Al Jazirah NewsPaper Friday  03/10/2008 G Issue 13154
الجمعة 04 شوال 1429   العدد  13154
د. عصام خوقير: إنه الوحيد الذي بكيت عليه.. فالعلاقات بيننا كانت في مستوى فريد
خليل الفزيع: تكريمه الحقيقي كان حب قرائه وعشاق إبداعه وتلاميذ الصحافة

جدة - صالح الخزمري:

* د. عصام خوقير الروائي المعروف قال: إنه الوحيد الذي بكيت عليه عندما علمت بنبأ وفاته، وقد كانت تربطنا علاقة من أوثق العلاقات؛ فكلانا نكتب في الصحافة، وقد كان - رحمه الله - المشرف على الصفحة الثقافية في (الشرق الأوسط)؛ فكان يستحثني، وكنت أكتب عنده، وكان لي بضع روايات تنشر. وكانت تجمعنا شبه رابطة عنده في المكتب، وكان الزيدان الأب الروحي للمجموعة. ويضيف: إنه صاحب الفضل حيث إنه دائم الاتصال بي ثم بعد أن عمل في (عكاظ) مع عبدالله خياط كانت الرابطة قوية معهما. وأنا قارئ له، وقد كنا نتناقش مع بعض، وقد كانت له رواية فقط، وكانت مجالاً للمناقشة بيننا، وله (العاشقان)، وكانت كل العلاقات في مستوى يجعلها تكاد تكون فريدة.

***

* الشاعر محمد صالح باخطمة يقول: إن الجفري كان سيقدم علينا لا يلتفت إلى الوراء وكان منتصب القامة. اضطر إلى العمل متعاوناً مع الصحف لظروفه الأسرية وتفرغ للصحافة والكتابة ودخل بحر الظلمات فالداخل فيه يمشي في حقول ألغام وقد كان رجلاً عفيفاً صاحب موقف ولا يقبل جبر الكسر.. ظلمه الكثير حتى ممن كان يحسبهم حلفاءه. ويخاطبه بقوله:

واشدد يديك لمن بلوت وفاءه

إن الوفاء لدى الرجال قليل

ويضيف باخطمة إن الراحل اشتغل بالصحافة في وقت كانت في نظر الكثير حرفة مَن لا حرفة له، وقد دفع الثمن من صحته ومن وجدانه.. عاصرته وكنت متعاوناً في (عكاظ).

***

* الأستاذ خليل الفزيع القاص والصحفي والكاتب المعروف يعتبر أن الأدب بفقد السيد الجفري فقد إحدى قاماته الشامخة، حيث كان ملء سمع وأبصار شاطئ الكلمة المجنحة والأسلوب الشاعري الرقيق، وأضاف: جاء عمله في الصحافة إضافة مميزة لتاريخ الصحافة السعودية، وهو في حياته كما في كتاباته رقيق في تعامله مع الآخرين، وقد اتسمت مواقفه بالشفافية والصدق مع الذات؛ فاحترم نفسه واحترمه الآخرون. ومن المواقف التي له معه يذكر الفزيع أنه لا يزال يحتفظ بذكريات جميلة عن لقاءاتهم في جدة، وقال: قدر لنا أن نكون رفقاء في رحلة ممتعة في بعض المناسبات، ومنها رحلة إلى قبرص ومعنا الأستاذان أحمد محمد وأمين عبدالمجيد؛ فكانت لنا ذكريات جميلة كنا نستعيدها كلما التقى أحدنا بالآخر. وكان أبو وجدي أبرز الجميع كما هو حاله في كل مناسبة تخص الصحافة والأدب، ولا زالت المواقف الطريفة عالقة في الذهن عن تلك الرحلة التي توثقت فيها صداقتنا وجعلتنا على اتصال فيما تلاها من الأيام. ويضيف الفزيع أن للراحل مواقف اتسمت بالأريحية في علاقته بأصدقائه. ويختم بوصفه بأنه شمعة ذابت بعد أن أضاءت الطريق أمام الكثيرين، ورغم أنه حصل على التكريم من عدة جهات رسمية لكن تكريمه الحقيقي كان حب قرائه وعشاق إبداعه وتلاميذه في الصحافة وزملائه في مهنة المتاعب الذين بادلوه الحب والاحترام والتقدير.. رحمه الله رحمة واسعة.

***

* ويعتبره د. محمد الربيّع رئيس نادي الرياض السابق من أصحاب الكلمة المشرقة التي يتطلع كل متذوق للأدب الرفيع إلى قراءتها والتأمل في مضامينها؛ فهو يجمع بين رشاقة الأسلوب وعمق الفكرة والقدرة على تحليل النفس البشرية من خلال كتاباته المتنوعة.

وأضاف: الحديث عنه يحتاج إلى قراءات معمقة في كتاباته، ولكن نكتفي بتقديم العزاء لأهله ولعموم المثقفين في المملكة والعالم العربي. وعندما يتناول أي باحث الأدب في المملكة فلا بد أن يكون للجفري صفحات مشرقة في مسيرة الأدب والثقافة. أما عن الرابطة بينهما فأكد أنها من خلال القراءات عبر الورق.

***

* د. زهير كتبي الكاتب المعروف يقول: الجفري قامة أدبية في بلادنا نعتز ونفتخر بها وأخلاقه وقيمه عالية، وقد تميز السيد الجفري بأسلوبه الرقيق في الكتابة وكلمته الأنيقة وأدبه الرفيع، ومما لا شك فيه أن أدبه وإنتاجه يحتاج إلى كثير من الدراسة والفحص والفهم الحضاري المتعدد الجوانب. والجفري حينما كان يكتب كان يكتب بعمق ورؤية صائبة للأمور وهو شخصية منظمة تحترم عقليات المتلقي وتعطي المتلقي بفكره، وقد تناول كثيراً من المآسي الناعمة والخشنة، وتعرض في كتاباته إلى كثير من هموم الناس وشرح الكثير من قضايا المجتمع وهو صاحب مواقف وطنية بارزة.

***

* د. رضا عبيد مدير جامعة الملك عبدالعزيز الأسبق قال: إن المصاب جلل؛ فالفقيد أثرى الساحة الأدبية بكثير من كتاباته ومؤلفاته وكلماته الرقيقة، ونحن بفقده فقدنا علماً كثيراً، ونجماً ساطعاً في الصحافة العربية (في الحياة والشرق الأوسط)، وفقدنا واجهة مشرقة للصحافة السعودية والكتاب السعوديين. عموده دائماً مقروء وأول ما تقرأ (عكاظ) دائماً تبحث عن عموده، وله قراؤه وأسلوبه المميز حيث كان أديباً بالفطرة، ودائماً في أي صحيفة شارك فيها تجد القارئ يبحث عنه؛ فقد كان رجلاً مبدعاً صاحب قلم.

***

* الأستاذ حسين بافقيه رئيس تحرير جريدة أم القرى قال: إننا نودع الكبار ولا نذكرهم إلا عند فقدهم؛ فقد أمضى أكثر من خمسين عاماً في الكتابة، وقد تشرفنا في مجلة الإعلام والاتصال بعمل ملف عنه بمناسبة بلوغه سن السبعين، وأجرينا معه حواراً في ثناياه، وكان لطيفاً يشكرنا مع أن الشكر له. ويضيف بافقيه: كتبت قبل نحو عشر سنوات عن بداياته بعنوان (عبدالله الجفري والكتابة الجديدة)، وقد عثرت على مقال له في البلاد عام 1376هـ وكان عمره حينها 18 سنة، وكان يكتب عن قصة إبراهيم الناصر الحميدان، والرجل إلى آخر لحظة كان يكتب ولم يكن غنياً مع أنه كان بإمكانه ذلك فلم يبع ضميره، وقد عاش يتعيش من الكتابة، ولديه غيرة على الثقافة العربية، ويعد فقده خسارة كبيرة.

وتمنى بافقيه أن يقدم أحد الصحفيين على تسجيل حياته لمدة شهرين أو أكثر كما حدث مع أدباء آخرين، وقال: إنها رحلة عمر بصعوبتها وذكرياتها ومفاجآتها. ويعتب بافقيه على أصحاب الشأن حيث لم يكن الجفري يوماً من الأيام أطروحة للماجستير أو الدكتوراه بينما كان لأسلوبه نمط عجيب من الكتابة؛ فقد كان يكتب شعراً وإن كان ناثراً، ولديه أسلوب عجيب أطلق عليه الزيدان العبارة المجنحة.

ويعده بافقيه امتداداً لمصطفى صادق الرافعي، ومعاصراً للكتاب الذين لم يتخلوا عن الكتابة الوجدانية، وأوضح: على الرغم من التقلبات فقد حافظ على هذا الأسلوب وأصبح من أكثر المعبرين عنه في الثقافة العربية على الرغم من أن كثيراً من الكتاب يتخلون عن الكتابة الوجدانية عندما يشتد عودهم، وقد حافظ على الكتابة الوجدانية الخالصة، ورحلة حياته رحلة طويلة عريضة وفيها من الصعود والهبوط الشيء الكثير، وقد تحمل كثيراً من الآلام. وقد كان يتحمل الصغار الذين يستمتعون بإيذاء الكبار، وعاش كبيراً ومات كبيراً، وتظل ذكراه حاضرة بقوة في ثقافتنا العربية المعاصرة.

***

* الأستاذ أسامة السباعي رئيس تحرير جريدة المدينة السابق أوضح أن علاقته مع المرحوم تعود إلى أيام الدراسة؛ فقد كان الراحل في المدرسة الرحمانية والسباعي في تحضير البعثات، وكان يجمعهما ما يسمى ندوات الشباب الأدبية من خلال المدارس، وكان ذلك في المرحلة الإعدادية. ويضيف السباعي: إننا كنا ندعو مجموعة من الشباب ونقدم المسامرات الأدبية ثم جمعنا بعد ذلك صفحة دنيا الطلبة في جريدة البلاد السعودية حيث كان يكتب الجفري ومحمد صالح باخطمة ومحمد سعيد طيب ومجموعة من الشباب ولدينا ميول صحفية، ومن هنا بدأ الاتصال والتعارف، ثم مضت السنون وتخرجت في جامعة القاهرة، وكان عبدالله خياط رئيس تحرير عكاظ والحفري سكرتير التحرير فطلب مني المساهمة معهما متعاوناً وفعلاً عملت معهما في صفحة القراء. وكنا نشترك أنا ومحمد عبدالواحد وعلي مدهش وباخطمة وعبدالله الداري، وكان زعيمنا عبدالله خياط، وكان الجفري لديه غرام بالإخراج، وخاصة الصفحة الأخيرة فهو صحفي ومخرج وأديب. ويختم بقوله: حقيقة لقد أمضى الجفري عمره يتحدث عنه الأدباء والصحفيين والفنانين، إنه إنسان في حياته الخاصة والأدبية، وقد عرفه الأدباء السعوديون كما عرفه العرب، وأسهم بنشر الكلمة في الخارج، وعُرف بالكلمة الوجدانية التي أثرت الوجدان العربي، وظلاله اليومية في عدة صحف كانت تثبت إبداعاً رومانسياً لا يزال أصحابه وأصدقاؤه في بلاط الصحافة يعجبون به، وكان يحمل آمالهم وآراءهم، ويجسد ذلك، وقل مَن كان يتفوق عليه عشقاً لوطنه وهياماً بمجتمعه.

***

* الأستاذ أحمد المهندس رئيس تحرير المجلة العقارية أوضح أنه جمعته بالجفري - رحمه الله- عدة مناسبات وسفرات إلى عدة بلدان قابلا من خلالها عدة شخصيات، ويضيف أنه أستاذ عظيم ومعرفتهما كانت من قبل أكثر من ثلاثة عقود، ويضيف أنه بدأ في البلاد التي خرَّجت ثلاثة أرباع أدبائنا ويضيف أنهم كانوا يستمتعون بإبداعات الجفري وقد كان مخرجاً أيضاً، وكان يفعل كذلك الأدباء وقد كنت أراه وهو يخرج ويحرر عدة صفحات بنفسه وكان يضع خط البنط للحرف.

أما أخلاقه فهو من خيرة الناس لا يحمل حقداً على أحد وزعله وقتي وقد كنت أهاجم من يهاجمه فأجده يتصالح معهم.

ويعتبره من أوائل الكُتَّاب السعوديين الذين دخلوا القصة القصيرة بعد السباعي.. وقد قدَّم كثيراً من الروايات والأعمال الأدبية وقد أصدرت له مكتبة الجيل كتاب لحظات وقد كتب المهندس المقدمة موضحاً فيها أن الجفري لا يحتاج إلى تقديم ولكن نقدم أنفسنا من خلاله، ويضيف المهندس أنه قدم للعديد من قصصي وسعدت أنني عشت في عصره وقد كانت علاقته قوية بالزيدان ويحيى باجنيد وكان وفياً للناس.

ومما يحزن المهندس أن الجفري لم يلق الاهتمام الذي يستحقه وكان يفترض أن يكون رئيس تحرير.

ويختم بقوله: إنه يظل أديباً ويظل عمله خالداً ذلك الرجل الذي لا يُعد أصدقاؤه أما أعداؤه فهم قلة وهم أعداء النجاح فقط.

* ويعتبر د. منصور الحازمي الأكاديمي والأديب المعروف أن الجفري لا يحتاج لشهادة وهو ناجح وصحفي كبير وله جمهور عريض ومن الصعب الحديث عنه، يثير الكثير من المواقف والمشاكل الاجتماعية ولا بد من دراسة كل أعماله.

ويضيف الحازمي أنه رجل عاش مدة طويلة وكانت معرفتنا قديمة من عدة عقود عندما كنت في جدة، وقد بدأنا بداية موفقة، وكان الجفري قد تعب على نفسه لأنه لا أحد يطلع هكذا بدون جهد ولا بد أن يعاني ويتعب حتى يكسب رضا الجمهور.الجفري يحتاج إلى كتابات كثيرة وممكن أن يكتب عنه رسالة في قسم الصحافة والإعلام لأنه مسيرة طويلة وتاريخه هو تاريخ تطور بلدنا منذ سنوات. أما عن بعدهما عن بعض فيعزو الحازمي ذلك إلى ظروف الحياة حيث هو في الرياض والجفري في جدة.. وختم حديثه بأمنيته أن يكتب عنه ما يستحق فهو رجل عمل أشياء كثيرة والبلد كله فقد شخصية كبيرة والموت حق.

* ويصفه د. عبد الله عسيلان - رئيس نادي المدينة المنورة الأدبي بالأديب المبدع الذي عشق الحرف والقلم وهام في حبهما وتفانى في خدمتهما وحظي منهما بعطاء ثر في مجالات عديدة من الإبداع في القصة والرواية والمقالات الأدبية الهادفة.

ويضيف أن الجفري كان رائعاً ومتألقاً في كل ما يكتبه.. تقرأ سطوره فتحس في ثناياها روعة الأسلوب وصفا ونقاء الفكرة وسمو الهدف كما تحس أنك تعيش مع الكاتب همومه ومعاناته وهموم أمته ومعاناتها، ومسيرته الأدبية والثقافية تشهد له بمكانته السامية في أدبنا العربي والإبداع وذلك من خلال آثاره في مجال القصة والرواية والمقال الأدبي ومن خلال عمله في مجال الصحافة كتابة وإدارة ودعماً ومؤازرة ولا أدلَّ على ذلك من جهوده المثمرة في البلاد والمدينة وعكاظ والحياة والشرق الأوسط حيث ازدانت صفحاتها بما سطَّره قلمه من مقالات وكتابات في زواياه الصحفية المعروفة ويتوج ذلك إنتاجه الأدبي والإبداعي المتمثل في المجموعة الكاملة لأعماله الأدبية التي صدرت في ستة مجلدات سعد بنشرها وطباعتها محب الأدب والعلم والثقافة الشيخ عبد المقصود خوجة.

رحم الله الفقيد فقد كان وسيظل بآثاره الأدبية علامة بارزة في تاريخنا الأدبي.

* ويعتبره د. هاشم عبده هاشم - رئيس تحرير جريدة عكاظ السابق يعتبره رمزاً من رموز الثقافة في هذه البلاد وقد أعطى الكثير على مستوى القصة والمستوى المهني وهو ممن كتبوا للصحافة وممن امتهنوها وكان سبَّاقاً لنا جميعاً في عكاظ بالإضافة إلى مشاركته وهو قامة ثقافية وإنسان متميز بعلاقات متميزة يفتقده الجميع في مثل هذه الأيام ونشعر بكثير من الحزن ولا نملك إلا أن ندعو له بالرحمة والمغفرة. أما عن رفقتهما فيوضح د. هاشم أن رفقتهما كانت طويلة وكان من كُتَّاب عكاظ المميزين بكلمته الشهيرة فهو يتعامل مع القارئ وكأنه أمامه وكأنه يعرف منْ يقرأ له وقد كان محل حفاوة وسؤال القراء كلما غاب عنا للاستشفاء.

* الأستاذ هشام كعكي - رئيس تحرير جريدة الندوة يصفه بالرجل الملتزم ويقول إنه منذ عملي في عكاظ كان كذلك ويضيف: إننا كنا سعداء بوجوده في عكاظ وعودته بعد جريدتي الشرق الأوسط والحياة وقد احتفينا به.ويضيف أنه رجل شارك في الأدب والقصة وكتاب الهم المحلي فهو قيمة كبيرة قضى سنوات كثيرة محباً لوطنه يسعى للتطور والتحسن، إنه فقيد الأدب والثقافة والصحافة.أما عن صلته فيوضح أننا نتصل به دائماً في كل فترة وكان رجلاً يوجه بحكم أنه أستاذ وله عبارات توجيهية ونحن نتواصل مع رواياته في عكاظ وفي الندوة، وقد كان له كتاب عن نزار قباني وقد احتفينا به في الندوة فهو قامة كبيرة ورجل يستحق أن نتحدث عنه وعن أخلاقه العالية.

أما صحافيته فهو صحفي من الجيل الأول الذين حفروا في الصخر وقد عمل في الشرق الأوسط والحياة.

* وبنبرات حزن عميق يرثيه صديقه ورفيق دربه الأستاذ عبد الله خياط الكاتب المعروف ويقول: إنه علم من أعلام الأدب في بلادنا، وقد تزاملنا في البلاد وعكاظ ويصفه بأنه كان من أقدر من عملوا معه وله سبب في نجاح عكاظ وأنا رئيس تحريرها، صاحب قدرة وإمكانات صحفية كبيرة وصاحب محبة لا حدود لها وصاحب خلق عظيم وله إنتاج ثر وكم كنت أتمنى أن يُكرم في حياته. أما علاقته به فقد امتدت لستة عقود لم يخدشها أي شيء عشنا معاً وسافرنا معاً وبيننا ارتباط كبير حتى على المستوى الأسري، وهو مبدع ورائد القصة ومهما تطلب منه يكتب رحمه الله رحمة واسعة.

* ويقدم الكاتب فاروق باسلامة شهادة عن الفقيد بأنه أعطى من إنسانيته القسط الكبير وقد تدرج في الصحافة الأدبية في مشوار طويل، وكان في ذلك الكاتب والراوائي والمحرر الأدبي والثقافي الذي كان من إنارات الطريق لشباب الأدب في المملكة وكذلك لا ننسى دوره في تأسيس بعض الصحف وإدارة تحريرها مثل الشرق الأوسط وقد كان مديراً لتحرير صفحاتها الثقافية وجريدة البلاد وغيرها من الصحف المحلية.ويضيف باسلامة أن هذا يعطي ثماراً جنية أسداها للصحافة الثقافية ولمسيرة الأديب، رحم الله أبا وجدي وأسكنه فسيح جناته.

* ويعتبره د. مسعد العطوي - رئيس نادي تبوك الأدبي رجل فكر قدم الكثير وقد استطاع أن يصوغ الفكر الفلسفي بأسلوب أدبي وقد تأثر بالمدرسة الوجدانية والرومانسية ويقتفي أثر كثير من الأدباء وممن تأثروا بالترجمة ومعالجة القضايا الإنسانية فهو فيلسوف صاغها بأسلوب أدبي مبدع يستطيع صياغة الفكر الفلسفي بأسلوب قريب للنفس فهو جانب إبداعي.

ويضيف العطوي أنه من كبار الكتاب في المملكة والعالم العربي وهو قاص يهتم ببناء العبارة واختيار اللفظة الموحية، ولم أجتمع به إلا من خلال كتبه ولي دراسات لكتبه وهو من كبار الصحفيين في المملكة بل والعالم العربي من خلال الشرق الأوسط وقد تنقل بين الصحف السعودية.

* د. عزت خطَّاب - أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة الملك سعود ترحم على الفقيد وقال لقد كانت إطلالته الصحفية اليومية علامة بارزة في الصحافة السعودية وقد أحسن صنعاً الشيخ عبد المقصود خوجة في إخراج الأعمال الأدبية في مجلدات قشيبة من منشورات الاثنينية.

ويضيف د. خطاب أن الجفري يأسرك من أول كلمة تقرأها في عموده اليومي فلا تملك إلا أن تصاحبه حتى نهاية العمود وذلك لسببين:

- الأول: الأسلوب الأدبي السهل الممتنع الذي يناقش به أية قضية اجتماعية أدبية أو تاريخية.

- الثاني : قدرته على تركيز الكثير من التفاصيل بكلمات قليلة ذات دلالات واسعة فأنت لا تقرأها في الإحاطة بتلك التفاصيل التي ربما وجدتها في مكان آخر ولكن للاستمتاع بذلك القالب الأدبي الذي سكب فيه. ويضيف أنه وبلا شك يستحق من الباحثين الدراسة المتعمقة وأرجو أن يهتم بذلك أساتذة الأدب العربي وأساتذة الإعلام في جامعاتنا السعودية بتوجيه طلابهم وطالباتهم لكتابة أبحاثهم وأطروحاتهم حول إنتاج الكاتب المميز.

* ويعتبره القاص عمر طاهر زيلع أحد الرموز في المملكة والعالم العربي وهو نجم في الأدب العربي ويكفينا أننا أقبلنا على قراءة إنتاجه وله مقالات وحضور في الساحة، ويضيف زيلع أنه اجتمع به في أكثر من موقع كنادي جدة الأدبي وفي القاهرة في جمعية إنسان العرب حيث كُرم قبل ثلاث سنوات وفي الرياض، وهو رجل يجذبك إليه بحسن معشره وبنظراته التي تحمل الحب والصفا.إنه رمز من رموز الصحافة وقد حافظ على خطه الأدبي ولم تهزه التيارات الجديدة وبقي ذلك الرجل الذي ينظر إلى الحياة ويكتب الأسلوب الرومانسي وكاد يتفرَّد به ويؤثر في الكثير ممن يتأثر بكتاباته فهناك الكثير ممن تأثر به في الإحساس اللغوي والزوايا التي يلتقط منها أفكاره. أما إبداعاته القصصية فتُعد من أجمل الابداعات وتعتبر في السياق السردي مرحلة من المراحل التي يُعتد بها وتضع بصماته على جيل، وقد حافظ على أسلوبه وسياقه ولم يتأثر بالكثير من التيارات ويكاد يكون مدرسة.

* وتحت عنوان: (يا له من رجل عظيم) كتب الأستاذ أحمد المساعد - رئيس نادي الباحة الأدبي مبدياً حزنه العميق لفقد الراحل موضحاً أنه تفاجأ من مهاتفة الزميل صالح الخزمري من مكتب جدة بخبر انتقال الجفري إلى الرفيق الأعلى وكانت المهاتفة بمثابة الصدمة القوية التي كدت أفقد سيطرتي على سيارتي للحظات لولا أنني مؤمن بقضاء الله وبقدره وأؤمن أن لكل أجل كتاباً. ويضيف المساعد أن أبا وجدي من فرط محبتي له وإعجابي بحسن خلقه وقوة إبداعه وروعة أسلوبه كان دافعي الأول لأن أُسمي ابني الأكبر باسم ابنه الأكبر وجدي. لقد زاملته عقوداً من الزمن فكان نعم الأستاذ ونعم الصديق ونعم الرفيق ونعتبره إماماً في مجال الأدب لكنه أمة في مهنة البحث عن المتاعب لأنه اختار العمل في بلاط الصحافة ولما يتجاوز المرحلة الثانوية بعد، ولأنه أحد عاشقي الصحافة فقد طور قدرته حتى أصبح يُشار إليه على أنه أحد أساطينها. أما عن معرفته فقد كانت في أواخر السبعينيات الهجرية مع توأم روحه الأستاذ عبد الغني قُستي في جهاز تحرير جريدة البلاد حيث كان يعمل آنذاك سكرتيراً للتحرير فكان مثال المثقف والمبدع منذ تلك الفترة المبكرة من حياته ثم لما توطَّدت علاقتي به وكان مبادراً في الأخذ بيدي لكي أصبح كاتباً كان يطلب مني ممارسة الكتابة في (البلاد) الصحيفة اليومية وفي مجلتها الأسبوعية التي سُميت بها فهو بحق معلمي وأستاذي الذي أدين له بالفضل بعد الله.وعند تقديم الرجال أشهد من خلال هذه السطور أنه رحمه الله من أنظف وأنزه الرجال الذين تشرفت بالقرب منهم ولا أزكي على الله أحداً وكم أشعر بغصة عميقة وقد انتقل إلى جوار ربه من غير أن ينال ما يستحق من التكريم لكن الزمن الرديء يقف عائقاً أمام أصحاب الحقوق، رحم الله أبا وجدي وأسكنه فسيح جناته.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد