن زادت المخاوف من تهديده الأمن والسلم الاجتماعي هو أمر إيجابي ليس لأننا نريد أن نرسخ بعض القيم البالية ونتركها تحت الرماد ولكن لأن المصادمة معها وإخراجها من قمقمها (عنوة) ليس هو السبيل الصحيح للتعامل!
القبيلة في المجتمعات العربية لا تزال تشكل جزءاً من نسيجها الاجتماعي ومحاولة اقتناص إحدى الشخصيات المعروفة التي لم تعد تمثل نفسها بقدر ما تمثل قبيلتها، ولا يزال يتداول في الذاكرة والمجالس بطولاتها وغزواتها التي لم تكن بالطبع ضد المغول ولا التتار ولا الروم وإنما كانت ضد قبيلة أخرى!! تلك المحاولة التي تحركها مكاسب المنتجين ما هي إلا ببساطة (لعب) بالنار!!
ومن تابع مسيرة شاعر المليون وما يكتب على شاشة بعض قنوات الشعر الشعبي سيتأكد أنه لا أمل في القريب المنظور أن تتعامل القبائل مع مسلسل بدوي على أنه مجرد قصة كتبها مؤلف! لكن المتوقع حصوله هو ما استدعى إيقاف عرض المسلسل بعد أن استشعر المسؤولون بأن هناك ردود أفعال لا يمكن تجاهلها!
(فنجان) الدم تم إيقافه! وهذه مناسبة لدعوة اللجنة المنظمة لشاعر المليون للتفكير في تغيير منهجها وهو البرنامج الذي كان له دور كبير في استنهاض المفاخرات والنعرات القبيلة والعصبية بين كل القبائل ووصلت تداعياته إلى طلبة المرحلة الابتدائية في فصولهم مشعلة بينهم حمى التفاخر بالقبيلة!! بينما مسلسل واحد كان سيتناول شاعراً من قبيلة معينة لها علاقة بقبيلة أو اثنتين! ولأن شاعر المليون ولجنته الآن تستعد لدورة جديدة فلعلها تنتصر للشعر فقط دون أن يكون الأهم هو رسائل الإس.إم.إس ودون العزف على أوتار القبيلة لأنه إذا استمر البرنامج على طريقته فلن يختلف عن مسلسل (فنجان الدم) الذي تم إيقافه!! إلا بشيء واحد هو أن المسلسل جوبه باحتجاجات أما البرنامج فلم يجابه إلا بكتابات محذرة من خطره الشديد على السلم الاجتماعي!!
malhoshanei@hotmail.com