الجزيرة – الرياض:
يُمثِّل كتاب (أركان القيادة في ضوء التراث الإسلامي والتجربة الأمريكية) للدكتور يوسف بن عثمان الحزيم، إضافة جديدة للمكتبة الاقتصادية، ذلك أن صدوره يأتي في وقت يزداد فيه الاهتمام في العالم العربي بمفهوم (القيادة الإدارية) في محاولة لإدراك مكوناتها وتفاعلها بعد الإخفاقات الملحوظة في إدارة المرافق العامة.
ولأن القيادة تعمل وفق أركان من الرؤى والأهداف الدافعية والولاء المؤدي إلى الالتزام والانتماء، نجد أن المؤلف حاول أن يبرز هذا المفهوم من خلال لغة سهلة وميسرة تسهل هذه المفاهيم على القارئ العربي العامل في حقل الإدارة.
ومن خلال الخمسة عشر فصلاً التي يتكون منها الكتاب يسعى المؤلف إلى إبراز الدور الهام لأركان القيادة في ضوء النظريات الغربية والأمريكية على وجه الخصوص والتراث الإسلامي، كما أنه يحاول إيضاح النظريات بشكل جيد ثم جمعها ودمجها بالفكر الإسلامي القيادي الذي سبق ظهور النظريات القيادية الإدارية الغربية.
وقد انطلق في كل فصول كتابه من منظور كلي هو أن القيادة الإدارية ضرورة حياتية حتمية وملحة يتوقف عليها نجاح البلاد العربية بالخروج من شرنقة التخلف.
وتبرز أهمية الكتاب من كون أن الدكتور الحزيم ينطلق فيه من تجربة عملية على مدى عقدين من العمل الميداني في مؤسسات النفع الخاص المسماة (المؤسسات غير الهادفة للربح) في مساعدة الفقراء في الدول الإسلامية النامية.. كما يستشف من فصول الكتاب العديدة رؤيته المستقبلية لمحاولة الربط ما بين نظريات القيادة الإدارية الغربية وآفاق الثقافة الإسلامية في القيادة العامة.. حيث يحاول الدكتور من خلال رؤيته الوصول إلى تنمية وتطوير القيادات الإدارية العربية من خلال الدمج ما بين النظريات الغربية المعاصرة في القيادة الإسلامية والفكر الإسلامي في القيادة.. ومن هذه الرؤية حاول الدكتور الحزيم الوصول إلى رسالة مفادها بأن الفكر الإسلامي يركز على القوي الأمين وذلك في الفصل الحادي عشر من الكتاب الذي ركزت عليه القيادة الإدارية الغربية كنظرية.. ويُعتبر الكتاب لبنة هامة تؤسس لمستقبل الإداري العربي من هذا المنطق.
كذلك يتطرق الكتاب للنظريات القيادية الإدارية الغربية وما يرافقها من دمج لنظريات القيادة الإسلامية وبخاصة نظرية القوي الأمين حيث إن ما ورد في الفصول الثلاثة الأخيرة عن مشكلات القيادة في الوطن العربي وسبل الإصلاح مع التوصيات تُشكِّل في مجملها محاولة للجمع ما بين نظريات القيادة الإدارية الغربية والتراث الإسلامي.. وهذا الأمر يعكس قدرت المؤلف الإدارية التي تكونت على مدى عقدين من الزمن.. لذلك فإن هذا الكتاب يمثل محاولة فكرية جادة للإجابة على الأسئلة التي تحاول الإيضاح بكل ما يمكن لهذا الموضوع الحيوي عن الإدارة والقيادة أو القيادة الإدارية.