Al Jazirah NewsPaper Thursday  02/10/2008 G Issue 13153
الخميس 03 شوال 1429   العدد  13153
المنشود
قدم اللاعب وفكر الكاتب!!
رقية سليمان الهويريني

كشف قائد المنتخب السعودي وفريق الهلال الكروي الأسبق صالح النعيمة لقناة أبوظبي الرياضية عن حاله البائسة وحال عدد من الرياضيين السعوديين الذين يعانون أزمات مالية، أُدخلوا بسببها السجن وفقدوا وظائفهم، كما أن بعضهم لم يتمكّن من تسديد إيجار منزله.

واللاعب النعيمة يقترب من سن الخمسين، وينتظر المولود السابع دون عمل أو مصدر رزق يؤمّن قوت أسرته.

يقول إمبراطور الكرة السعودية وقائد جيلها الذهبي بحسب ما ذكرته جريدة الوطن: (لم أتوقّع يوماً أن أكون على هذا الشكل دون عمل أو سيارة بعدما حملت شارة قيادة المنتخب السعودي أحد عشر عاماً متواصلة، وكنت لاعباً أساسياً في جميع أشواط المباريات التي خضتها مع المنتخب في جميع بطولاته). وتحدث عن شعوره بالإحباط وإحساسه بأنه غير مرغوب فيه لإبعاده عن المناصب الرياضية، وتألم لتجاهل تضحياته التي قدَّمها طوال تلك السنوات وعدم الاهتمام به لا سيما أنه لعب آخر ست مباريات وهو يحقن إبرتي فولتارين قبل أي مباراة بسبب إصابته في عضلات البطن.كما شارك في تصفيات مونديال 1986م بينما كانت والدته ترقد في العناية الفائقة في المستشفى، وتوفي والده أثناء مشاركته في لقاء الكويت، وأخفي عنه الخبر لحين العودة إلى الرياض!!

وكان اللاعبون قد طالبوا بتفعيل صندوق اللاعب الذي قرَّرته الرئاسة العامة لرعاية الشباب لا سيما أن هناك لاعبين من الجيل الماضي ومعتزلين يعانون من مشكلات عديدة ولديهم أزمات مالية ولم يعاصروا قانون الاحتراف.

والحقيقة أن هذا جانب مؤلم لم يفكر به اللاعبون آنذاك وتركوا الزمن يفكر بدلاً منهم وينفذ، ولم يخطّطوا لحياتهم ومستقبل أسرهم بطرق عديدة لكسب العيش في حالة الإصابة والعجز أو بعد الاعتزال أو الوفاة.

وهذه هي (المجنونة) كما أسموها تسلب العقل والصحة والشباب! وكان الأولى أن تكون الكرة هواية وليست احترافاً، حيث يظل طلب العلم نوراً والحصول على الشهادة سلاحاً وتأمين المرء نفسه بالعمل والادخار والاستثمار حكمة! بدلاً من الركض وراء الكماليات والسيارات الفارهة والسفر وتضييع الأموال. والنتيجة وصول اللاعب لوضع بائس مثلما يشكو منه الإمبراطور! رغم الأموال الطائلة التي حصل عليها وغيره من اللاعبين بعد البطولات العديدة، حيث تكون المكافآت مضاعفة وتكون أحياناً المضاعفة مضاعفة، كما سمعتها في إحدى البطولات والتي كانت تثير حفيظة بعض الأدباء والكتَّاب والمفكرين والأطباء آنذاك ويعز عليهم مقارنة فكرهم وعطائهم بقدم اللاعب حين يطالبون ولو بجزء من التقدير الأدبي والحضور الجماهيري! ولكن يبدو أن البقاء للفكر والحكمة في التخطيط للحياة، حيث ذهب بريق اللاعبين وشهرتهم مع الرياح التي تكون عادة مع الفريق أو ضده، أو أن بركة أموالهم زائلة، تماماً كالفلاشات الوقتية التي كانت تشغلهم وتسلب ألبابهم وتدغدغ آمال الشباب آنذاك!

وجدير باللاعب أن لا ينعي حظه العاثر أو سوء تدبيره، بل يتجه إلى البحث عن عمل يليق به ويحقق ذاته ويحفظ كرامته ويبقي على أمجاده وذكرياته!!

rogaia143@hotmail.Com
ص. ب 260564 الرياض 1134 2


لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6840 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد