ساجر - خاص بـ(الجزيرة):
وصف رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمركز ساجر بالسر بمنطقة الرياض الشيخ عبدالله بن محمد الدويرج دور الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في كشف أصحاب الأفكار المتطرفة وتعريتهم بأنه دور جوهري وفعال، فهو يمثل الركيزة الأولى والأساسية في مواجهة حملات القوى المعادية للإسلام لأنه بمثابة دعوة للأمة الإسلامية للتمسك بكتاب الله عز وجل وتربية للناشئة المسلمة على آداب وفضائل القرآن الكريم، مؤكدا أن حفظ القرآن الكريم هو الخطوة الأولى للتحذير من الإرهاب والتطرف، وتنبيه الدارسين والدارسات؛ لأن إخلاص النية، وبذل الجهد في حفظ القرآن الكريم، وتدبر معانيه، والمداومة على تلاوته، والعمل بما جاء فيه من توجيهات وأحكام، فالقرآن الكريم يحمل بين دفتيه المنهج الوسط في كل شيء، فالله - جل وعلا - يقول: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}، فنحن حين نربي أبناءنا على القرآن الكريم فإننا نربيهم على منهج الوسطية والاعتدال، ونحفظهم بذلك من الغلو والتطرف، ونعلمهم كذلك منهج القرآن الكريم في الدعوة إلى الله وأساليب ووسائل القرآن في سبيل تحقيق ذلك ولابد من استقطاب دعاة وعلماء ربانيين يقومون بتوجيه الشباب ودعوتهم للاعتدال، وكذلك حث الشباب على اقتناء الكتب التي تدعو إلى الوسطية والاعتدال والالتزام بمنهج السلف الصالح والفهم الصحيح لكتاب الله والابتعاد عن الكتب المشبوهة والابتعاد عمن يشتبه في أنهم من المبتدعة أو من الفرق الضالة.
وتحدث الشيخ عبدالله الدويرج - في حديثه ل(الجزيرة) - عن جهود الجمعية، قائلاً: إن عدد الدارسين بها (1000) دارس، و(670) دارسة، وعدد الذين أتموا حفظ كتاب الله حتى الآن (11) حافظاً، كما أنه أصبح للجمعية بفضل الله مبنى وقف بغرض إيجاد مصدر تمويل دائم بما يكفل للعمل الخيري استمراريته وحيويته، لأداء رسالتها النبيلة، حيث تعد النفقة في تلك المشروعات الوقفية من أعظم الصدقات الجارية التي يتعدى نفعها لأصحابها في حياتهم وبعد موتهم، ووقف الجمعية عبارة عن مبنى مكون من دورين وتبلغ مساحته الكلية حوالي (464.47)م2، وقدرت التكلفة الإجمالية للمشروع بحوالي (449.268) ريالاً.
ونفى رئيس جمعية تحفيظ ساجر وجود معوقات جوهرية تؤثر سلباً على أداء الجمعيات الخيرية، وحتى إذا وجد شيء من التقصير في بعض النواحي والأمور الجانبية أو عدم توفر القدر الكافي من الكفاءات الفنية فإنها لا تؤثر بالسلب على أداء تلك الجمعيات على الرغم من وجود بعض الصعوبات، ومنها: المعاناة من ظاهرة تسرب وغياب طلاب الحلقات والتذبذب في الانتظام والحضور، حيث يلحظ أنه في بداية العام الدراسي يكون إقبال الطلاب على التسجيل بالحلقات كبيرا جداً ثم يأخذ في الاضمحلال شيئاً فشيئاً، ولعلاج ذلك فإنه يمكن عن طريق مدرس الحلقة الذي يغرس في نفوس طلابه حب الخير والفوز بالخيرية التي وعد بها الرسول - صلى الله عليه وسلم - في قوله: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، كما أن من عناصر جذب الدارسين صرف مكافآت الحضور ومكافآت الحفظ ومكافآت التخرج، وكذا تغيير شكل وأساليب العمل بالحلقات والتحول لنظام المدارس القرآنية بدلا من الحلقات، وتدريب كوادر بشرية تكفي لتغطية حاجة العمل، مشيراً إلى أنه يمكن التغلب على ضعف الإمكانات المادية المتاحة، بوضع ميزانيات تتناسب مع حجم العمل في كل جمعية، وإيجاد مصدر تمويل ثابت يكفل للعمل الخيري استمراره وحيويته، مثل تخصيص: (مبنى وقف - مشروع استثماري - اشتراكات - هبات - تبرعات - استقطاع شهري).
وعن ضعف الإمكانات العلمية في الجمعية أبان رئيس جمعية ساجر أنه يمكن غلب على تلك المشكلة بتدريب العناصر البشرية تدريباً عالياً، ووضع برامج لتأهيل المعلمين للقيام بوظائفهم الأساسية وهي تعليم القرآن الكريم وتحفيظه وتجويده، وإقامة دورات تدريبية مكثفة للتعامل مع المستجدات المتلاحقة ومواجهة تحديات العصر بالاستعانة بمدربين أكفاء لديهم مؤهل علمي متخصص، وتوفير الكتب والأشرطة والأقراص المعدنية (CD) التي تحتوي على كيفية التعامل مع الناشئة في تحفيظ كتاب الله والبرامج الحديثة.
وقال الدويرج: إن الجمعية افتتحت عدداً من المدارس النسائية لتحفيظ القرآن الكريم، ليصبح تعدادها (10) مدارس، وزيادة عدد حلقات التحفيظ للبنين حتى أصبحت (26) حلقة، كما تم افتتاح مركز للتدريب والتطوير، وتزويده ببعض الأجهزة الحديثة، مثل: الحاسب الآلي - وجهاز عرض (بروجيكتر)، كما تنوي الجمعية إصدار مجلة شهرية باسم الجمعية ينشر فيها الجديد من أخبار الجمعية في مختلف الأقسام وتتضمن مناشط الجمعية المختلفة.