هو: سعيد بن المسيب (والمسيب: بفتح الياء المشددة المثناة من تحتها، روي عنه أنه كان يقول: بكسر الياء. ويقول: سيب الله من سيب أبي) بن حزن القرشي المخزومي المدني عالم أهل المدينة بلا مدافعة ولد في خلافة عمر لأربع مضين منها وتوفي سنة أربع وتسعين للهجرة وسمع عثمان من عثمان وعلياً وزيد بن ثابت وسعد بن أبي وقاص وعائشة وأبا موسى وأبا هريرة وجبير بن مطعم وعبدالله بن زيد المازني وأم سلمة وطائفة من الصحابة.
هو من سادات التابعين فقهاً وورعاً وعبادة وفضلاً وزهداً وعلماً كان يقال له: فقيه الفقهاء وعالم العلماء. قال أبو حاتم: (ليس في التابعين أنبل من سعيد بن المسيب.. ومناقبه وفضائله كثيرة جداً). (تهذيب الكمال 1-505). وهو أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، روى له الجماعة كلهم. قال قتادة عنه: (ما رأيت أحداً أعلم من سعيد بن المسيب). وقال مكحول: (سعيد بن المسيب عالم العلماء).
كان يعيش من التجارة بالزيت لا يأخذ عطاءً وكان أحفظ الناس لأحكام عمر بن الخطاب وأقضيته حتى سمي راوية عمر. وقال ابن عمر لرجل سأله مسألة: ايت ذاك فسأله يعني سعيداً ثم ارجع إليّ وأخبرني. ففعل ذلك فأخبره فقال: ألم أخبرك أنه أحد العلماء. وقال ابن عمر لأصحابه: لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا لسره. (طبقات الفقهاء 1-57).
قال قدامة بن موسى الجمحي: (كان سعيد بن المسيب يفتي وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحياء). وقال يحيى بن سعيد الأنصاري: (كان سعيد يكثر أن يقول في مجلسه: اللهم سلم سلم).
وله مراسيل قال أحمد بن حنبل وغيره عنها: (مرسلات سعيد بن المسيب صحاح). ومن مروياته: أن المرأة المطلقة ثلاثاً تحل للأول بمجرد عقد الثاني من غير وطء.
وقال سعيد بن المسيب عن نفسه: (ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة وما نظرت إلى قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنة وحججت أربعين حجة). توفي رحمه الله بعد التسعين كما في التقريب لابن حجر (ص: 388). رحم الله موتانا وموتى المسلمين.
***
وقفة: من أقواله رحمه الله:
* قال: (لو أئتمنت على بيت مال لأديت الأمانة ولو أئتمنت على امرأة سوداء لخفت ألا أؤدي الأمانة فيها).
* وقال: (العبادة: التفكر في أمر الله والكف عن محارم الله).
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 9702 ثم أرسلها إلى الكود 82244