لندن - رويترز:
قالت مصادر مصرفية رفيعة إن الإقراض المجمع في الخليج معطل على نحو خطير الآن وإن عدة قروض كبيرة قد جرى تأجيلها أو إعادة هيكلتها أو رد قيمتها أو سحبها لمواجهة الظروف غير العادية في السوق. وصارعت البنوك الخليجية تزايد تكاليف التمويل معظم العام، وقد اعتمدت بدرجة كبيرة على بنوك أوروبية وآسيوية لتدبير التمويل لصالح المقترضين من المنطقة، لكن تكاليف التمويل تصاعدت أكثر في أعقاب انهيار ليمان براذرز والسيولة تعود إلى أسواقها المحلية وهي تتآكل بدرجة أكبر جراء عمليات دمج قسري لبنوك. وقال مرتب قروض في الخليج (لا يوجد مال في سوق القروض بالشرق الأوسط.. لا توجد سيولة). وقال مصرفيون إن عدة قروض تأثرت بالفعل جراء تدهور أوضاع السوق وإن بنوكاً عالمية تحجم الآن عن تغطية صفقات في دول مجلس التعاون الخليجي الست المنتجة للنفط. ويتوقع المصرفيون تراجع حجم العمليات في الربع الأخير من العام. وبحسب بيانات فقد اقترض الشرق الأوسط 91 مليار دولار بنهاية الربع الثالث وذلك بانخفاض 16.5 في المائة عن 109 مليارات دولار للفترة ذاتها من العام الماضي. وألغت هيئة الاستثمار القطرية المملوكة للدولة خططاً لتدبير قرض إعادة تمويل وعمدت بدلاً من ذلك إلى سداد قرض قيمته ثلاثة مليارات دولار هو الأول لها ويعود إلى أكتوبر 2007م.
وقال مصدر مطلع إن شركة بيت الاستثمار العالمي (جلوبل) الكويتية رفعت فائدة قرض قيمته 410 ملايين دولار لأجل ثلاث سنوات 35 نقطة أساس إلى ما يزيد 210 نقاط أساس على سعر الفائدة بين بنوك لندن (ليبور) وذلك بعد إطلاق العملية في أعقاب انهيار ليمان. وشهدت الكيانات المملوكة لحكومة دبي عاماً حافلاً بالنشاط في سوق القروض لكن بعض الصفقات تأثر بتراجع السيولة.
وكانت رويترز أوردت الأسبوع الماضي أن بورصة دبي تجد صعوبة كبيرة في تدبير الدعم المصرفي لإعادة هيكلة قرض للشركة قيمته 3.78 مليار دولار يستحق في فبراير- شباط. وخفضت عالم الموانئ والمناطق الحرة التابعة لمجموعة دبي العالمية للاستثمار المملوكة لحكومة الإمارة قيمة قرض إلى ما يعادل 1.003 مليار دولار من 1.25 مليار دولار. وتقول مصادر مصرفية مطلعة إن قرضاً قيمته 1.5 مليار دولار لأجل خمس سنوات لصالح دي.آي.إف.سي إنفستمنتس الذراع الاستثمارية لمركز دبي المالي العالمي تجري مناقشته منذ يوليو- تموز لكنه محل شك الآن. وقال مصرفي قريب من العملية إن بنوك باركليز ودويتشه بنك ودبي الإسلامي وبنك الإمارات وجولدمان ساكس وبنك المشرق كانت تتأهب لترتيب التمويل لكن باركليز سحب دعمه. وتسعى مؤسسة دبي للطيران إلى اقتراض مليار دولار منذ يوليو- تموز لكن البنوك الرئيسية التي تتولى ترتيب العملية تجري محادثات الآن بشأن مستقبل الصفقة وقد تقرر الانسحاب منها. وقال مصرفي إن مؤسسة دبي للاستثمار اتفقت على قرض مضمون قيمته ستة مليارات دولار قبل الأزمة لكن البنوك فوجئت عندما ألغت الشركة التسهيل بأسره الأسبوع الماضي.
وكانت البنوك الرئيسية في صفقة دبي للاستثمار ملزمة بتمويلها على أساس مشترك بعدما لم تجذب دعماً في مرحلة الاكتتاب وسط اضطراب السوق. وقال مصرفيون إن قرار المؤسسة سحب القرض بأكمله أخرج سيولة دولارية نادرة ومكلفة من سوق القروض المجمعة لأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا كان يمكن استخدامها في مكان آخر.