Al Jazirah NewsPaper Friday  03/10/2008 G Issue 13154
الجمعة 04 شوال 1429   العدد  13154
لبنان وضبط الأمن

عانى الفلسطينيون فيما سبق أينما حلوا ورحلوا من قضية ازدواجية السلطة، واتهامهم بخلق معايير تنافس السلطة الأصلية وتحذو حذوها في المشاركة السيطرة والأمثلة على ذلك كثيرة فأحداث أيلول الأسود التي وقعت بالأردن وحرب لبنان الأهلية وغيرها خير دليل، الآن ولبنان يمر بما يمر به من اختلال أمني وارتباك سياسي، تواترت الأنباء عن تشكيل قوة أمنية فلسطينية مشتركة لضبط الأمن في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان وتؤكد بعض المصادر أن مهمة ووظيفة هذه القوة هي ضبط الأمن بكل اشكالة وانهاء المربعات الأمنية في المخيم وعدم السماح ببقاء أية جزيرة أمنية واعتقال وتوقيف أي مطلوب, من الجميل أن يسعى الفلسطينيون إلى ضبط وضعهم الأمني في المخيم ومن الأجمل أيضاً أن يجتهدون أن لا يتحول أمن المخيم واضطرابه إلى عبء جديد على لبنان المثقل كاهله بالأحداث الأمنية والسياسية ولكن من الضروري ألا يقود ذلك إلى ما يشبه الانسلاخ عن بوتقة سلطة لبنان وحلقة سلطة داخل السلطة الأصلية تتضخم مع الوقت وتنتشر سيطرتها إلى ان تصبح منافسة لدولة لبنان.

يعلم الفلسطينيون أن وضعهم السياسي على المحك وأن أي قلاقل في أمكنة تواجدهم سوف تمتد إلى خارج المخيم وغيره، وأن لبنان يعاني من تكتلات حزبية وسياسية أخرى تناطح الدولة الرأس وتطمح إلى ما هو أكثر من مقوماتها وذلك ما يحتم عليهم العمل بحذر لدى مضيفيهم والأخذ بعين الاعتبار أن أي مساس بأمن الواقع الحالي سوف ينعكس على قضيتهم أولاً وعلى لبنان ثانياً، وهو الأمر الذي يتطلب التصرف بعقلانية وتجرد من الذات تنعكس على جهود ضبط الأمن وعدم انجرار رعاع الواقع الفلسطيني أو اللبناني إلى ما لا يسر حتى وإن كانت النوايا والمقاصد سلمية فإن الماء العكر لا يخلو ممن يرغب الاصطياد به.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244






 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد