Al Jazirah NewsPaper Friday  03/10/2008 G Issue 13154
الجمعة 04 شوال 1429   العدد  13154
حولها ندندن
محاربة العفن
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ

من يوقعه حظه العاثر في رؤية الفضائيات ولا سيما في المواسم المباركة من رمضانات وأعياد، يعلم حق العلم أن العالم أضحى يطفو فوق طفح من الرذيلة والاستهتار بالمشاعر الأخلاقية العامة حتى في أبسط رؤاها، وقد كان الأمر في الماضي يختص بقنوات أجنبية تستهدف بث سمومها إلى الشعوب المسلمة المتمسكة بأهداب الفضيلة، لكن يبدو أن عدوى العفن الفضائي عمت الجميع فأصبح لنا منها أوفر نصيب، والجميع يرى السفينة تغرق وهو صامت أخرس وكأن الأمر لا يعنيه ولن يسأل عنه فقد ولى زمن إنكار المنكر وتركز فقط في إنكار فعلة الحادي عشر من سبتمبر وكأن الخطأ والظلم توقفا عندها، ودورنا فقط أن ننفي عن أنفسنا هذا الظلم الوحيد في العالم بكل الوسائل حتى لو كان عن طريق سب ديننا وعلمائنا وصالحينا ومفكرينا بل والثورة على أخلاقياتنا وفضائلنا تحت مظلة الحرية والحرية منها براء براء.

وهذا بالتأكيد جو غير صحي مطلقاً جعل العديد من الناس تنفر من كثير من الفضائيات، بل من الوسائل الإعلامية التي تأثرت بالفكر التغريبي المتأمرك بأسلوب مباشر وغير مباشر والذي يعمل على خطين متضادين ولكنهما يخدمان هدفه الأكبر في ذات الوقت، فهو الذي يحرض على الإرهاب بوسائل ماكرة باطنة ثم يضرب ضربته القاضية الظاهرة.

والبعض من بني جلدتنا وجد ضالته المنشودة في هذه الأجواء الموبوءة كي يسدد ثغرات نقصه من الشهرة أو المركز أو المكانة أو العلم أو المال، موهمين الناس أن هدفهم الإصلاح حتى صدقوا أنفسهم وأصبحوا ينافحون عن غثائهم المرئي أو المسموع أو المكتوب بألسنة وأقلام حداد دون خوف أو حياء.

وقد أحسن العالم الجليل ذو الفكر المتزن فضيلة الشيخ صالح اللحيدان وفقه الله تعالى حينما أطلق نصائحه التحذيرية حول عفن الفضائيات الذي أزكم أنوف أهل الأرض وأمرض أجسادها وحرف عقولها عن الصراط المستقيم، فلابد من وقفة رسمية حازمة من جميع مسؤولي الأمة الإسلامية مع هؤلاء المتهاونين بعقيدتنا وفضائلنا سواء أكانت قنوات غربية أم عربية أم محلية، أسوة بوقفتهم القوية ضد قنوات السحر والشعوذة، وإلا حاسبنا المولى سبحانه عن مصير الأجيال القادمة التي هي مسؤوليتنا جميعاً.

إن شيخنا الفاضل القدوة قد أصاب بالتأكيد كبد الحقيقة وأبرأ ذمته أمام الله والذي يوجبه عليه دوره كقاضٍ مسلم مناصح كعادته طيلة مسيرته القضائية، وهي السنة الرشيدة التي سار عليها علماؤنا الأخيار المقتدون بسلف هذه الأمة رحمهم الله تعالى ومن سار على نهجهم القويم الناهل من القرآن العظيم والسنة الشريفة المحفوظين من كل باطل أو ضلال أو انحراف مهما ادعى المغرضون.



g.al.alshaikh12@gmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 9701 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد