Al Jazirah NewsPaper Thursday  02/10/2008 G Issue 13153
الخميس 03 شوال 1429   العدد  13153
هذرلوجيا
أيهما الحيوان؟!..
سليمان الفليح

أكثر ما يستفزني - شخصياً - وككاتب أيضاً، هي صورة الرجل الخليجي (المظلوم والضحية)، والذي يُصوَّر دائماً و(لوحده) ودون سواه من كل رجال الكون أنه (وحده) هو الرجل (الوحيد) الذي يهمه الجنس والمال فقط أو بالأحرى (بعزقة) المال على الجنس فقط. وكأن كل رجال الكون على مختلف أعراقهم وجنسياتهم لا يهتمون بالجنس والمال إلا هذا (الضحية) المظلوم أو المظلومة لا فرق؛ أي كأن الرجل الأمريكي لا يعنيه الجنس ولا يعنيه المال، والرجل الإنجليزي لا يعنيه الجنس والمال، والرجل الآسيوي لا يعنيه الجنس والمال، وكذلك الرجل الأسود والأصفر والأحمر والأشقر، مع أنني أعرف بيولوجياً وسيكولوجياً أن كل رجل عاش ويعيش على هذا الكون منذ بدء الخليقة يهتم بالجنس أولاً كغريزة بشرية وضعها الله فيه لتناسل خلقه؛ فلماذا يُتهم الخليجي وحده بأنه الوحيد الذي يهتم بالجنس ويُصور دائماً أنه هو الرجل الوحيد الذي يغزو المجتمعات (الشريفة!!) سواء أكانت أجنبية أم حتى عربية أيضاً؛ لينشر الرذيلة والدعارة فيها و(يُخرّب) سلوك نسائها (الشريفات)!! ويقودهن كأنهن مرغمات إلى ممارسة الفاحشة؟! مع أنني أعرف ويعرف كل ذي عقل أن هذا الكائن العادي والبسيط والمظلوم دوماً (يا حول!) لا يقتحم أبواب العائلات (المحترمة) ويخلع أبوابها ليخلع الحياء عن نسائها. ولا كذلك هو وحش يختطف النسوة الجائلات من الشوارع عنوةً ويحملهن مرغمات وصائحات نائحات إلى مسكنه، ولا كذلك يدخل إلى الجامعات أو معاهد العلم أو الأماكن المحترمة ليلوح بنقوده كنخاسي أوروبا في العصور السابقة، بل إلى يومنا هذا، وأعني بذلك نخاسي المواخير ودور الدعارة ليقول بأعلى الصوت: مَن تأتي معي لأنقدها كذا وكذا من الدولارات؟ بل إن النخاسين والقوادين هم الذين يأتون إليه في مسكنه أو في الشارع ليغروه بالنساء الماجنات مثله مثل أي رجل لديه قدرة على دفع المال، سواء أكان خليجياً أو أمريكياً أو إفريقياً بل حتى مواطناً من ذات البلد الذي يسمح قانونه (القذر) بالاتجار بالرذيلة!! فلماذا إذن يشار إلى الخليجي أو العربي - على وجه الخصوص - أنه الرجل الوحيد في العالم الذي يهتم بموضوع الجنس؟! على الرغم من أن الكثير من بلدان العالم تعتمد في (اقتصادها) على سياحة ترويج الجنس، وخصوصاً البلدان التي (تسخر) من اندفاع الرجل الخليجي للجنس وكأنها تفخر (بدخل) عاهراتها الذي يُسهم في بناء اقتصادها الوطني وتنفر من المصدر الأول لذلك الدخل (الحرام)، وأعني بذلك الخليجي وليس غيره، وهو المخدوع والمذموم دوماً.. والذي لا يشبهه في حالته تلك إلا (الثومة المأكولة المذمومة)!!

بقي أن أهيب بكل الكتاب العرب، وبالأخص كتاب الخليج، أن يدافعوا عن هذه الضحية المظلومة (الرجل الخليجي) وصورته (المزورة) لدى الغرب والشرق، على حد سواء، وأن يقارنوها بصورة بعض نخاسي الغرب الذين يسوقون قطيعاً هائلاً من النساء لتسويق الجنس بل وممارسة الجنس الجماعي بشكل حيواني مع ذلك القطيع، إذا شح الزبون!!

يبقى القول أخيراً: أي الصورتين أشد بشاعة وتخلفاً وحيوانية؛ هل هي صورة الرجل الخليجي أم الرجل الغربي الحيواني النزوة والممارسة؟! ذلك هو السؤال!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7555 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد