المدينة المنورة - خاص بـ(الجزيرة):
شهور قليلة ويكمل مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة 25 عاماً من مسيرته المباركة في نشر وطباعة المصحف الشريف وترجمات معانيه بمختلف اللغات المعروفة، وباستخدام أحدث التقنيات الطباعية، والخبرات التي تجعله بحق أعظم مؤسسة طباعية في العالم لطباعة المصحف الشريف بأحجام متعددة وبالقراءات المشهورة، وأكبر جامعة لترجمة معاني القرآن الكريم ونشر علوم السنة، بأدق القواعد العلمية، وصرح رائد يجسد عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم، وضخامة ما تبذله من جهد في نشره وتلبية احتياجات الدول الإسلامية من نسخ المصحف أو ترجمات معاني القرآن الكريم.
وكما شرف الله المملكة العربية السعودية بخدمة المسجد الحرام، والمسجد النبوي، فقد خصها بدور رائد في خدمة الإسلام والمسلمين والعناية بالقرآن الكريم وعلومه.
وقد اعتنت المملكة العربية السعودية بكتاب الله تعالى إعداداً، ونشراً، وتوزيعاً، وشهدت خدمته تطوراً كبيراً.
وأمام ازدياد حاجة العالم الإسلامي للمصحف الشريف، واستشعاراً من القيادة الحكيمة لهذه البلاد بأهمية توافر مصحف صحيح ومعتنى بمراجعته وطباعته بين أيدي المسلمين، وضع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - من أولى اهتماماته إنشاء مجمع لطباعة القرآن الكريم.
وقد أرسى حجر الأساس لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة في شهر المحرم من عام 1403هـ، وافتتحه في شهر صفر من عام 1405هـ، وتولَّتْ قيادة المملكة المجمع بالعناية والرعاية، والدعم المتواصل، حتى غد - بفضل الله تعالى - من أكبر المراكز العلمية للدراسات والبحوث الجادَّة في كل ما يتعلق بالقرآن الكريم وعلومه، وترجمة معانيه بمختلف اللغات، ونشرها، وتوزيعها، مع الدقة في مراعاة القواعد العلمية في الرسم، والضبط والإخراج.
ونجح مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة بما يتوافر له من إمكانات، وبما يضمّه من خبرات وكفاءات أن يصبح في مستوى كبريات المطابع العالمية، بل ويتفوق عليها بنبل أهدافه، ودقة إنتاجه في جميع إصداراته سواء المصاحف، أو الترجمات، أو المرتلات، أو الأجزاء، وغيرها، وبتوزيعها على المسلمين وإيصالها لهم أينما كانوا في جميع قارات العالم، وبالإضافة إلى إجراء البحوث القرآنية والدراسات العلمية، وأصبح التطور المستمر في الإمكانات والتجهيزات من السمات التي يتصف بها المجمع.
أبرز الصور المشرقة
ويُعَدُّ إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة من أجلِّ صور العناية بالقرآن الكريم حفظاً، وطباعة وتوزيعاً على المسلمين في مختلف أرجاء المعمورة، وينظر المسلمون إلى المجمع على انه من أبرز الصور المشرقة والمشرّفة الدالة على تمسك المملكة العربية السعودية بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم اعتقاداً ومنهاجاً، وقولاً، وتطبيقاً.
تقدر مساحة المجمع بمائتين وخمسين ألف متر مربع، ويُعد المجمع وحدة عمرانية متكاملة في مرافقها إذ يضم مسجداً، ومباني للإدارة، والصيانة، والمطبعة، والمستودعات، والنقل، والتسويق، والسكن، والترفيه، والمستوصف، والمكتبة، والمطاعم وغيرها. ونال تصميم مبنى المجمع - ذي الطابع الإسلامي الأصيل - جائزة المدينة المنورة في رجب 1416هـ (ديسمبر 1995م).
وقد وضع المجمع نصب عينيه منذ انطلاق مسيرته في خدمة القرآن الكريم مجموعة من الأهداف تتلخص فيما يلي:
* طباعة المصحف الشريف بالروايات المشهورة في العالم الإسلامي.
* تسجيل تلاوة القرآن الكريم بالروايات المشهورة في العالم الإسلامي.
* ترجمة معاني القرآن الكريم وتفسيره.
* العناية بعلوم القرآن الكريم.
* العناية بالسنة والسيرة النبوية.
* العناية بالبحوث والدراسات الإسلامية.
* الوفاء باحتياجات المسلمين في داخل المملكة وخارجها من إصدارات المجمع المختلفة.
* نشر إصدارات المجمع على الشبكات العالمية.
تحقيق الأهداف
ولتحقيق هذه الأهداف اعتمد المجمع سياسة علمية دقيقة قوامها استمرار إنتاج إصدارات المجمع المطبوعة، والمرتلة بمختلف الروايات المشهورة وبأعلى مستويات الدقة مع ما يتطلبه ذلك من إعدادات تمهيدية، ومراجعات علمية، وترتيبات فنية، ومواصلة نشاط المجمع في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى مختلف اللغات، كذلك الاستمرار في توزيع إصدارات المجمع على المسلمين في مختلف أنحاء العالم، وتقديم هدية خادم الحرمين الشريفين السنوية - من إصدارات المجمع - لحجاج بيت الله الحرام، كذلك العمل في كل ما من شأنه خدمة علوم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة من خلال إصدارات المجمع، ومواصلة إجراء الدراسات والبحوث المتعلقة بأهداف المجمع، بالإضافة إلى نشر إصدارات المجمع، وجهوده المختلفة على شبكة الإنترنت، والحرص على تطوير أعمال المجمع بما يتناسب مع مناشطه المتعددة، من خلال مراكز، ولجان، وإدارات المجمع المختلفة، وكذلك إتاحة الفرصة للمسلمين لزيارة المجمع، والوقوف على ما يبذل من جهد في خدمة القرآن الكريم، وتنظيم الندوات العلمية ذات العلاقة بأهداف المجمع مع اعتماد برامج دورية، وتدريب الموظفين داخل المجمع، وخارجه، وتنظيم دورات تجويدية لحفظة كتاب الله الكريم.
الإشراف على المجمع
تتولى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الإشراف على المجمع، ومعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ هو المشرف العام على المجمع ورئيس هيئته العليا، ويتابع تنفيذ سياسات المجمع وتحقيق أهدافه أمانة عامة يضطلع بمسؤوليتها ويشرف عليها سعادة الأستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي الأمين العام للمجمع.
وتختص الهيئة العليا للمجمع برسم الخطط والأهداف العامة للمجمع وسياسات تطبيقها، والإشراف على تنفيذها، وبحث طلبات التعاون الواردة من خارج الوزارة، ودراسة ما يعرض عليها من الأمانة العامة للمجمع، وإقرار برنامج إنتاج إصدارات المصحف الشريف، وترجمات معانيه إلى مختلف اللغات، والموافقة على اختيار القراء للمصحف المرتل، كذلك الموافقة على ما يتم اختياره من مركز الدراسات القرآنية، ومركز خدمة السنة والسيرة النبوية، ومركز الترجمات من الكتب، والموضوعات العلمية تأليفاً، وتحقيقاً، وترجمة، ونشراً، وإقرار خطة التدريب للعاملين في المجمع، كما يدخل ضمن اختصاصاتهم إقرار الميزانية العامة للمجمع، واعتماد الضوابط والمعايير التي تُصْرَف على ضوئها المكافآت لأعضاء الهيئات واللجان والمتعاونين، وإقرار اللوائح والأنظمة التي يحتاجها المجمع، واتخاذ ما تراه محققاً للمصلحة العامة في الحالات المستجدة.
