تعرفت على الرجل الذي تشرف بملازمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز أكثر من ثلاثين عاماً، ووجدت نفسي أمام قلب كبير يزخر بالحب والوفاء لهذا الوطن الكبير.. ثلاثون عاماً قضاها ابن غثيث في خدمة الدولة ورجالها.. منح خلالها سنوات غالية من عمره ووقته ليقدم الوفاء للوطن والإخلاص لرجاله والأمانة لنفسه.
الفريق عبيد بن غثيث جمع في شخصيته العديد من الصفات الفاضلة التي صقلت رجولته وأكسبته حب الملك وحب العاملين معه من أفراد الحرس الملكي الذين شبوا على قيادته العسكرية ونهلوا من معين صفاته.
ابن غثيث يجذبك بخلقه الرفيع منذ الوهلة الأولى ويحتويك بشخصيته الجذابة التي تنضح بحب الخير للآخرين قبل نفسه وحبه للملك الذي احتضنه بأبويته وعلمه سلوك الرجل الإنسان واحتواه بثقته حتى غدا مقرباً إليه وأوكل إليه قيادة اللواء الخاص لخادم الحرمين الشريفين.
تشرب ابن غثيث من معين وتراب هذا البلد، ونال من تراثه وأصالته المتفردة، وتعلم من رجاله العظام بأن الذود عن هذه الديار فرض عين وطهارة ووفاء لأهل الوفاء وعطاء شريف لا يعلوه شيء دنيوي ولا بدع مستحدثة؛ لأن الرجولة الحقة التي تميز بها ابن غثيث، علمته كيف يوفي للبلاد حقها ويقدم الوفاء لأهل الوفاء.
فالرجل لأول وهلة يبادرك بكرم الوفاء وسماحة النفس واتزانها ليجسد الإنسان والمؤمن القوي الأمين، فقد جند وقته في خدمة الدولة والإخلاص لولاة أمره؛ لأنه تربى على حب هذه البلاد التي حفرت بين جوانحه كلمة واحدة ولكن ذات معانٍ كثيرة ومدلولات عميقة.. كلمة خفيفة عل اللسان ولكنها ثقيلة في الميزان.. كلمة بطعم الرجولة والإباء، وروح الوفاء، تفوح المسك في أولها وتنضح بالرحيق في بعض جوانبه، والحب في بعض آخر، هذه الكلمة هي (الانتماء)، وإن شئت استبدلها (بالوفاء)، أو (الإخلاص)، أو (الحب)، أو (الوطن) ولكن تبقى الكلمة الأم أي (الانتماء) هي الأصل، وما تبقى فروع تضمخ جيد تلك النخلة بالثمر.
أقول.. لأن إخلاص الرجل وصدقه وأمانته في القول والعمل أكسبته حب الناس، كما أن جمال روحه السمحة صنع منه نفساً طيبة متفائلة تتفهم الآخرين وتجيد التعامل معهم بهدوء ومرح ومحبة للخير للآخرين قبل نفسه وهذه صفة المؤمن الحق.
أثناء لقائي بالرجل وتعرفي عليه عن قرب، اكتشفت تواضعه الجم، وعرفت مدى حبه للناس وحب الآخرين له، من الذين تعايشوا معه طوال السنوات الثلاثين.. تربوا فيها على حب الوفاء لهذا الوطن ورجاله والذود عن حياضه.
السنوات الثلاثون التي قضاها ابن غثيث في الجندية التي تتميز بالانضباط والاتزان والقوة، هذه السنوات لم توهن من كاهل الرجل ولم تفت في عضده وساعده، بل زادته من العلم الكثير.. وأكسبته العمر المديد.. وأصقلته بالخبرة والقول السديد، فمضى دون كلل وملل موشحا بالأمانة والصدق والإخلاص.
اختيار الملك عبدالله بن عبدالعزيز للرجل ليكون مساعداً لقائد الحرس الملكي، وقائداً للواء الخاص لخادم الحرمين الشريفين يجسد، ويؤكد صدق ما ذهبنا إليه وقلناه بأن الرجل أكمل من صفات الرجولة والانتماء وحب الوطن، وأن ملازمته للملك الإنسان أكثر من ثلاثين عاماً وحبه له ولرجاله جعله ينهل من مورد الرجال الذين ضخوا تاريخ هذه البلاد بالتضحيات الجسام.
ولكن يكفي الرجل بأنه يحوز على ثقة الملك ورجاله، ويحمل شرف خدمة هذا الوطن الذي ترعرع فيه وشب في أحضانه وشرب من لباه.
alhazli675@yahoo.com