السرقات التي انتشرت في بلدنا هذه الأيام بقوة وأخذت تستعر كالهشيم في النار في المدن وفي القرى وفي الهجر وفي الأرياف وحتى في البراري ممثلة في (أحواش) الأغنام والإبل وأقفاص الطيور .
والاستراحات والتي تستهدف حرمة بيوت الناس، وأموال الناس، وسيارات الناس، ومحلات الناس وأملاكهم في رابعة النهار وفي بهيم الليل من قبل فئة ضالة ومضلة تحترف الجريمة وتحاول اختطاف الأمن بخطة مدروسة ومتقنة وإستراتيجية واضحة تقع على الرأس كالصاعقة، هذه الفئة والعصابات الإجرامية لها قياداتها وأوغادها وفروخها وتنوعها البشري ولها أشكال وألوان مختلفة ومتنافرة ولها طقوس وعادات وتقاليد في (النشل) واحتراف السرقة، ولا تراعي خصوصيات الناس وتوصيات وتعاليم الدين في حرمة الجريمة وحرمة السرقة وحرمة إخلال الأمن والتعدي على الآخرين، إن هؤلاء الخفافيش مصاصو الدماء الذين لا يراعون إلاّ ولا ذمة ولا يوقرون شيخاً كبيراً أو عجوزاً طاعناً أو طفلاً غريراً أو فتاة يانعة ويهددون الأمن الوطني والأمن الإنساني والأمن الاجتماعي بشكل مخيف أعمى، وليس لهم أي رابط أخلاقي أو إنساني يمنعهم عن ارتكاب الخطأ والخطيئة، إزاء كل يجب أن يحكم فيهم شرع الله بقوة ضاربة وبوتيرة استباقية متناهية عوضاً عن تحكيم الغرائز والعواطف واللعب على أوراق حقوق الإنسان ومبادئ الإنسانية، إنه إذا غاب العقاب الصارم يأمن هؤلاء اللصوص الأوغاد ويزيدون من سرقاتهم وتماديهم في الغي والبطلان، إن قوانين الدولة والأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية بكل إداراتها وأقسامها وعيونها وعمد الأحياء المعتمدين لديها يجب عليهم جميعاً أن يفعِّلوا بقوة مطاردة هؤلاء وذلك بوضع إستراتيجية حديدية جديدة وأن تلاحق هؤلاء المتمردين وتضرب بيد من حديد (غليظ) على كل من تسول له نفسه القيام بهذه الأعمال الشنيعة والبعيدة كل البعد عن العمل البشري السوي.
إن ترك هؤلاء اللصوص يسرحون ويمرحون دون رادع قوي أو عقاب عنيف يعني مزيداً من السرقات ومزيداً من الإخلال بالأمن الاجتماعي والأمن العام ومزيداً من التدهور في الأخلاق وفي المبادئ. إنني أعتقد ويعتقد معي كثير من العقلاء وأصحاب الرأي والفكر أن الحل يتمثل في قوة القانون المتمثل في التطبيق الفوري لأحكام الشرع المقدس وتنفيذه في هؤلاء المارقين المنبوذين ذوي الروائح الكريهة العفنة بعد جمع الأدلة والبراهين ومحاصرتهم بسواد أعمالهم وتطبيق قانون الدولة الصارم الذي يجب أن يملأ الشارع وينظم الحياة حتى يعلم هؤلاء المجرمون أن كل الأبواب والأسوار موصدة أمامهم بكل قوة ويستعصي عليهم القفز فوقها وفعل ما يريدون. إن السرقات التي تحدث يومياً فاقت كل التوصيفات وكلمات التعبير. إن هؤلاء اللصوص أوغلوا بالجريمة وانزلقوا بمنزلقات خطيرة ونسفوا كل القيم الأخلاقية والإنسانية والوطنية واتبعوا طرق الغي والظلال تحت أعذار واهية وأفكار ظلامية باطلة. إن مشاعر الغضب والاستنكار التي تحدث في المجالس وفي الاستراحات وبين أفراد الأسرة الواحدة ينم عن أسف قاتل لما يحدث من سرقات اتسع طيفها وكبر قوامها وكثرت خلاياها وتناما مدبروها ومنسقوها ويرسمون ألف علامة استفهام وألف علامة تعجب لم يحدث؟! وكيف يحدث؟! وإلى متى يحدث؟! وكيف سينتهي هذا السيناريو المرعب؟؟!! إنني كما طلبت من الدولة حفظ الأمن وذلك بوضع الخطط والإستراتيجيات لمطاردة ومحاصرة هؤلاء المرتزقة اللصوص، أطلب من فئات المجتمع ممثلة في الهيئات الدينية وعقلاء الأمة ووجهائها ومفكريها وكتابها وأدبائها والآباء والأمهات والتربويين ونشطاء المجتمع وخطباء الجمعة الوقوف صفاً واحداً كجبهة موحدة خلف أجهزة وزارة الداخلية الأمنية لتفتيت وإذابة هذه الشبكات الإجرامية الخطيرة والقبيحة في آن واحد وأن يواصلوا مع وزارة الداخلية ورجالها المخلصين الإمساك بزمام الأمن الوطني لمنع سفينة البلاد من الغرق في فوضى السرقات التي تطل علينا برأسها كل يوم. إنني لا أريد ولا أطلب شعارات طنانة لكنني أريد هذا الاتحاد بين وزارة الداخلية وأفراد المجتمع أن يكون زلزالاً فاصلاً يقلق ويدمر حركات وأساليب وخطط ومسارات هؤلاء اللصوص ومحترفي السرقة ويفشل إستراتيجياتهم في النشل وفي إشاعة الفوضى وانعدام الأمن. إن ما دعاني لكتابة هذه المقالة هو أن فتنة السرقات برزت بشكل حاد وبأساليب جديدة شعر بها كل من يعيش على أديم هذه الأرض مواطناً كان أم مقيماً وكان لزاماً عليّ رفع الصوت عالياً وبشكل متواصل ليطفئ النار من في يده ماء ويخمدها إلى الأبد. إنه علينا أن نعيد النظر في أشياء كثيرة وبمواقف جريئة وأن نقف صفاً واحداً غير ذي عوج ضد من يزرع وينمي ثقافة السرقة والإخلال بالأمن الاجتماعي العام وعلى الأطراف كلها دولة وأفراداً وجماعات وهيئات حكومية وأهلية أن تسارع للتفكير الجدي والسريع في كيفية القضاء وتصفية هذه الإشكاليات السلبية الخطيرة التي صارت وأخذت في النمو والازدياد وذلك بوضع برامج علمية مدروسة بدقة عالية تخرج الجميع من الأزمة وتخمد غضب الناس وتخفف من صدمتهم وهول مصائبهم وأن نرفع الحيف عن بلدنا ونعيد له وجهه المشرق في الأمن والأمان وذلك ليس بعسير على ذوي الهمة والبصيرة.
ranazi@umc.com.sa