بيونس آيرس - خاص بـ(الجزيرة):
رأى الأمين العام للمنظمة الإسلامية لأمريكا اللاتينية المهندس محمد يوسف هاجر أن قصور الخطاب الإسلامي، وعدم نجاحه في مخاطبة الغرب أثر على نظرة الشعوب الغربية إلى الإسلام والمسلمين، وقال: إن هذا القصور يبرز في الخطاب الإعلامي بصوره المختلفة، وفي خطاب الدعاة بصورة خاصة، وفي المنتديات والحوارات، وأمام هذه الفجوة، وتلك الهوة السحيقة التي حدثت بين الإسلام والشرائع والقوميات، يبرز التساؤل عن دور الدعاة في التعريف الصحيح برسالة الإسلام الحضارية والأخلاقية، فعلى الدعاة القيام بدورهم في التعريف الكامل برسالة الإسلام الحضارية والأخلاقية، وهذا جزء من مهمتهم إن لم تكن الجزء الأكبر والأساسي.
وطالب الدعاة باعتبار التعريف بالإسلام وحضارته جزءاً من رسالة الداعية الإسلامية، وأن يتبنوا ويشجعوا أسلوب الحوار مع الآخرين؛ لأن الحوار الحقيقي هو البحث عن معرفة واكتشاف الآخر، وبلورة رؤية واضحة غير نمطية، دون اللجوء إلى إصدار أحكام مسبقة متحيزة، أما ما نشاهده من حوارات الأديان والمساجلات الفكرية، والسعي إلى إثبات تفوق وتميز طرف على آخر، أو طغيان الناحية الإعلامية، فإن ذلك لن ينفع الحوار المنطقي ولا مصالح المتحاورين.
ولذلك إذا أردنا حواراً منتجاً وفعالاً فيجب تلافي هذه العيوب أولاً، وعندها يكون فعلاً أداة تفاهم وتعايش ويحل محل النزاع.
وأكد المهندس يوسف هاجر (في هذا الصدد) أهمية معرفة الطريق إلى الشعوب وتقديم الخطاب الإسلامي لها مباشرة وبلغتها، وقال: إن غياب وجهة النظر الإسلامية بشكل واسع في بعض القضايا المعاصرة، مثل الاستنساخ، والاجهاض، والبيئة، وحقوق الإنسان، والإرهاب، وغيرها، لا يساعد الشعوب الغربية في فهم رأي الإسلام في هذه القضايا، ومن ثم إزالة الشوائب والفروقات، ملفتاً النظر إلى أن هناك قضايا متفق عليها في وجهات النظر، وأخرى لا، فعلينا شرح ما هو غير متفق عليه، وبيان أسباب هذا الخلاف، وخصائصه إذا كان الأمر يتعلق بالدين، أو الثقافة الإسلامية، حتى نصل إلى الفهم المتبادل، أي أن الغرب يلم بالفهم الصحيح للإسلام والثقافة الإسلامية، وفي المقابل الفهم الصحيح للغرب، وحضارته وثقافته عند المسلمين.
وشدد الأمين العام للمنظمة الإسلامية لأمريكا اللاتينية على أهمية أن يكون الخطاب الإسلامي الموجه معتمداً على الفهم العميق، والدقيق لمضامينه، ومكونات الخطاب الإسلامي في بعديه المقدس والاجتهادي، وكذا الفهم العميق والدقيق لمكونات الخطاب الإسلامي في إطار سياقه التاريخي التجريبي، داعياً إلى مراعاة فقه المعطيات الواقعية المحلية الإقليمية والعالمية منها بشكل أخص وأدق، والتمييز بين ما يجب أن يوجه للمدعوين المحليين، وبين ما يوجه إلى المسلمين في الغرب باختلاف طبقاتهم الثقافية.
وطالب باعتماد آليات محددة لصياغة برامج مشتركة مع الغرب يمكن تنفيذها بسهولة لتكون قاعدة للعلاقات الإسلامية الغربية، وإزالة سوء الفهم وتصحيح ما هو مغلوط، ونبذ الغلو والتطرف والإرهاب من خلال اللقاءات والمحاضرات، وتبادل الأفكار مع الساسة والقياديين الغربيين سواء على المستوى الديني أو الثقافي أو الأكاديمي.
وانتهى المهندس هاجر إلى التأكيد على ضرورة الاهتمام بالإنترنت كوسيلة لتحسين صورة الإسلام والمسلمين في الغرب، لافتاً إلى أن 9% فقط من مواقع الإنترنت إسلامية و62% علمانية، مؤكداً أن ميزات الإنترنت تحتم على المسلمين حسن توظيفه وفق دعوتهم، ولا حجة لهم في التقصير، وأن بث وسائل الإعلام على الشبكة لغير المسلمين وسيلة فعالة لضمهم إلى الحظيرة الإسلامية.