أحمد الله القائل: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ}، نعم نحمد الله لأنه لا يحمد على مكروه سواه، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها، ففي ظهر يوم الثلاثاء الموافق 18-8-1429هـ تلقيت ببالغ الحزن وعميق الأسى خبر وفاة زميلنا وأخينا وصديقنا الأستاذ محمد بن إبراهيم بن عبد الله المهيدب، المُدرس في ابتدائية عبد الله بن عمر بالرياض، تلقيت خبر انتقاله إلى الرفيق الأعلى فكان فاجعة مؤلمة - لا حول ولا قوة إلا بالله - لم استوعب الخبر حاولت ان أتمالك نفسي وان اجمع قواي فاسترجعت، ولكن أبو حمد يحتل منزلة خاصة عندي، ولا أقول إلا ما يرضي الرب سبحانه وتعالى: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}

وإن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقه لمحزونون، فنعم الاخ ونعم الرفيق الوفي، فكم من أخ لك لم تلده أمك.

كيف أرثيك وقد احتار فكري، وتعثر قلمي، وزاد ألمي.

وكيف أرثيك وقد أصبح في الحلق غصة، وفي النفس حسرة، حزناً على فراق من بالسماحة والصبر عرفناه، ولسمو أخلاقه أحببناه، وبتواضعه الجم الذي تعودناه، فلقد رحل أقرباء كثيرون لي ولكن رحيلك اثر في نفسي، ووجداني، وحسي، ولكن لا نقول إلا قدر الله وما شاء فعل.

وعزائي هو انني عندما اتذكر أعمال خير لك في المدرسة وخارجها تهون علي الفاجعة، لأن هذه هي التجارة الرابحة مع الله وعزائي فيك كثرة الجموع الذين حضروا في مقبرة أم الحمام فدعوت الله أن يقبل دعاءهم.

وعزائي فيك عندما أتذكر انك سباق للخير ومعينا عليه وسبب في اجتماع المعلمين على الخير تهون علي الفاجعة. وعندما اتذكر حرصك على الصلاة وإمامتك لنا وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر تهون علي الفاجعة.

وعندما اتذكر انك إذا تكلم الناس في الناس لا تخوض في اعراض الناس تهون علي الفاجعة.

وعندما اتذكر انك سمح عفيف بشوش نظيف وبعيد عن المال الحرام تهون علي الفاجعة.

ثم ادعو الله ان يعوضك خيرا ويبدلك دارا خيرا من دارك وأهلا خيرا من أهلك.

وعندما اتذكر انك ربيت اجيالا وعلمتهم القرآن الكريم حفظا وتلاوة ايقنت انك من خير الناس مصداقا لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).

رحمك الله يا أبا حمد رحمة واسعة وجعل الفردوس الاعلى منزلك وعوض عليك شبابك وجمعنا بك في دار كرامته ومقر رحمته، اللهم وسع مدخله وآنس وحشته واكرم نزله واجعل قبره روضة من رياض الجنة وجازه بالحسنات احسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.

اللهم ألهم أهله وألهمنا وإياهم الصبر والسلوان وعزائي لوالدته ولرفيقة دربه الصابرة المحتسبة أم حمد، فإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حسابهم، وعزائي لاخوانه: عبد الله وعبد الرحمن وعبد العزيز وهدوب وأحمد وإلى أبنائه حمد وعبد المجيد وابراهيم وعبد العزيز وبناته واخواته، والعزاء موصول لأسرة المهيدب في الرياض في سدير والمنطقة الشرقية، وعزائي لمنسوبي مدرسة عبد الله بن عمر، وأصدقائه ومحبيه.

وختاماً أسأل الله له الثبات ولجميع المسلمين، اللهم اني لا أسألك رد القضاء، ولكني أسالك اللطف فيه، فلطف بنا يا رحيم، وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.