قبيل وداع الشهر الكريم واستقبال العيد السعيد أعاده الله والجميع بخير تبدأ الهواتف المحمولة باستقبال رسائل الأحبة والأصدقاء والمعارف وهم بين مبتهل للمولى أن يعيد الشهر ولا يحرم الجميع القبول، وبين مستبشر ومهنئ بالعيد، ولو تمعنت ما يردك من هذه الرسائل لوجدت أنها (في مجملها) تحمل معاني سامية راقية، وعبارات عطرة ندية ملؤها الود والوئام وباطنها خالص الحب لتنثر عابق الشذى من فاخر رحيقها ليمازج فرحة القلوب بإتمام الصيام والابتهاج بعيدها.. كل ما تحمله الرسائل الواردة شعره ونثره جدير بإعادة القراءة الواعية واستخلاص معاني كل مفردة وجملة ورصد كل إشارة وتلميح، والتوقف عند كل حكمة ودعاء، وسيجد المتأمل ثروة قيّمة تستحق أن نعيها ونعمل بتوجيهها وأن لا تمر علينا كتسجيل حضور لمن بعثها لنا وأنه بها يكون قد أدى واجب المعايدة فقط، بل مع هذا فهي دروس وآداب نستثمرها في إعادة قراءة علاقاتنا مع ذوينا وأسرنا ومحيطنا الاجتماعي بأكمله، دقّق في كل معطياتها وتدارسه مع نفسك وأقنعها أن هذه المعاني النبيلة يجب أن لا تمر دون الإفادة منها.. وإن لم يتحقق لك ذلك في قرارة نفسك وقناعتك الصادقة بجدوى مضامين هذه الرسائل أو جلها.. فإني أرى أنك تعيش العيد شكلاً دون مضمون.