المجلس العلمي للمجمع
وللمجمع مجلس علمي يرأسه الأمين العام للمجمع، وتتضح مهامه واختصاصاته في رسم خطة عمله وفقاً لأهداف المجمع، واقتراح ما يؤدي إلى تطوير الأعمال العلمية فيه، ودراسة القضايا والبحوث ذات الصبغة العلمية والتي تتعلق بعلوم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وترجمات معاني القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، ودراسة ما يكلف به من بحوث ودراسات من قبل معالي المشرف العام على المجمع، وكذلك دراسة التقارير المعدة من قبل اللجان والجهات العلمية في المجمع وإبداء الرأي فيها. ومن هذه اللجان:
اللجنة العلمية
وتُعنى بمراجعة المصاحف حال خَطِّ خطاط المجمع لها، وخلال الضبط وبعده على أمهات كتب القراءات، والرسم، والضبط، والفواصل، والوقف، والابتداء، والتفسير. وتظل المراجعة مستمرة من قبل اللجنة العلمية في جميع مراحل الإعداد والتحضير حتى تأذن بالبدء بطباعة المصحف، كما تبدي الرأي في المصاحف المخطوطة، والمطبوعة التي ترسل إلى المجمع من داخل المملكة وخارجها.
وللمجمع خمس مخطوطات خاصة به كتبها خطاط المجمع وروجعت من قِبل اللجنة العلمية بالمجمع: اثنتان برواية حفص، وواحدة بكل من رواية ورش، والدوري، وقالون.
أما لجنة الإشراف على التسجيلات: تُعنى بالإشراف على مختلف التسجيلات التي يصدرها المجمع للتأكد من صحتها وسلامتها وفقاً للقراءات التي تسجل بها، وصدر عن المجمع حتى الآن تسعة تسجيلات، ستة منها برواية حفص عن عاصم لأصحاب الفضيلة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي، والشيخ إبراهيم الأخضر، والشيخ محمد أيوب محمد يوسف، والشيخ عبدالله بن علي بصفر، وسُجِّل برواية حفص عن عاصم بقصر المنفصل لكل من فضيلة الشيخ عماد بن زهير حافظ، وفضيلة الشيخ خالد بن سليمان المهنا، والسابع برواية قالون عن نافع لفضيلة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي، أما الثامن فبرواية ورش عن نافع لفضيلة الشيخ إبراهيم الدوسري. كما صدر عنها مصحف معلم برواية حفص عن عاصم (السدس الأخير من القرآن الكريم).
ويضم المجمع عدداً من المراكز العلمية والبحثية المتخصصة منها:
مركز الترجمات: ويُعنى بالشؤون العلمية للترجمات وبخاصة القيام بأعمال ترجمات معاني القرآن الكريم إلى مختلف اللغات، ودراسة المشاكل المرتبطة بها وتقديم الحلول المناسبة لها، وإجراء البحوث والدراسات في مجالها، ودراسة الترجمات الحالية، وترجمة ما يحتاج إليه المسلمون من العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم، وهناك مجلس للترجمات يعني بالنظر في بعض شؤون الترجمات.
مركز خدمة السنة والسيرة النبوية: وقد أنشئ هذا المركز بالأمر السامي الكريم ذي الرقم 5- 793-م المؤرخ في 20-4- 1406هـ.
ويُعنى المركز بجمع وحفظ الكتب المخطوطة والمطبوعة والوثائق والمعلومات المتعلقة بالسنة والسيرة النبوية وإعداد الموسوعات الخاصة بها، وتحقيق ما يمكن من كتبها، وإعداد البحوث العلمية التي تخدمها، ورَدّ الأباطيل ودفع الشبهات عنها، وترجمة ما تدعو الحاجة إليه منها.
ومن مطبوعات المجمع - من إنتاج المركز كتاب (اتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة) للإمام الحافظ أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني ويقع في عشرين مجلداً، وكتاب (المستشرقون والسنة النبوية)، وكتاب (فضائل المدينة).
مركز الدراسات القرآنية: ويُعنى بجمع الكتب المخطوطة والمطبوعة والوثائق والمعلومات المتعلقة بالقرآن الكريم وعلومه وحفظها، والعمل على تحقيق الكتب المتعلقة بالقرآن الكريم، وردِّ الأباطيل ودفع الشبهات التي تثار عن القرآن الكريم، ومما صدر عنه (التفسير الميسر) للقرآن الكريم، وكتاب (مختصر التبيين لهجاء التنزيل) للإمام أبي داود المتوفى سنة 496هـ، وكتاب (الطراز) للتنسي المتوفى سنة 899هـ، وكتاب (فهرست مصنفات تفسير القرآن الكريم)، وكتاب (الإتقان في علوم القرآن) للسيوطي، ويعمل حالياً على تحقيق كتاب (لطائف الإشارات) للعسقلاني، كما انتهى المركز - بالتعاون مع اللجنة العلمية لمراجعة مصحف المدينة المنورة - من إعداد كتاب (التجويد الميسر)، ويعمل على تحقيق بعض الكتب الأمهات ذات العلاقة بأغراض المركز.
مركز التدريب والتأهيل الفني: ويتحمل مركز التدريب والتأهيل الفني مسؤولية تدريب الكوادر السعودية فنياً للعمل بمختلف أقسام المجمع الفنية سواء في مجال التحضير والتجهيز والمونتاج أو الطباعة أو التجليد أو الصيانة، أو التسجيل، أو الاستنساخ الصوتي والأعمال المساندة للإنتاج وقد نظم المركز حتى الآن اثنتي عشرة دورة تدريبية إعدادية. كما يتم عن طريقه ابتعاث عدد من المتفوقين من خريجي دورات المركز إلى الكليات والمعاهد المتخصصة داخل المملكة وخارجها، وتجري دورياً دورات تدريبية تطويرية لمنسوبي المجمع.
طاقة المجمع الإنتاجية
تصل الطاقة الإنتاجية للمجمع إلى ما يربو على عشرة ملايين نسخة من مختلف الإصدارات سنوياً للوردية الواحدة. ووصل عدد الإصدارات التي أنتجها المجمع حتى عام 1429هـ إلى حوالي 230 إصداراً موزعاً بين مصاحف كاملة وأجزاء وترجمات وتسجيلات وكتب للسنة والسيرة النبوية وغيرها، وزاد إنتاج المجمع على 240 مليون نسخة من المصحف الشريف وأجزاءه وترجمات معانيه والتسجيلات الصوتية والدراسات والبحوث في مجال علوم القرآن الكريم والسنة حتى عام 1429هـ.
ويمكن حصر ترجمات معاني القرآن الكريم الصادرة عن المجمع إلى مختلف اللغات وعددها 50 لغة وفقاً لما يلي: 24 لغة آسيوية، و12 لغة أوروبية، و14 لغة إفريقية.
وقد بلغ عدد إصدارات المجمع من هذه الترجمات أكثر من 60 إصداراً، والعمل جارٍ حالياً لإنجاز ترجمات أخرى.
ترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغة الإشارة: وخطا المجمع خطوات أساسية لترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغة الإشارة للصم والبكم لتكون الأولى من نوعها في العالم، وهيَّأ لذلك الإمكانات العلمية والفنية اللازمة، آخذاً في التقدير طبيعة فئة الصم ولغة الإشارة، وأنهى المجمع تصوير وتسجيل ومونتاج سورة الفاتحة والسور العشر الأخيرة من جزء عم من ترجمة وتفسير معاني القرآن الكريم إلى لغة الإشارة، وبعد التأكد من كفاءة العمل سيشرع في ترجمة باقي سور جزء عم تباعاً.
الدورات التجويدية
وفي إطار تحقيق أهداف المجمع، وإسهاماً منه في نشر القرآن الكريم وتجويده، أنهى المجمع تسع دورات تجويدية لحفظة القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم حتى عام 1427-1428هـ لمنحهم إجازة قراءة على يد عدد من المشايخ العاملين في المجمع، ويتم تنظيمها في المسجد النبوي الشريف، وتستغرق سبعة أشهر تقريباً، وتخرج منها 201 حافظ.
توزيع إصدارات المجمع: بدأ المجمع توزيع إصداراته من المصاحف، والتسجيلات، والأجزاء، وربع يس، والعشر الأخير، والترجمات، والكتب منذ عام 1405هـ، ويتم ذلك على المسلمين داخل المملكة وخارجها في مختلف أرجاء العالم، وبلغت الكميات الموزعة عشرات الملايين.
هدية سنوية من خادم الحرمين الشريفين للحجاج: وإنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين بتقديم نسخة من إصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة لضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام، يواصل المجمع سنوياً توزيع هدية خادم الحرمين الشريفين على كل حاج عند مغادرته منافذ المملكة عائداً بسلامة الله وحفظه إلى بلاده بعد ان أدى مناسك الحج في يسر وطمأنينة متمتعاً بالتسهيلات الكبيرة وبالإمكانات الهائلة التي وفرتها له المملكة، وزاد عدد النسخ الموزعة على الحجاج حتى موسم 1428-1429هـ على 27 مليون نسخة.
موقع للمجمع على شبكة الإنترنت: للمجمع موقع على شبكة الإنترنت، وقد تكونت لجان للإعداد للموقع، وتم إدخال كثير من المواد، والمعلومات به، وافتتح رسمياً في الخامس عشر من ربيع الأول 1425هـ (4 مايو 2004م) برعاية صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة - وقتئذ -، وحضور معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ المشرف العام على المجمع.
وصمم الموقع بحيث يتضمن ست لغات إضافة إلى اللغة العربية هي: الإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والأردية، والإندونيسية، والهوسا، وهذا يعني أن الموقع عبارة عن سبع لغات مجموعة في موقع واحد، وعنوانه:
www.qurancomplex.org.
اختيار مواد الإنتاج: يستخدم المجمع في مراحل التحضير والطباعة والتجليد كافة أفضل المواد المتاحة وذات الصفات المميزة، كما يستخدم الحاسبات الآلية في تحديد صفات المواد، ومتابعة تأمينها، واستخدامها، والرقابة عليها، ويراعي المجمع في اختيار إصداراته المطبوعة أو المرتلة، وإنتاجها، وتوزيعها، المواءمة بين حاجات المسلمين إليها، وبين الاستفادة القصوى من الإمكانات الكبيرة المتوافرة له. فالمجمع يضم تجهيزات حديثة، وإمكانات متقدمة في مجال الإعداد للطباعة، والطباعة ذاتها، والتجليد، والمراقبات المختلفة، كما استحدث المجمع مصنعاً خاصاً به لاسطوانات CD.
وعند إعداد خطة الإنتاج، تأخذ الأمانة العامة في اعتبارها تنفيذ الأوامر السامية، والكميات الموجودة في المستودعات، وتنويع الإصدارات مع المحافظة على دقة طباعتها وسلامتها.
ويضع المجمع ضمن خططه المستقبلية العمل على زيادة إنتاجه وتنويعه، ويدرس باستمرار أفكاراً ونماذج جديدة من الإصدارات المطبوعة والمسجلة.
المجمع وخدمة المجتمع
لا يدخر المجمع وسعاً للمشاركة في مختلف المناسبات المحلية والخارجية، سواء أكان ذلك عن طريق المندوبين المشاركين في المعارض، أم عن طريق طرح إصداراته وعرضها.
وعلى سبيل المثال شارك المجمع في معارض الصناعات الوطنية، ومعارض الكتب، إضافة إلى مساهمته في مهرجان الجنادرية السنوي بعرض نماذج من إنتاجه بالمهرجان، كما شارك أيضاً في عدد من المعارض والمناسبات الخارجية.
غير أن الخدمة المتميزة التي يقدمها المجمع للمجتمع السعودي بصفة خاصة والإسلامي بصفة عامة هي تزويده بإصداراته من مصحف المدينة النبوية على أرقى مستوى من الطباعة والمراجعة والدقة.
ومن خلال توزيع إصداراته، ساهم المجمع في تزويد الحرمين الشريفين ومساجد المملكة بالمصاحف، كذلك تزويد طلبة وطالبات وزارة التربية والتعليم بالمصاحف، بالإضافة إلى المشاركة بإصدارات المجمع في منح جوائز الفائزين في مسابقات حفظ القرآن الكريم وتلاوته المحلية والعالمية، وإتاحة الفرصة للمشاركين في مسابقات القرآن الكريم، وفي جائزة المدينة المنورة، وفي المناسبات التي تقام في المدينة المنورة لزيارة المجمع، كذلك إتاحة الفرصة لبعض منسوبي عدد من الجهات الأخرى للتدريب في المجمع، بالإضافة إلى المشاركة في كثير من المناسبات العامة.
الندوات العلمية: واستمراراً لأداء المجمع لدوره الرائد في مجال خدمة مصدري التشريع: الكتاب والسنة؛ نظم ندوة (عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم وعلومه) عام 1421هـ، وندوة (ترجمة معاني القرآن الكريم تقويم للماضي، وتخطيط للمستقبل) عام 1423هـ، وندوة (عناية المملكة العربية السعودية بالسنة والسيرة النبوية) عام 1425هـ، وندوة (القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية) عام 1427هـ. ويعدّ المجمع لندوة (القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة (تقنية المعلومات)) عام 1430هـ بمشيئة الله، ويقوم المجمع بإعداد أهداف كل ندوة، ومحاورها، والموضوعات التي تتناولها، ويشارك في فعالياتها باحثون متخصصون من داخل المملكة وخارجها.
وأصدر المجمع أكثر من ستين بحثاً محكماً عن ندوة (عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم وعلومه)، ومثلها عن ندوة (ترجمة معاني القرآن الكريم تقويم للماضي، وتخطيط للمستقبل)، وثمانين بحثاً عن ندوة (عناية المملكة العربية السعودية بالسنة والسيرة النبوية) وحوالي أربعين بحثاً عن (ندوة القرآن الكريم والدراسات الاستشراقية).
وقد تمخضت عن الندوات توصيات مفيدة لتحقيق أهدافها.
مجلة البحوث والدراسات
حرصاً من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف على نشر العلم النافع، وخدمة كتاب الله الكريم وأهله، وتحقيقاً للغرض الذي أنشئ هذا الصرح المبارك من أجله، قرر إصدار مجلة علمية محكّمة متخصصة بالقرآن الكريم وعلومه، مرتين سنوياً، باسم مجلة البحوث والدراسات القرآنية وصدر العدد الأول منها في الشهر المحرم 1427هـ - فبراير 2006م.
وتهدف المجلة إلى تنشيط البحث العلمي، والإسهام في نشر الدراسات والبحوث المعنية بالقرآن الكريم وعلومه، مما يثري مكتبة الدراسات القرآنية، ويدعو إلى التواصل العلمي بين المختصين في هذا المجال.
وتحقيقاً لهذا المقصد، فإن مجال النشر في المجلة يشمل: تحقيق المخطوطات المتصلة بالقرآن الكريم وعلومه، الدراسات والبحوث المتخصصة بالقرآن الكريم وعلومه، والدراسات والأعمال الخاصة بترجمات معاني القرآن الكريم.
وقد اعتمد عدد من الجامعات السعودية المجلة لترقية أعضاء هيئة التدريس الذين ينشرون أبحاثهم فيها.
العاملون في المجمع
يعمل بالمجمع حالياً حوالي 1600 شخص بين علماء وأساتذة جامعات وفنيين وإداريين، ونسبة السعوديين منهم تصل إلى حوالي 79%. وتعمل الكفاءات السعودية الآن في مختلف الأقسام الفنية بالمجمع، ويتابع المجمع تطوير مهاراتهم الفنية والإدارية لتتناسب مع احتياجاته.
وتواصل الأمانة العامة للمجمع زيادة نسبة السعوديين في المجمع آخذة في التقدير طبيعة العمل في المجمع وأهمية تدريب الفنيين السعوديين الجدد على العمل فيه، ويسير المجمع وفق خطة للتدريب تراعي توفير احتياجاته من مختلف الكوادر الوطنية من خلال دورات تدريبية منتظمة في مركز التدريب والتأهيل الفني، وتدريب على رأس العمل، وغير ذلك.
زوار المجمع
بلغ عدد زوار المجمع حتى الآن نحو مليوني مسلم من مختلف بلدان العالم، والذين أبدوا إعجابهم بهذا الصرح الإسلامي الشامخ لما شاهدوه ولمسوه من عناية فائقة في طباعة ومراجعة إنتاج المجمع، وحرصوا على تسجيل شكرهم لله تعالى ثم للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين على طباعة ونشر كتاب الله بهذه العناية الفائقة وبهذا الانتشار الواسع على النطاق العالمي.
ويحرص المجمع أن يشرح لزواره مختلف مراحل العمل وضوابطه في أقسامه الفنية، وان يطلعهم على الإمكانات الطباعية المتقدمة المتوافرة فيه.
أسلوب العمل في كتابة المصحف
تكتب مصاحف المدينة النبوية
بيد خطاط متمرس، مشهود له بالتفوق في كتابة المصاحف، وتشرف على كتابة المصاحف وطبعتها لجنة علمية مختارة بعناية من المختصين في علوم التجويد، والقراءات، والرسم، والضبط، وعدِّ الآي، والوقوف، والتفسير، والفقه، واللغة، والنحو والصرف.
وتسير اللجنة في عملها وفق خطة دقيقة، وتراجع العمل خطوة خطوة، فكل عضو فيها يطالع نسخة من أصل المصحف المخطوط على انفراد، ويقرؤها ويدقق فيها آية آية، وكلمة كلمة، وحرفاً حرفاً، وحركة حركة، إضافة إلى المصطلحات والرموز، مستعيناً في ذلك بآلة تكبير حسب الحاجة، ويدوِّن ما يقف عليه من ملحوظات في بيان معدّ لذلك، ويوقع عليه باسمه، ثم تجتمع اللجنة لمناقشة ما دوِّن في البيانات، وتصاغ الملحوظات في بيان واحد بعد حذف المكرر، ثم يجتمع أعضاء اللجنة لمناقشة هذا البيان بكل جزئياته، فما أُجمع عليه يوقع من الجميع، ويعتمد عليه في تصحيح الأصل، الذي يعاد مرة أخرى للجنة، وتتبع الأسلوب نفسه حتى تطمئن اللجنة على سلامة ما كُتب. ثم تأذن اللجنة بالبدء بالتحضير للطباعة (المونتاج)، وتقوم بمراجعة العمل في هذه المرحلة بدقة متناهية، حتى تطمئن على سلامة التحضير للطباعة النهائية للمصحف الشريف.
نظام دقيق للمراقبة
ولا تنتهي المراجعة والتصحيح عند هذا الحد، بل تمرّ بعد ذلك بخطوات دقيقة وفق أنظمة ومعايير معدَّة بعناية وإحكام، من أجل المحافظة على سلامة النص القرآني من أي خطأ، وحسن الإخراج الطباعي، وأنشئت من أجل ذلك إدارة من أهم إدارات المجمع هي (إدارة مراقبة الإنتاج)، وتضم أقساما لمراقبة النص، والمراقبة النوعية للإنتاج، والمراقبة النهائية للإنتاج.