بعث لي مشكوراً الشيخ عبدالله المجماج رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة عنيزة مجموعة من الإصدارات الجيدة والتي لا شك لها دور فاعل في مجال التوعية والتثقيف واطلعت على مجلة الحسبة والتي هي من إصدار العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد يكون التواصل مفقوداً نوعاً ما مع هذا الجهاز المهم بسبب بعض المواقف أو نظرة الناس التي لا تخلو من السطحية، ولكني أرى أن هذا الجهاز مهم جداً في الدولة وله أدوار فاعلة في درء المفاسد بإذن الله، وإن كان توجهها الذي يهمني في الفترة الأخيرة هو لجوء كثير من الفتيات للهيئة لحل مشكلاتهن التي بدأت بسكينة وانتهت بالانهيار مع شاب استغل كل مقاصده الدنيئة ليوقع بها، نعم أعجبني تعامل الهيئة مع مثل هذه الأمور وشعرت أنهم أمان الخائفين وتشهد لهم الوقائع بإحصاءات مهولة تؤكد ميكانيكية تعاملهم مع المواقف وبذلهم المزيد لدرء الشبهات.. شكراً لرجال الهيئة.. وفي مجلة الحسبة دائرة كبيرة تحوي أخبار الهيئة وجهودهم مع رجال الأمن للقضاء على المفاسد.. بالإضافة إلى التوعية النسائية بين أواسط النساء وتكثيف هذا الوعي لخدمة مستقبل المرأة الديني للمحافظة على نفسها وحشمتها ووقارها لتكون جديرة بالاهتمام.. ولقد لفت انتباهي في مقالة عبدالعزيز الغامدي قصة الغلام اليتيم الذي تعرض لاعتداء أخلاقي من شخصين غُيبت ضمائرهم وقاموا باغتصابه وتصويره وتهديده بهذه الصور إن لم يدفع لهم عشرون ألف ومن أين يأتي طفل يتيم بهذا المبلغ ليدفعه ثمناً لشرفه وسمعته؟ وحينما عجز عن ذلك وضعوا له خياراً آخر وهو تمكينهم من أخته الكبيرة ولما ضاقت واستحكمت حلقاتها لجأ الغلام لهيئة الأمر بالمعروف والتي على الفور تعاملت مع الجريمة بسرية تامة حتى وقع الشابان المنحرفان في قبضة الشرطة وتم تحرير الغلام من سيف الصور الذي سلط على رقبته.
إذاً حريٌّ بنا أن ندرك ونعلم يقيناً أن لرجال الهيئة دور كبير ولا يجب إغفال دورهم كجهاز مهم في الدولة وله كيانه وأعماله التي تشهد بهذه الأدوار وعلينا نحن واجب المساندة وأن نشد من أزرهم فهم في جهاد وحياتهم في خطر نسأل الله لهم التوفيق والسداد وأن يجعل عملهم على بينة.
- عنيزة