يكفيك أبا وجدي هذا الإرث العظيم الذي خلفته لمحبيك، يكفي تلك المشاعر الصادقة التي لمستها من خلال مهاتفة العديد من المثقفين والأدباء الذين تكاد الكلمات تقف في حناجرهم حزناً على هذه القامة.
نعم إنها قامة سامقة نحني رؤوسنا لها كيف لا وقد جمع رحمه الله المجد من أطرافه في الإبداع والصحافة فكان أستاذاً ومدرسة بحد ذاتها، والأهم من هذا كله أخلاقه الجمة التي يشهد له بها القاصي والداني.
عرفته وتشرفت بلقائه مراراً وكان يغمرني بحبه الكبير ولعلي لا أنسى موقفاً يدل على تواضع الكبار ففي سنة من أيامي الأولى الصحفية بعثت تهانيَّ بعيد الفطر في ذلك العام لعدد من الأدباء ومن ضمنهم الجفري وما هي إلا لحظات وإذا بي استلم تهنئة بذات المناسبة بأسلوب أدبي راقٍ والأعظم من ذلك تواضعه الجم حيث ذيَّلها ب(أخوك عبد الله الجفري).
ومما زاد إعجابي بسمو أخلاقه ذلك الموقف النبيل الذي صفق له الجميع ليلة أن احتفت اثنينية الشيخ عبد المقصود بالأديب عبد الفتاح أبو مدين عند مغادرته لنادي جدة الأدبي وكان الجفري حاضراً على المنصة وقام ليعلن للجميع عن زوال خلافاته مع أبي مدين وعودة الصفاء بينهما ويذكر أفضاله عليه ويمد يده لمصافحته.
وإن كريم الأصل كالغصن كلما
تحمل أزهاراً تمايل وانحنى
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
*محرر الجزيرة الثقافي بجدة
alkhazmr1393@hotmail.com