طهران - أحمد مصطفى:
تعيش الأحزاب السياسية الايرانية حالة من التدافع الشديدة قبل الوصول إلى مرحلة (الائتلافات السياسية) وهي سنة دأب عليها الشارع السياسي الايراني بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران عام 1979م؛ ورغم ان التيارات التقليدية الراديكالية التي تعرف داخلياً باسم (التيارات المتشددة المحافظة) تهيمن على القرار السياسي والعسكري في ايران إلا أن الاختلافات في وجهات النظر داخل البيت المحافظ نجحت في تشظي ذلك التنظيم العريق إلى قسمين رئيسين: الاول يلقب بـ(التيار المحافظ المتشدد) والثاني: (التيار المحافظ المعتدل) وما بين هذين التيارين الكثير من قواسم الاشتراك على الصعيد الفكري والثقافي والأمني إلا أنهما يختلفان في درجة التعاطي مع التطورات السياسية والاقتصادية في الداخل والخارج؛ وخلال وصول الرئيس نجاد إلى سدة الحكم في ايران قبل ثلاث سنوات ازدادت (الهوة) ما بين التيارين داخل بيت المحافظين خاصة في ظل تراجع وتنصل حكومة الرئيس نجاد عن وعودها التي ضربتها للناخبين أثناء الانتخابات الرئاسية؛ وبسبب اصرار المتشددين على التمسك بحكومة نجاد والدفاع عنها رغم المشكلات الاقتصادية والسياسية في الداخل الايراني فإن المعتدلين من تيار المحافظين قاموا بتشكيل جناح في الشارع الايراني باسم المعتدلين الذي بدأ بمغازلة تيار الاصلاحيين بالاعتماد على المشتركات التي تأتي في مقدمتها (اقصاء الرئيس نجاد) من سدة الحكم في حزيران 2009 وهو موعد الانتخابات الرئاسية العاشرة في ايران) وتؤيد شخصيات ايرانية بارزة مثل هاشمي رفسنجاني والرئيس السابق محمد خاتمي والشيخ مهدي كروبي رئيس البرلمان السابق ومستشارين لمكتب خامنئي مثل حسن روحاني وناطق نوري ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف ورئيس الحرس السابق محسن رضائي اضافة إلى رئيس البرلمان الراهن علي لاريجاني والحقيقة ان هؤلاء الاشخاص الذين يشكلون الرعيل الاول للثورة لا يريدون للرئيس نجاد الاستمرار في الحكومة للسنوات الاربع القادمة بسبب المشكلات الاقتصادية والسياسية الداخلية والخارجية ويتزعم التيار الاقصائي هاشمي رفسنجاني الذي تمسك بموقفه المعلن قائلا: لقد صبرنا ثلاث سنوات وذلك يكفي وعلى الرئيس نجاد الرحيل.